سبحان من جعل الزواج رباطاً مقدساً لإحكام المجتمع والارتقاء به بعيداً عن الرذيلة والتهاون في الحقوق والآداب. ومن حكمة الله سبحانه وتعالي العظيمة أن سمح بالطلاق وجعله حلالاً لمن شقت عليه العلاقة واستنزف فيها الحلول، فلم يجد إلا فراقاً بمعروف. ويرى علم النفس في هذا الموضوع أن الإنسان عليه بداية محاولة فهم نفسه وإدراك طبيعتها ومن ثم يرسم مواصفات شريك الحياة الأنسب، في محاولة لتفادي الوقوع في نوع المشكلات التي تؤدي إلى الانفصال. وأيضاً ينصح علم النفس بأنه إذا وصل الإنسان إلى قرار مصيري واضح كقرار الطلاق، فهذا القرار يعد بمثابة الوصول إلى نهاية رواية، إذا أنهيتها وضعتها جانباً وتركتها للتراب. وهكذا العلاقات الإنسانية وتحديداً العلاقات الزوجية، فهي إذا انتهت، علينا أن نأخذ منها دروساً مستفادة نافعة لمستقبلنا ثم نتركها جانباً ونتوجه إلي حياتنا والانغماس فيها.

ولهذا أود أن أنصح الأخت السائلة بأن تمتنع تماماً عن التواصل مع طليقها لأنه أصبح غريباً عنها ولابد من وضع حد للحوار المفتوح بينهما حتي تتمكن من العيش في سلام وكذلك حتي لا يقع عليها غضب الله عز وجل لأنه سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم: "ولا متخذات أخدان". فما كان لنا نحن نساء المؤمنين أن يكون لنا أصدقاء من الرجال حتى وإن انتشرت هذه الظاهرة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية. فهي ظاهرة مؤسفة تسببت في انفلات في الأخلاق وخراب الكثير من بيوت المسلمين.