من السكر إلى مزيلات العرق.. أبرز 6 خرافات حول الإصابة بالسرطان

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 03 فبراير 2025 - 11:45 ص

كشف كتاب "خريطة طريق السرطان" للدكتورة ليز أوريوردان عن أبرز المعلومات المضللة حول السرطان.

تقول الدكتورة أوريوردان: أثناء بحثي عن كتابي، صادفت أكثر من 60 علاجًا للسرطان لم أسمع بها من قبل. وفي كل أسبوع، يسألني متابعوني على وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة تتعلق بالسرطان.

هل صحيح أن مزيلات العرق خطيرة؟

هل العصير يمنع عودة السرطان؟

معظم الأسئلة مبنية على الشائعات والأقاويل والخرافات الشائعة.

وعندما أذهب للبحث عن أدلة لمعرفة ما إذا كان هناك عنصر من الحقيقة، في كثير من الأحيان لا أجد شيئًا.

وكشفت الدكتورة أوريوردان عن أبرز الخرافات الشائعة حول مرض السرطان:

1. السكر

أجرى أحد الأطباء المشهورين في مجال "الطب البديل" في الولايات المتحدة، ويدعى مارك هيمان، مقابلة على قناة يوتيوب. وأعلن: "70 بالمائة من حالات السرطان ناجمة عن الطعام. والسكر هو المذنب الأول".

من المرعب أن تسمع هذا، خاصة إذا كنت من محبي الحلويات. وسوف تكون ممتنًا لسماع أن هذا ليس صحيحًا.

بدأت هذه الأسطورة في عشرينات القرن العشرين عندما كان عالم ألماني يدعى أوتو واربورج يدرس خلايا سرطان الفئران في مختبره. أولاً، لاحظ أن الخلايا السرطانية تستخدم الجلوكوز كوقود أكثر بكثير من الخلايا السليمة. وثانيًا، لم تكن الخلايا السرطانية تستخدم الأكسجين لتفكيك الجلوكوز كوقود، بينما كانت الخلايا السليمة تفعل ذلك.

أطلق على هذه الظاهرة اسم "تأثير واربورج"، وقد أدى ذلك إلى اعتقاد الناس بأن السكر يسبب السرطان. وكان الدكتور واربورج يعتقد أن السبب وراء عدم استخدام الخلايا السرطانية للأكسجين هو وجود خلل في الميتوكوندريا.

تستخدم هذه الأعضاء الصغيرة الموجودة داخل الخلايا الأكسجين لتحويل جزيء جلوكوز واحد إلى 36 جزيء ATP - وهو المصدر الرئيس للطاقة لكل خلية في الجسم.

أثبت العلماء الآن أن الطفرة هي التي تجعل الخلايا تتحول إلى إنتاج ATP من الجلوكوز دون وجود الأكسجين في الميتوكوندريا. إن تأثير واربورج هو نتيجة لهذه الطفرة.

ونحن نعلم أيضًا أن 30 بالمائة من حالات السرطان لا تحتوي على هذه الطفرة وأن العديد من خلايا السرطان تحتوي على ميتوكوندريا طبيعية لم تتضرر على الإطلاق.

علاوة على ذلك، فإن السرطان مرض وراثي وليس مرضًا أيضيًا. ولا يوجد دليل علمي يثبت أن السكر يسبب السرطان، وفق ما أوردت صحيفة "إكسبريس".

2. حمالات الصدر المدعمة بالأسلاك

يزعم بعض الناس أن حمالات الصدر المدعمة بالأسلاك تسبب سرطان الثدي.

بدأ الأمر في عام 1995 عندما ادعى كتاب بعنوان (Dressed to Kill)، أن ارتداء حمالة الصدر لأكثر من 12 ساعة يوميًا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وقال الباحثون إن السبب في ذلك يرجع إلى أن حمالات الصدر المدعمة بالأسلاك تحد من تصريف السائل اللميفاوي في أنسجة الثدي. وزعموا أن هذا يؤدي إلى تراكم السموم في الثديين، مما يؤدي بدوره إلى الإصابة بالسرطان.

لكن هذا ليس صحيحًا.

أولاً، يتدفق السائل الليمفاوي في أنسجة الثدي لأعلى وللخارج إلى العقد الليمفاوية في الإبط، وليس لأسفل باتجاه السلك. ثانيًا، السائل الليمفاوي هو مجرد نفايات ناتجة عن عملية التمثيل الغذائي والبكتيريا والفيروسات والخلايا التالفة. لا توجد سموم.

