أظهرت دراسة جديدة، أن النساء اللاتي يعانين من أربع أمراض شائعة أكثر عرضة للإصابة بجلطات دموية خطيرة بثمانية أضعاف.

ووفقًا للدراسة التي أجرتها جامعة كوين ماري في لندن، فإن النساء المصابات بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وأمراض الكلى يواجهن خطرًا أكبر بثمانية أضعاف للإصابة بجلطات الدم مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من ذلك.

وقال الباحثون خلال الدراسة التي نُشرت في دورية "آي ساينس"، إن واحدة تقريبًا من كل ست نساء مصابات بالأمراض الأربع المذكورة في الدراسة عانت من جلطة دموية.

وفي الوقت نفسه، كانت النساء المصابات بثلاثة من الأمراض الشائعة أكثر عرضة بخمس مرات للإصابة بجلطة دموية، وفق صحيفة "ذا صن".

وقي حال عشن مع اثنين من هذه الأمراض، فإنهن يواجهن خطر الإصابة بجلطة دموية بمقدار الضعف.

وقام الباحثون بفحص البيانات الصحية لـ 20048 امرأة بريطانية من أصل بنغالي وبريطانية من أصل باكستاني من مشروع الجينات والصحة، وهو دراسة وراثية مجتمعية كبيرة.

وبعيدًا عن الربط بين الأمراض الشائعة واحتمال الإصابة بجلطات مميتة، لاحظ الباحثون أيضًا أن وجود طفرة جينية معينة ووصف هرمون الاستروجين يزيدان من المخاطر.

والطفرة المعنية هي العامل الخامس لايدن (FVL).

وعادة ما يتم وصف هرمون الاستروجين للنساء لأغراض منع الحمل أو كجزء من العلاج بالهرمونات البديلة لعلاج أعراض انقطاع الطمث.

ولاحظ الباحثون أن النساء اللواتي لديهن هذه الطفرة، واللواتي استخدمن أيضًا هرمون الاستروجين واجهن خطر تجلط الدم ضعف النساء اللواتي لم يعانين من ذلك.

وفي الوقت نفسه، فإن ما يقرب من 20 في المائة من النساء اللاتي يحملن جين (FVL)، ويتناولن هرمون الاستروجين ويعيشن مع حالتين طبيتين، تعرضن لجلطة دموية.

وقال الباحثون إن وجود جين FVL يزيد من المخاطر إلى حد كبير، حيث إن حوالي 5 في المائة فقط من النساء اللاتي يتناولن هرمون الاستروجين ويعانين من حالتين عانين من خطر التجلط.

لكن واحدة من كل ثلاثة ممن لديهن طفرة جين FVL وثلاثة من الحالات الطبية وقعن ضحية لجلطات الدم.


وقال البروفيسور السير مارك كولفيلد، من جامعة كوين ماري في لندن: "يمكن للاختبار الجيني لطفرة جين FVL أن يعطي إحساسًا أوضح بالمخاطر الشخصية لشخص ما من هذه المضاعفات التي قد تكون قاتلة إذا تم وصف الاستروجين له".

ونظرًا لأن النساء يوصفن بشكل شائع هرمون الاستروجين لمنع الحمل أو علاج انقطاع الطمث، فقد تساءلت الدكتورة إيما ماجافيرن - المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة كوين ماري في لندن - عما إذا كان ينبغي لهن القلق أو الحذر.

وقالت: "العديد من النساء سوف يتناولن الإستروجين في مرحلة ما من حياتهن".

وأضافت: "بشكل عام، هذا آمن للغاية وهناك إيجابيات لتناوله أكثر بكثير من السلبيات عندما يتم وصفه. لكن هؤلاء النساء قد لايكونن على دراية بالمخاطر المشتركة لجيناتهن وصحتهن العامة وكيف يؤثر ذلك على خطر الإصابة بجلطة دموية، والتي يمكن أن تهدد حياة بعض الأفراد".

وشددت على أنه "من المهم أن تحصل المرأة على جميع المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرار مستنير. وفي حين أن نتائجنا مهمة للنساء في كل مكان، إلا أنها ذات أهمية خاصة للنساء في جنوب آسيا اللاتي يعانين من حالات صحية متعددة".

وحذرت الأبحاث الحديثة من أن النساء اللاتي يتناولن الإيبوبروفين أثناء تناولهن حبوب منع الحمل يتعرضن لخطر أكبر للإصابة بجلطات الدم القاتلة .