أولادي سنهم صغير ويرغبون في الصيام كيف أشجعهم دون أن أظلمهم وأثقل عليهم؟
بقلم |
فريق التحرير |
الاثنين 11 مارس 2024 - 10:33 م
تبين لد. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية ان رمضان فرصة عظيمة تستحق أن نغتنمها للتقرب إلي الله في كل قول وفي كل فعل. وعلي جميع الآباء والأمهات استحضار دورهم كقدوة في حياة الأبناء وأن يدركا حجم المسئولية الواقعة عليهما في توجيه الأبناء نحو طريق الله والتعلّق بكل شيء يقربهم إلى محبته.
وتضيف : ونحن ندرك أن صوم رمضان قد يكون من أشق العبادات بدنياً على الأولاد، ولذلك علينا أن نكون في بالغ الحرص والتفهّم عند تدريبهم عليه وتحضيرهم له. ولأن التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر، نؤكد على ضرورة التحدث مع الأولاد وتعريفهم علي تعاليم دينهم وأسسه منذ نعومة أظافرهم وأن نشكّل أسلوب حواري يناسب كل مرحلة عمرية من مراحل الطفولة حتي يصلوا إلي سن الشباب ونحن مطمئنين لأننا سلّحناهم بالمعرفة وعلّقنا قلوبهم بحب الله عز وجل ورسوله (ص)، فيكون إرضاء الله دائماً هو بوصلتهم التي تعدّل مسارهم تلقائياً كلّما حادوا أو ابتعدوا عن الطريق السليم.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا اتباع الخطوات البسيطة الآتية حتي نشجّع أولادنا ونعوّدهم علي الصيام:
١. أن نشرح لهم أهمية الصيام وفوائده الجليلة في الدنيا والآخرة. فالصيام هو طاعة لأمر من أوامر الله تعالي وفرصة عظيمة لتنقية النفس والروح ممّا يشغلها طوال العام عن عبادة الله. كما أن له فوائد صحيّة كبيرة اكتشفها العلم والأطباء حديثاً وأن الصيام له بالغ الأثر في الحفاظ على جسم سليم وصحّي بإذن الله.
٢. إظهار إيماننا القوي بهم وفي قدرتهم على أداء هذه العبادة ونعط لهم فرصة عرض أفكارهم عن أفضل طريقة لتحضيرهم للصيام من وجهة نظرهم، فيستشعروا معني المشاركة والحوار الأسري الذي يعزز علاقتهم بالأهل ويمدّهم بقدر هائل من الثقة بالنفس. وبالتالي يسهل عليهم اتباع الأب والأم في نصائحهم وتوجيهاتهم.
٣. أن نمثّل لهم القدوة الحسنة. فنُظهر أمامهم دائماً بأشكال مباشرة وغير مباشرة حُبّنا الحقيقي للصيام وفرحتنا بعبادة الله. فالأطفال يدركون ويتأثرون بلغة المشاعر بشكل سريع جداً. فإذا نجح الآباء والأمهات في ربط مشاعر إيجابية داخل نفوس الأولاد حول صوم رمضان منذ الصغر، فسيتعلّقون به بكل سهولة ويسر بإذن الله.
٤. الامتناع عن مكافأتهم مادّياً في حال صيامهم أو عقابهم في حالة عدم الالتزام. وقد تكون هذه النقطة مثيرة للجدل بعض الشيء، لأن التشجيع والمكافآت المادية محبذة لدي الأولاد بشكل خاص، كما أن نظرية "الثواب والعقاب" أيضاً مُحبذة لدي الأهل بشكل عام. ولكن أثبتت الأبحاث والدراسات الميدانية عدم جدوى هذه النظرية، وأن لها علاقة وطيدة بمشاكل انعدام المسئولية واللامبالاة في سن الشباب. فعلينا هنا أن ندرك أن هدفنا الحقيقي هو تعليم أولادنا أننا نصوم طاعةً لله وامتثالاً لأوامره فقط لأنه سبحانه وتعالي يستحق أن يُعبد ولا نعبده طمعاً في المكافأة التي حضّرها الأهل أو خوفاً من عقابهم. ويمكننا إضافة أنه من الأولي أن نطمع في رضا الله علينا والشوق لمكافآته لنا في الآخرة.
٥. مساعدتهم في استشعار كرم الله علينا ورضاه عنّا في تفاصيل حياتنا اليومية الصغيرة. فيمكننا أن نعقد معهم جلسة تفكّر في نعم الله علينا كأسرة ونساعدهم في فهم معني أن الله إذا رضي عنّا فسيرضينا بإذنه تعالي ويُقر أعيننا بما نحب، ولذلك علينا أن نحمده ونشكره على نعمه وأن نمتثل لأوامره ونطيعه ونعبده حتي يرضي عنّا في الدنيا والآخرة.