يتم ترشيحه في العقد الليمفاوية التي تحبس أو تدمر أي شيء ضار لا يحتاجه الجسم، مثل البكتيريا. يتم إعادة امتصاص الفضلات إلى مجرى الدم حيث يتعامل معها الكبد والكلى.

طالما أن الكبد والكلى يعملان بشكل صحيح، فإن جسمك سيتخلص من أي شيء لا يحتاجه.

تؤكد جميع المؤسسات الخيرية العالمية الكبرى لمكافحة سرطان الثدي ومنظمات صحة السرطان أن حمالات الصدر لا تسبب سرطان الثدي.

3. الإجهاد

أحد المعتقدات المؤسسة للطب البديل هو أن الأفكار السامة والمشاعر السلبية هي جزء من السبب الجذري للسرطان.

وكان الطبيب الألماني، الدكتور هامر، والذي قُتل ابنه في حادث إطلاق نار، من أوائل الأشخاص الذين قدموا هذا الادعاء.

وبعد بضع سنوات، أصيب الدكتور هامر بسرطان الخصية. وبعد أن درس مرضاه المصابين بالسرطان، لاحظ أنهم جميعًا أصيبوا بصدمات في السنوات السابقة.

ثم ادعى أن أي شخص لا يحصل على مساعدة لعلاج القلق أو الاكتئاب أو التوتر سوف يصاب بالسرطان. ولكن إذا حصلت على العلاج، فمن المحتمل أن تشفى من السرطان.

ولكنه لم يتمكن من علاج آلاف المرضى. بل تم سحب رخصته الطبية في عام 1986 بسبب الإهمال الطبي وتم سجنه.

ووصفت رابطة السرطان السويسرية، نظريته بأنها "خطيرة، خاصة وأنها تهدئ المرضى وتمنحهم شعورًا زائفًا بالأمان. لذلك فإنهم محرومون من العلاجات الفعالة الأخرى".

لا يؤدي التوتر والعواطف السلبية إلى الإصابة بالسرطان. ويرغب بعضنا في تصديق ذلك لأنه يرتبط بحاجتنا إلى السيطرة. ويأتي تشخيص الإصابة بالسرطان مصحوبًا بموجة من المشاعر السلبية ــ الشعور بالذنب والخوف والقلق والذعر ــ وقد يؤدي إلى الاكتئاب السريري.

وهذا أمر طبيعي عندما نتكيف مع كل ما يحدث لنا.

إن الإيجابية ستساعدك على تناول الطعام بشكل أفضل وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياتك المستقبلية.

ولكن ما تأكله وكيف تتحرك هو الذي يحدث التأثير، وليس ما تفكر فيه. سوف تمر الأيام السيئة، وتذكر أن معظم الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان سوف يشفون.

4. مزيلات العرق ومضادات التعرق

لم أكن أعلم أن الناس يعتقدون أن مزيلات العرق خطيرة حتى أرسل لي أحدهم مقطع فيديو على "تيك توك" يقول إن مزيلات العرق تسبب سرطان الثدي. بدأت هذه الأسطورة برسالة بريد إلكتروني انتشرت على نطاق واسع في أواخر التسعينيات بناءً على فهم سيء لعلم الأحياء.

ويعتقد المؤلف أن السموم تتخلص منها أجسامنا عن طريق العرق. ولأن مضادات التعرق تمنع العرق، فقد اعتقد أن هذا يؤدي إلى تراكم السموم في الغدد الليمفاوية تحت الإبطين. ولكن الغدد العرقية لا علاقة لها بالسموم أو الغدد الليمفاوية.

وهناك خرافة أخرى دفعت العديد من الأشخاص إلى تجنب استخدام مزيلات العرق، وهي أنها تحتوي على الألومنيوم. فقد قيل إن المعادن الثقيلة الخطيرة مثل الألومنيوم يمكن امتصاصها عبر الجلد.

عندما يحدث هذا، فإن الألومنيوم يتصرف مثل هرمون الاستروجين ويسبب سرطان الثدي.

بالإضافة إلى ذلك، إذا قمت بحلاقة الإبطين، فأنت تخلق جروحًا صغيرة في الجلد ويمكن امتصاص المزيد من الألومنيوم (السبب الأخير هو أن سرطان الثدي نادر الحدوث فقط عند الرجال لأنهم لا يحلقون الإبطين).

