تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية  ان إدمان المخدرات سبب مباشر في تدمير الإنسان وعلاقاته وتفسد عليه دينه ودنياه. يلجأ إليها البعض في السر كمحاولة للهروب من الواقع ومشاكله. وأحياناً يقع في فخها الإنسان الذي أراد أن يجرب شيئاً جديداً علي سبيل البحث عن الإثارة والمغامرة. ولكن بغض النظر عن الأسباب، فإن المخدرات رجس من عمل الشيطان، تذهب العقل وتفسد علي الإنسان وعيه ومنطقه وتجعله ذليلاً غير قادر علي إقامة حياته أو الحفاظ علي عائلته – وفوق كل ذلك، فإنها تغضب الله سبحانه وتعالي لأنه لم يصن نعمة العقل التي من الله بها عليه ووقع في معصية نهانا عنها الله ورسوله.

وتضيف ومما لا شك فيه، تتحول حياة المرافقين لمن تمكّن منهم الإدمان إلي جحيم حيث لا يدرون متي ينتهي ذلك الكابوس ولا يشعرون بالعجز أمام شخص فقد السيطرة علي عقله وأصبح بلا إرادة تذكر. ومع ذلك، علينا أن نذكّر بأنك قد تكون آخر أمل تبقّي للمدمن وتصبح سبباً في إنقاذه وعلاجه.

وتنصح الأخت السائلة وأذكرها بأنك لست وحدك، فالله مطّلع علي ما أنت به ويعلم حساسية موقفك وصعوبته الشديدة علي حياتك وأسرتك. فعليك أولا أن تستعيني بالله وأن تنهالي عليه بالدعاء المستمر وأنت بكامل يقينك بأنه سيستجيب لك. ثانياً، عليك الاستعانة بأحد أفراد الأسرة المقربين لزوجك ممن تأتمنيهم علي مثل هذا الموضوع ليشاركك في نصح زوجك وبث الوعي بداخله وإقناعه بالتوجه للعلاج علي الفور حتي لا يتفاقم الوضع وتتعافي الأسرة سريعاً من تلك الأزمة.

وتوضح انه عندما يخرج زوجك بإذن الله تعالي من تلك الأزمة، عليكما أن تتقربا إلي الله سوياً بكل ما استطعتم من قوة. فالتعلق بالله سبحانه وتعالي والتقرب منه بالطاعات هو خط الدفاع الأول أمام وساوس الشياطين وما تحدثنا به أنفسنا من معاص. وهنا علينا أن نتذكر قول الله تعالي في سورة العنكبوت: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ".