ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصريية من امرأة تقول: "أتجنب الاختلاط خشيةَ الخوض في الغيبة والنميمة، لكنني لا أكره أحدًا، غير أنني عندما أفتح مجالاً للكلام مع أحد، أشعر أنني أتحمل ذنوبًا، فماذا أفعل وأتصرف؟". وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا:
جميل أن يمسك الإنسان لسانه عما لا فائدة فيه، وهذا كان حال الصالحين قديمًا، ولا نرى الأن مجالس تشبه مجالس الصالحين، اللهم إلا نادرًا؛ مجالسنا أصبحت تتكلم عن فلان وعلان، فأصبحنا تخوض في الأعراض دون أن ندري.
في الحديث عند أبي داود، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: حَسْبُك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرُوَاة: تَعْني قَصِيرة، فقال: "لقد قُلْتِ كلِمَة لو مُزِجَت بماء البحر لَمَزَجَتْهُ"» قالت: وحَكَيْتُ له إِنْسَانًا فقال:" ما أُحِبُّ أَني حَكَيْتُ إِنْسَانًا وإن لي كذا وكذا".
في مجالسنا نقول أكثر من ذلك بكثير، لذا يجب أن ننزه مجالسنا، لأن الغيبة تطمس انوار القلوب والعقول، وعلى الانسان لو خالط شخص عليه ان يتكلم بما يفيده، لما ورد عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ:" مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصَّلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةٌ، فإِنْ شاءَ عَذَّبَهُم، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُم"، رواه الترمذي وقال حديث حسن.
يجب أن نتكلم فيما هو خير، أحوال الصالحين وكلامهم، أو نتتاقش في أمور علمية، أما أن نجلس ونتكلم في أعراض النساء وفيما لا فائدة منه فلا يجوز، ويمكن أن نتكلم في أمور دنيوية، لذا يجب على من يخالط الناس أن يحفظ لسانه.