يمكن أن يسبب الألومنيوم السرطان ولكن فقط بتركيزات عالية جدًا حيث يمكنه إتلاف الحمض النووي الخاص بك. ومع ذلك، من الصعب جدًا امتصاصه من الأمعاء، وتتخلص الكلى من أي فائض في البول.

لذا، إذا كانت كليتيك تعملان بشكل صحيح، فلا داعي للقلق.

قارنت إحدى الدراسات بين ما يقرب من 1000 امرأة مصابة بسرطان الثدي وأخرى غير مصابة به. ولم يكن هناك فرق بين من استخدمن مزيلات العرق ومن لم يستخدمنها. كما أظهرت الدراسة أن حلاقة الإبطين لم تحدث أي فرق في خطر الإصابة بالسرطان.

5. جراحة قناة الجذر والحشوات الملغمة

بدأت أسطورة علاج قناة الجذر في عام 1922 عندما قال طبيب أسنان يدعى ويستون برايس أن جراحة الأسنان تسبب مجموعة متنوعة من الأمراض.

وفي عام 2019 ظهر فيلم وثائقي بعنوان (Root Cause)، والذي ادعى أن جراحة قناة الجذر لا يمكنها إزالة جميع البكتيريا الموجودة في الأسنان، مما يؤدي إلى التهاب مزمن وسرطان.

يزعم طبيب العظام الأمريكن البارز، جوزيف ميركولا، أن 93 بالمائة من مرضى سرطان الثدي خضعوا لجراحة قناة الجذر، وبالتالي فإن جراحة قناة الجذر تسببت في إصابتهم بالسرطان. ولكن لا يوجد دليل على ذلك.

تؤكد كل جمعية طب الأسنان الدولية أن علاج قناة الجذر لا يسبب السرطان. وقد تم الآن إزالة فيلم (Root Cause) من مواقع البث.

في سبعينيات القرن العشرين، ربط طبيب أسنان أمريكي يدعى هال هوجينز الحشوات الملغمة بالتصلب المتعدد والسرطان دون أي دليل قوي.

بدأ بإزالة حشوات الملغم واستخراج الأسنان التي تم علاجها بجراحة قناة الجذر.

في عام 1996 تم إلغاء ترخيصه لممارسة طب الأسنان. لا يوجد أي دليل على أن الحشوات الملغمة تسبب السرطان.

يتفق كل من جمعية طب الأسنان الأمريكية، ومؤسسة صحة الفم، وجمعية طب الأسنان البريطانية، ومنظمة الصحة العالمية، على هذا الرأي. لست بحاجة إلى إزالة حشوات أسنانك لمنع إصابتك بالسرطان.

6. البارابين والمواد المسببة لاضطراب الغدد الصماء

لم أكن أعرف ما هو البارابين حتى بدأت في البحث في كتابي عن خرافات السرطان.

البارابين عبارة عن مواد حافظة، وهي موجودة بشكل طبيعي في الفاكهة مثل التوت الأزرق والعنب، وكذلك في الأنهار والتربة وغبار المنزل.

هناك أيضًا البارابين المصنوع من قبل الإنسان والذي يستخدم كمواد حافظة في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية والطعام.

بدأت أسطورة السرطان هذه بمنشور على فيسبوك تم حذفه الآن، والذي جاء فيه أن "99 بالمائة من حالات السرطان ناجمة عن البارابين الموجود في منتجات التجميل ومنتجات البشرة ومعطرات المنزل".

جاءت هذه النتيجة من دراسة أجريت عام 2004 ونشرتها البروفيسورة فيليبا داربري، والتي نظرت في 20 عينة من سرطان الثدي ووجدت أنها تحتوي على البارابين.

وقد تم تفسير هذا الأمر خطأً على أنه دليل على أن البارابين يسبب سرطان الثدي، مما أثار حالة من الذعر العالمي.

لكن أبحاث البروفيسور داربري لم تثبت أن البارابين يسبب سرطان الثدي.

لقد لاحظت فقط أنها موجودة في خلايا سرطان الثدي، ولم تكن قد نظرت إلى أنسجة الثدي الطبيعية.

وقد قامت الجمعية الأمريكية للسرطان، وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ومنظمة مراجعة مكونات مستحضرات التجميل، والجمعية الاسكندنافية لكيميائيي مستحضرات التجميل وCRUK بمراجعة الأدبيات المتاحة وخلصت إلى أن البارابين آمن ولا يسبب السرطان.