كشفت عالمة رياضيات في بريطانيا عن أسباب تزايد فرص إنجاب طفل ذكر، من خلال تسليط الضوء على ظاهرة ارتفاع عدد الأطفال الذكور المولودين بعد انتهاء الحروب العالمية، والمعروف باسم "تأثير الجندي العائد".
وهي ظاهرة تشير إلى ارتفاع المواليد الذكور أثناء الحروب وبعدها مباشرة، وقد لوحظت لأول مرة في عام 1883 من قبل كارل دوسينج من جامعة ينا، الذي اقترح أنها كانت تنظيمًا طبيعيًا للوضع الراهن.
وأشارت البروفيسور هانا فراي عبر تطبيق "إنستجرام" إلى رسم بياني يوضح نسبة الأطفال الذكور والإناث المولودين في إنجلترا وويلز في عام 1919 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى مباشرة، وأخرى في عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة.
وقالت إن الأدلة تشير إلى أن هذه الظاهرة كانت نتيجة لمجموعة من الظروف الاجتماعية تجعل النساء أكثر عرضة لإنجاب طفل ذكر إذا حدث الحمل في وقت مبكر من "نافذتها الخصبة".
وأضافت إن الناس يميلون إلى ممارسة الجنس أكثر بعد الحروب عندما يعود الجنود إلى ديارهم لزوجاتهم، مما يؤدي إلى زيادة فرص الحمل، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
ومع التكرار المتزايد لممارسة العلاقة، تصبح المرأة أكثر عرضة للحمل في وقت مبكر من دورتها الشهرية. وأكدت البروفيسور فراي أن هذا قد يؤدي إلى ذروة في إنجاب الأطفال الذكور.
وأضافت أن "فرص المرأة في إنجاب طفل ذكر أو أنثى تتغير بشكل طفيف للغاية اعتمادًا على توقيت حدوث الحمل في دورتها الشهرية. لذا في وقت أبكر قليلاً، تزداد احتمالية إنجابها لطفل ذكر قليلاً".
ويعتقد الخبراء أن هذا قد يكون بسبب اختلاف مستويات الهرمونات أو الحموضة داخل دورة المرأة، مما قد يؤدي إلى تغيير بيئة عنق الرحم.
وتدفع هذه التغييرات، الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم Y، الذي ينتج الذكر، إلى الوصول إلى البويضة أولاً.
وتشير دراسات أخرى إلى أن اختلال التوازن بين الذكور والإناث يرجع إلى زيادة طفيفة للغاية في معدل وفيات الأجنة الأنثوية مقارنة بالذكور.
لكن البروفيسور فراي حذرت من أن أولئك الذين يأملون في استخدام طريقة الدورة المبكرة للتأثير على جنس طفلهم لا يضمنون النجاح.
وأوضحت أن فرص إنجاب طفل ذكر ضئيلة على المستوى الفردي. وقالت "عندما تصل إلى حجم السكان فإن هذا يصبح نمطًا واضحًا حقًا".
وبحسب البروفيسور فراي، فإن "تأثير الجندي العائد"، على الرغم من اسمه، لا يرتبط دائمًا بالصراع.
وشهدت بريطانيا ارتفاعاً آخر في أعداد المواليد الذكور عام 1973 عندما كانت البلاد تعاني من أزمة طاقة، وكان كثير من الناس يعملون خارج المنزل بضعة أيام في الأسبوع فقط.
وقالت البروفيسور فراي: "أعتقد أننا نعرف الآن ما كان يفعله الجميع في بريطانيا خلال أسبوع العمل المكون من ثلاثة أيام".
وعلى الرغم من حقيقى "تأثير الجندي العائد"، إلا أنه من الجدير تسليط الضوء على أنه حتى في الفترات الطبيعية يولد عدد أكبر قليلاً من الأطفال الذكور مقارنة بالإناث.
ويترجم هذا عادة إلى ما يقرب من 104 من الأولاد لكل 100 من البنات. ولكن هذا لا يشكل فرقاً بالنسبة للسكان، إذ من الناحية الإحصائية يموت عدد أكبر قليلاً من الأولاد قبل بلوغهم سن الرشد مقارنة بالفتيات، وعادة ما يكون ذلك بسبب حوادث أو مشاكل في النمو.