من البؤس أن يكون تواصل الآباء والأمهات مع أطفالهم على شكل توجيه وفقط، فالتواصل لا يعني محتوى جامد، وحيد، بل محتوى متنوع وثري وجيد ومع الأبناء في علاقات البنوة والأبوة فما يجب أن يكون هو أعلى تواصل فعال ممكن.
وحتى يكون التواصل في مرحلة "الطفولة" مع الأبناء جيد، لابد أن يكون محتواه مناسبًا ومثيرًا لانتباه الطفل، ولأن أكثر ما يثير انتباه الطفل ويحفزه هو اللعب، تأتي أهمية أن يلعب الآباء والأمهات مع أبنائهم.
فاللعب وحده، هو ما يكون علاقة دافئة بين الوالدين والأبناء، ويزداد رصيد الحب والمشاعر بينهم، ما يمهد الطريق إلى القرب بينهم، وشعور الوالدين بانتقال الروح الطفولية البريئة إليهم، بانعكاساتها الايجابية على شخصية الكبار التي أصابها الكثير من الجفاف والجمود والتعب بسبب أعباء الحياة وضغوطاتها.
لذا، وحتى تشعر عزيزي الأب وعزيزتي الأم بالعيد وتسعد مع أطفالك باللعب معهم، سنعرض لكم عبر السطور التالية عددًا من الارشادات في هذا السياق:
1- اللعب مع الأطفال أنواع، هناك ما هو تعليمي، وعلاجي، وحر، لذا اختر اللعب الحر، إذ أن الهدف منه إقامة علاقة صحية مع أبنائك، واجعل طفلك يختار اللعبة التي سيلعبها خلال العشر دقائق المخصصة للعب.
2- اسع لتنفيذ اختيار طفلك في اللعب إلا أن يكون هناك ضرر عليه أو عليك في اللعبة المختارة، عندها شجعه على اختيار لعبة أخرى مع توضيح السبب، ولو اختار الطفل أن يستثمر هذه الدقائق في الحديث مع الوالدين، فمن المهم الاستجابة له، ما يشعره بأهميته، وأن اختياره له قيمة ومحل اعتبار من الوالدين.
3- أطلق لطفلك العنان، فالإختيار لا يشمل نوع اللعبة فقط، ولكن طريقة اللعب أيضًا فلو اختار الطفل أن يلعب بطريقة مخالفة لقواعد اللعبة؛ كأن يختار كرة القدم، ولكنه مع ذلك يريد أن يمسك الكرة بيديه أيضًا فلا بأس، فليفعل الطفل ما شاء خلال هذه الدقائق دون إبداء التعليقات والنصائح المملة التي تفقده متعة اللعب.
4- اترك لطفلك حرية الانتقال من لعبة لأخرى، فبعض الأطفال يميل لتكرار نفس اللعبة حتى يشعر بأنه كفء ويكتسب مزيدًا من الثقة بالنفس، ولكن بعض الآباء يميل إلى لعب ألعاب مختلفة في كل مرة، ظنًا منه أن ذلك يبني شخصية الطفل، وأن التنوع أكثر فائدة له، والحقيقة غير ذلك.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟5- انزل إلى مستوى طفلك أثناء اللعب، ماديًا ومعنويًا، من خلال اللعب بنفس المستوى مثل اللعب على الأرض، ومحاولة إتقان الدور الذي نلعبه مثلهم تمامًا، فلو طلبوا أن نلعب دور "الدبدوب" أو العروسة أو نجري ونصدر صوت القطار فلنفعل ذلك، وهكذا.
6- راقب تعبيرات وجه طفلك أثناء اللعب، فمتى رأيته سعيدًا مندمجًا أكمل ما تفعله، وإذا رأيته غير سعيد باللعبة أو بطريقة اللعب فبادر إلى تغيير اللعبة فورًا، واجعله يختار لعبة جديدة، أو طريقة أخرى يفضلها.
7- امدح طفلك وشجعه بدلا من التعليق المستمر أثناء اللعب بأنه كسر قواعد اللعبة مثلًا، إذ ينبغي مدحه والثناء على طريقة تفكيره في اللعب، حتى لو كان ما يفعله غير مفهوم بالنسبة إليك فهذا سينعكس على ثقته بنفسه، وقدرته في ما بعد على التعبير عن نفسه.
8- شجعه عند تعثره أثناء اللعب حتى يعتمد على نفسه في حل المشكلات، فلو عجز عن بناء بيت من المكعبات مثلًا لا تسارع إلى بنائه له، ولكن يمكنك أن تقول له إنك تثق به وبقدرته على بناء البيت، ويمكنك عندها تقديم بعض التوجيهات حتى يحل المشكلة بنفسه.
9- اهتم بطفلك أثناء اللعب، ولا تنصرف عنه للاهتمام بأشياء أخرى، ما يدفع الطفل إلى اللعب بصوت مرتفع، فيعود الآباء بانتباههم إلى الأطفال، فيتعلم الطفل بطريقة غير مباشرة أن هذه هي الطريقة المثالية لجذب انتباه الوالدين.
10- اجعله يتصرف بعفوية، فبعض الأطفال أثناء اللعب تصدر منهم كلمات أو سلوكيات بعفوية، وربما تكون غير مناسبة فإن استطعت تجاهل هذا السلوك فهذا أفضل أما إن كان هذا غير ممكن، ويتكرر متعمدا فيمكنك تحذيره إذا تكرر بأنك لن تكمل اللعب الآن.
11- احرص على ملامسته أثناء اللعب، فالأطفال يحتاجون إلى الكثير من الأحضان والتلامس الجسدي مع آبائهم، ويمكنك مشاهدة لعب بعض الحيوانات مثل القرود مع بعضها لتدرك أهمية ذلك ونفعه على صحتهم النفسية.
12- إلعب بعد العيد لعشر دقائق يوميًا مع كل طفل من أطفالك، إلا أن يختار الأطفال اللعب معًا، وعندها يتم جمع دقائق كل طفل مع الآخر؛ على أن يكون اختيار اللعبة بالتناوب بين الإخوة ، ويفضل أن تكون في ميعاد ثابت يوميًا، ويتم الاتفاق على ذلك مع الطفل.
اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