لماذا ينهى الإسلام عن ادعاء المرض؟.. محاذير هذه أهمها
بقلم |
فريق التحرير |
الاثنين 02 اكتوبر 2023 - 06:55 ص
المرض ابتلاء من الله لعباده يرفع به الدرجات ويكفر به الذنوب والسيئات .. لكن على المؤمن أن يدرك حكمة الله تعالى في الابتلاء فيصبر ويحستب الأجر ولا يجزع ويضجر. ما معنى أن يدعي مسلم أنه مريض على خلاف الحقيقة..؟! أحيانا يستسهل البعض ادعاء المرض بل إن بعض هؤلاء بالغ بأن يتعمد جرح نفسه بمقدار معين ليتخلص من جريمة أو يهرب من مسئولية. ومثل هذه التصرفات حذر منها الإسلام معتبرا هذا من الكذب الصريح لا سيما إن ترتب على ادعائه المرض نيل غير حقه أو تفويت عقوبة أو مسئولية. ومن الشائع خاصة فى عالم الجريمة ادعاء جروح مزيفة وعمل تقارير طبية مضروبة تخالف الواقع يتواطأ فيها أطباء عديمي الضمير مع المجرمين.
الإسلام وادعاء المرض: وقد ذكرت الأمانة العلمية لسؤال وجواب اسباب التي على أساسها حرم الإسلام ادعاء المرض ومنها:
الأول: إضاعة المال الذي ينفق على هذه المواد في غير فائدة، وقد روى البخاري (2408)، ومسلم (593) عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ).
الثاني: إضاعة الوقت الذي تصنع فيه هذه الجروح، وقد كان يمكن استغلاله فيما ينفع الإنسان في دينه أو دنياه، والإنسان مسئول عن وقته كما روى الترمذي (2417) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
الثالث : ما فيها من الكذب ، وعمل الزور؛ إذ إن الفاعل لها يوهم الناس أنها جروج حقيقية ، وهذا كذب . وقد روى مسلم في صحيحه (2127): عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : " أَنَّ مُعَاوِيَةَ، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ قَدْ أَحْدَثْتُمْ زِيَّ سَوْءٍ: وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الزُّورِ قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ بِعَصًا عَلَى رَأْسِهَا خِرْقَةٌ قَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا وَهَذَا الزُّورُ قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي مَا يُكَثِّرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنَ الْخِرَقِ.
قال ابن الملقن، رحمه الله: " والتزوير: التمويه بما ليس بصحيح " انتهى من "التوضيح شرح الجامع الصحيح" (19/637).
الرابع وهو أعظمها: ترويع من يشاهد هذا الجرح من الأقارب والأصدقاء، وهذا هو الهدف من الجروح المزيفة، فتقع المفاجأة والترويع لمن يراها، ويحصل له الغم والهم قبل أن يكتشف زيفها.
ورواه أحمد (23064) بلفظ: "فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: (ما يضحككم؟)، فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما).
وعليه ؛ فلا يجوز عمل هذه الجروح المزيفة ، لما فيها من التزوير، والعبث، وضياع الأموال والأوقات، وترويع المؤمنين وإدخال الغم عليهم.