أصحاب هذه الوظائف معرّضون لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم القاتل

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 16 اغسطس 2024 - 12:51 م

حذرت دراسة حديثة من أن العمل في بيئة صاخبة مثل المصانع يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

ووفقًا للباحثين، فإن الخطر يزداد بنسبة 10 في المائة لكل عام في حالة العمل على الآلات الصناعية الصاخبة.

وربطت الأبحاث بين التعرض المستمر للضوضاء في العمل وفقدان السمع وانخفاض التركيز، بالإضافة إلى الإجهاد البدني والنفسي.

التعرض المزمن للضوضاء

ووجدت الدراسة الأخيرة أن التعرض المزمن للضوضاء من قبل عمال النسيج لا يؤدي فقط إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل عام، بل إن كل عام من التعرض يزيد من احتمالات الإصابة بهذه الحالة.

وفحص باحثون في المديرية العامة للخدمات الصحية (DGHS) في بنجلاديش، 289 عاملاً بالغًا في عدد من مصانع النسيج بمدينة نارايانجانج من يناير إلى ديسمبر 2023.

وأجرى المشاركون مقابلات وجهًا لوجه لاستكمال استبيان يغطي العوامل الاجتماعية والديموغرافية والسلوك والعادات الغذائية والتاريخ الطبي العائلي.

وتم قياس ضغط الدم والطول والوزن وشدة الضوضاء وفقًا للإجراءات القياسية.

وكان أغلب المشاركين من الذكور، المتزوجين، وفي الثلاثينيات من العمر، وكانت نسبة "ملحوظة" منهم أميين.

واكتشف الباحثون أن مدة التعرض للضوضاء في مكان العمل تصل في المتوسط إلى نحو 16 عامًا، وتتراوح شدة الضوضاء بين 96 إلى 111 ديسيبل.

معدلات التعرض للضوضاء أثناء العمل

ويبلغ حد التعرض الموصى به للضوضاء المهنية 85 ديسيبل في المتوسط على مدار يوم عمل مدته ثماني ساعات، وفقًا للمعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية في الولايات المتحدة.

وتعتبر الأصوات التي تبلغ 70 ديسيبل أو أقل آمنة بشكل عام.

ويبلغ متوسط مستوى الضوضاء في المحادثة اليومية حوالي 60 ديسيبل، في حين يبلغ متوسط مستوى الضوضاء في الغسالة أو غسالة الأطباق 70 ديسيبل.

ويبلغ متوسط الضوضاء الناجم عن جزازة العشب إلى حوالي 90 ديسيبل، ويصل إلى 110 ديسيبل في الحفلة الموسيقية الحية.

وتوصلت أبحاث سابقة إلى أن الاستماع إلى أي صوت أعلى من 120 درجة قد يسبب مشاكل فورية في السمع، وأضرارًا طويلة الأمد.

وقال الدكتور غلام داستاجير برينس، المؤلف الرئيس للدراسة: "في حين أن الآلية لم يتم استكشافها بشكل جيد حتى الآن، فمن المعتقد أن استجابة الجسم للتوتر بسبب التعرض المزمن للصوت تسبب اختلالات هرمونية تؤدي تدريجيا إلى ارتفاع دائم في ضغط الدم".

وأضاف الدكتور برينس، المسؤول الطبي في المديرية العامة للصحة ببنجلاديش، أنه لم يتم العثور على أي من المشاركين في الدراسة الأخيرة يرتدون واقيات للأذن.

وتابع: "نأمل أن نتمكن من رفع مستوى الوعي ليس فقط بشأن فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، ولكن أيضًا بشأن تأثير الضوضاء على ضغط الدم وسلوكيات العمال ومواقفهم تجاه استخدام معدات الحماية الشخصية".

وأوضح أن "الدفع نحو التحسينات الهيكلية في الصناعات قد يساعدنا أيضًا على تحسين السلامة الصحية لهؤلاء العمال"، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

وكان معدل ارتفاع ضغط الدم لدى المشاركين 31.5%، مع وجود نسبة إضافية تبلغ 53.3% في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم- عندما يكون أعلى من المعدل الطبيعي ولكن لا يعتبر ارتفاع ضغط الدم بعد.

ويؤثر ارتفاع ضغط الدم على أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وواحد فقط من كل خمسة منهم لديه القدرة على السيطرة على ضغط الدم، ومع ذلك فهو السبب الرئيس للوفاة المبكرة.

العلاقة بين ضغط الدم ومدة التعرض للضوضاء

وتوصلت الدراسة أيضًا إلى وجود علاقة إيجابية بين ضغط الدم ومدة التعرض للضوضاء.

وتبين أن كل عام من التعرض يزيد من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 10%، حتى بعد تعديل العوامل مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم وما إذا كان المشاركون مدخنين أم لا.

وقال الدكتور برينس: "نظرًا لأن الدراسة ركزت على العمال المعرضين لأكثر من 85 ديسيبل من الضوضاء لفترات طويلة من الزمن، فإن أي مهنة تجعل العمال يتعرضون لتعرض مماثل قد تعاني من تأثيرات مماثلة على ضغط الدم".

وأضاف: "نحن بالتأكيد بحاجة إلى المزيد من الدراسات الاستكشافية للكشف عن المزيد من المعلومات حول الآليات المحتملة والنتائج الصحية على المدى الطويل".

وظائف أخرى معرضة للخطر

وتشمل الوظائف الأخرى التي تتعرض بانتظام لأكثر من 85 ديسيبل طوال يوم العمل خدمات الطوارئ، وضباط الشرطة، ومهذبي الأشجار، وعمال البناء، ومنسقي الأغاني، والعمال، وعمال الإسعاف، والمزارعين، والكهربائيين، وموظفي النوادي الليلية، وعمال الحديد، واللحامين، والبستانيين، وفقًا لبحث أجرته جامعة ميشيجان.

وكان عمال النظافة، ومصففي الشعر على الحد الفاصل.

وقال الدكتور برينس إن دراسات حديثة أخرى أظهرت أن العيش بالقرب من التلوث الضوضائي - بما في ذلك الطرق المزدحمة والقطارات وحركة المرور الجوي - يمكن أن يكون له تأثير على صحة القلب والأوعية الدموية.

ولكن الدراسة الحالية قد لا تنطبق على الضوضاء التي نتعرض لها أثناء حياتنا اليومية.

وبين أن التلوث الضوضائي الذي يحدث بالقرب من المنزل عادة ما يتدفق وينخفض، في حين أن التعرضات الصناعية في الدراسة عادة ما تكون مستمرة في النمط بسبب الآلات وتظل عند مستوى صوت ثابت.

ومن المقرر تقديم النتائج في مؤتمر الكلية الأمريكية لأمراض القلب (ACC) آسيا 2024 في دلهي بالهند.