بقلم |
فريق التحرير |
السبت 04 يناير 2025 - 07:08 م
إذا أعطيت الصدقة لمتسوّلين في الشارع، مع محاولة عدم إظهارها أمام الناس؛ بنيّة التصدق خفية، فهل تعدّ صدقة في الخفاء؟ وهل يفضّل أن تكون مالًا أم يفضّل أن أشتري به طعامًا لهم؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أنه إذا حصلت الصدقة دون أن يعلم به أحد من الناس إلا من أخذها؛ فهي من صدقة السرّ، قالابن عاشورفي تفسيره التحرير والتنوير:قوله: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} تفضيل لصدقة السر؛ لأن فيها إبقاء على ماء وجه الفقير، حيث لم يطلع عليه غير المعطي.
ويدلّ على ذلك حديثأبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ثلاثة يحبّهم الله، وثلاثة يبغضهم الله: أما الثلاثة الذين يحبهم الله: فرجل أتى قومًا، فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينهم، فمنعوه، فتخلّف رجل بأعقابهم، فأعطاه سرًّا، لا يعلم بعطيته إلا الله، والذي أعطاه... الحديث. رواهأحمد،والترمذي،وصححه،والنسائي. وصححهابن خزيمة،وابن حبان،والحاكمعلى شرط الشيخين، ولم يتعقبهالذهبي.
قالالتوربشتيفي الميسر في شرح مصابيح السنة:والمعنى: أنه سافر عن أصحابه؛ حتى خلا بالسائل، فأعطاه سرًّا. اهـ.
وقالالمظهريفي المفاتيح في شرح المصابيح:أي: تأخّر، واستتر من بينهم إلى جانب؛ حتى لا يروه، ثم أعطى الفقير سرًّا.
وعنابن عباسقال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَكِل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدّق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه. رواهابن ماجه، ضَعَّفهالعراقيفي تخريج الإحياء،وابن الملقنفي البدر المنير،وابن حجرفي التلخيص الحبير،والبوصيريفي زوائدابن ماجه.
قالالمجددي الدهلويفي (إنجاح الحاجة):قوله: "ولا صدقته" وجهه ... أن التوكيل في الصدقة يخرجها من السر إلى العلانية، وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، ولأن المتصدّق عليه قد يستحيي في بعض المواد عن بعض الأشخاص.
وقال ابن بطالفي شرح صحيح البخاري: قوله: "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" مثل ضربه في المبالغة بالاستتار بالصدقة؛ لقرب الشمال من اليمين، وإنما أراد بذلك أن لو قدر ألا يعلم من يكون عن شماله من الناس ما تتصدق به يمينه لشدة استتاره. اهـ.
وأما ما هو الأفضل: المال أو الطعام؟
فالمعتبر في ذلك هو ما يحقق أعظم النفع للفقير: فإن كان الطعام أنفع له من النقود، فهو أفضل، وإلا فالنقود أفضل؛ لكونها تنفعه لشراء ما يحتاجه من ضرورياته، وغيرها