أحلامك علامة مبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 29 يناير 2025 - 01:40 م

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يستغرقون وقتًا أطول للدخول في نوم عميق قد يكونون عرضة لعلامات مبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر.

ولطالما حذرت الأبحاث من أن نوعية النوم وكميته يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالزهايمر.

لكن باحثين في الصين يقولون إن الأشخاص الذين يكافحون للدخول في مرحلة حركة العين السريعة - أو ريم - من دورة النوم قد يظهرون أحد أعراض المرض.

وهذه المرحلة - وهي الأعمق من المراحل الأربع التي نمر بها جميعًا كل ليلة - مهمة جدًا للذاكرة والتعلم والإبداع.

ووجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين واجهوا صعوبة في الدخول في نوم عميق بسرعة كانوا أكثر عرضة لتراكم بروتينين سامين، الأميلويد والتاو، في الدماغ – والذي يوجد لدى مرضى الزهايمر.

الميلاتونين يساعد في تأخير تطور الزهايمر

وقال الخبراء إن النتائج تشير إلى أن الأدوية التي يمكن أن تعزز النوم، مثل الميلاتونين، يمكن أن تساعد في تأخير تطور المرض - لكنهم حذروا من أن المزيد من الأبحاث ضرورية أولاً.

وقال الدكتور يوي لينج، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "إن التأخير في نوم حركة العين السريعة يعطل قدرة الدماغ على توحيد الذكريات من خلال التدخل في العملية التي تساهم في التعلم والذاكرة".

وأضاف: "إذا كان غير كاف أو متأخرًا، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة هرمون التوتر الكورتيزول. قد يؤدي هذا إلى إضعاف الحُصين في الدماغ، وهو بنية أساسية لتعزيز الذاكرة".

وتتبع مرحلة حركة العين السريعة ثلاث مراحل من النوم غير حركة العين السريعة، كل منها أعمق من المرحلة السابقة.

تستغرق المراحل الأربع 90 دقيقة أو أكثر حتى تكتمل، اعتمادًا على العمر، وقد يمر الشخص بها أربع أو خمس مرات في ليلة عادية.

ويستغرق كبار السن وقتًا أطول للوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".

وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون في مستشفى الصداقة الصينية اليابانية في بكين بتتبع أنماط النوم لدى 128 متطوعاً، بلغ متوسط أعمارهم 70 عامًا.

كان نصف هؤلاء الأشخاص مصابين بمرض الزهايمر، وكان نحو ثلثهم مصابين بضعف إدراكي خفيف، وهو مقدمة شائعة للإصابة بمرض الزهايمر. أما الباقون فكانت قدرتهم الإدراكية طبيعية.

نوم حركة العين السريعة

وتتبع الباحثون نشاط الموجات الدماغية، وحركة العين، ومعدل ضربات القلب، والتنفس، أثناء الليل خلال تواجدهم في العيادة.

وقسموا المشاركين إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة المبكرة ومرحلة نوم حركة العين السريعة المتأخرة.

وصلت المجموعة المبكرة عادة إلى مرحلة حركة العين السريعة في أقل من 98 دقيقة بعد النوم، بينما استغرقت المجموعة المتأخرة أكثر من 193 دقيقة.

وكان الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر أكثر عرضة لتأخر نوم حركة العين السريعة، وزيادة في مستويات الأميلويد بنسبة 16 بالمائة وزيادة في مستويات تاو بنسبة 29 بالمائة مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من نوم حركة العين السريعة المبكر.

وكان لديهم أيضًا بروتين صحي أقل بنسبة 39 في المائة يسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، والذي يقلل من الإصابة بالزهايمر، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة "الزهايمر والخرف".

أشارت الأبحاث السابقة التي أجريت على الفئران إلى أن الميلاتونين يمكن أن يعزز نوم حركة العين السريعة ويقلل من تراكم التاو والأميلويد.

وثبت أيضًا أن الأدوية الأخرى التي تعالج الأرق عن طريق منع مادة كيميائية تمنع نوم حركة العين السريعة تعمل على تقليل مستويات تاو والأميلويد.

عادات النوم الصحية

ويقول الباحثون، إن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن خطر الإصابة بمرض الزهايمر يجب أن "يمارسوا عادات نوم صحية" تساعدهم على التحول من النوم الخفيف إلى النوم السريع.

وأضاف الدكتور دانتاو بينج، الخبير في علم الأعصاب في مستشفى الصداقة الصينية اليابانية والمؤلف الرئيس للدراسة: "يتضمن هذا علاج حالات مثل توقف التنفس أثناء النوم وتجنب الإفراط في الشرب، لأن كلاهما يمكن أن يتداخل مع دورة النوم الصحية".

وتابع: "يجب على المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب والمهدئات التي تقلل من حركة العين السريعة أثناء النوم أن يناقشوا مخاوفهم مع طبيبهم، إذا كانوا قلقين بشأن الإصابة بمرض الزهايمر".

وتعتبر مشاكل الذاكرة وصعوبات التفكير والاستدلال ومشاكل اللغة من الأعراض المبكرة الشائعة لمرض الزهايمر، والتي تزداد سوءًا بمرور الوقت.