يستعمل الإنسان الصوت في الحديث والضحك أو البكاء والصراخ، وذلك للتعبير عن مشاعره وللتواصل مع مجتمعه.

وينتج الصوت من الأحبال الصوتية، حيث تلعب الحنجرة والرئتين واللسان والشفتين دورًا في ذلك.

وتعد الحنجرة، جزءًا من الجهاز التنفسي الذي يسمح للهواء بالمرور من الحلق إلى الرئتين.

وعندما يمر الهواء عبر الرئتين ثم الحنجرة، يتسبب في اهتزاز الأحبال الصوتية، مما ينتج عنه الصوت.

ومثل أي جزء من الجسم، يمكن أن تتأثر الأحبال الصوتية والمنطقة المحيطة بها بالمرض.

وكشف شدوان الياغشي، استشاري أمراض الحنجرة وجراح مجرى الهواء عن المشاكل الصحية التي يمكن أن يكشف عنها الصوت.

. الصوت الأجش: فيروس الورم الحليمي البشري

قد يصدر عن الشخص صوت أجش في الصباح. ووفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، فإنه عادة ما يكون ذلك علامة على التهاب الحنجرة الحاد، والذي يحدث بسبب نزلة برد أو التهاب في الصدر أو الإفراط في استخدام الصوت.

ويمكنك علاج الحالة بتجنب الصراخ أو التحدث بصوت عال، والنوم مبكرًا.

ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون الصوت الأجش علامة على شيء خطير، مثل السرطان أو فيروس الورم الحليمي البشري.

وقال الياغشي: "يجب على أي شخص لديه صوت أجش لمدة ثلاثة أسابيع أخرى أن يذهب إلى الطبيب لفحص أحباله الصوتية".

ورجح أن يعود ذلك إلى "شيء حميد" مثل ورم أو عقيدة على الأحبال الصوتية، وهي أورام غير سرطانية تمنع الأحبال الصوتية من الاهتزاز بشكل طبيعي. ويمكن إزالتها عن طريق الجراحة.

وأضاف، وفقًا لصحيفة "ذا صن": "في الحالات النادرة، يكون ذلك علامة على نمو سرطاني خطير أو فيروس الورم الحليمي البشري".

ويسبب كل من فيروس الورم الحليمي البشري والسرطان أيضًا نموًا في الأحبال الصوتية.

وينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن - نظرًا لأنه لا يسبب أعراضًا أو مشاكل - فإن معظم الأشخاص لا يعرفون حتى أنهم مصابون به.

ويمكن أن ينتقل عن طريق الجنس الفموي، ولهذا السبب يمكن أن ينتهي به الأمر في الحلق.

وهناك حوالي 200 سلالة مختلفة من المرض، معظمها غير ضار ويتعافى من تلقاء نفسه.

وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى ظهور ثآليل أو نموات، والتي عندما تكون في الحلق يمكن أن تؤثر على الصوت.

لكن هناك سلالتين - HPV16 وHPV18 - يمكن أن تسببا السرطان، بما فيها سرطانات الرقبة مثل البلعوم والحنجرة

وتشمل الأعراض الأخرى لسرطان الرقبة ألم البلع وضيق التنفس وفقدان الوزن.

. الصوت الرتيب: مرض باركنسون

حذر استشاري أمراض الحنجرة من أن الصوت الرتيب - ذو النغمة الواحدة - يمكن أن يكون أيضًا علامة على وجود مرض عصبي، مثل مرض باركنسون.

وأرجع ذلك إلى أن "حركة الأحبال الصوتية يتحكم فيها الدماغ، لذلك إذا حدث خطأ ما في الدماغ فإن الصوت غالبا ما يتأثر".

وأضاف: "من المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من ضعف النطق والأصوات الناعمة والرتيبة".

ويتسبب مرض باركنسون في تلف أجزاء من الدماغ بشكل تدريجي على مدى سنوات عديدة. ويعتقد أن ما يقرب من واحد من كل 500 شخص يتأثر بهذه الحالة.

والسبب الدقيق وراء فقدان الخلايا العصبية غير واضح. لكن معظم الخبراء يعتقدون أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية هي المسؤولة.

ووجدت دراسة صينية نشرت في وقت سابق،, أن الصوت الرتيب المسطح يمكن أن يكون علامة على الاكتئاب.

ووجد الباحثون أن الصوت يمكن أن يكون مؤشرًا قويًا على الصحة العقلية، حيث أن أولئك الذين لديهم نطاق أصوات أقل هم أكثر عرضة "بشكل كبير" لأن يكونوا غير سعداء.

. الصوت العميق: متلازمة تكيس المبايض

عادة ما ترتبط الأصوات العميقة بالرجال، وهناك سبب علمي لذلك.

يوضح استشاري أمراض الحنجرة، قائلاً: "الحبال الصوتية عبارة عن شريطين من العضلات، وهي مثل جميع عضلات الجسم تنمو عندما يتم ضخها بهرمون التستوستيرون الذكري".

وأضاف أن هذا يعني أن النساء اللاتي يعانين من مشاكل هرمونية معينة مثل متلازمة كيس المبايض من المرجح أن يعانين أيضًا من صوت أعمق.

ومتلازمة تكيس المبايض هي حالة شائعة تؤثر على كيفية عمل المبيضين لدى المرأة. وفي بعض النساء، يمكن أن يكون سببها الاختلالات الهرمونية، مثل ارتفاع مستويات الأنسولين أو الأندروجينات (الهرمونات "الذكورية").

وتشمل الأعراض الأخرى حب الشباب وعدم انتظام الدورة الشهرية والخراجات في المبيضين. ومع ذلك، فإن الصوت الأعمق هو على الأرجح نتيجة للتدخين.

وقال استشاري أمراض الحنجرة: "التدخين يهيج الأحبال الصوتية عن طريق تجفيفها، مما قد يجعل الصوت أقل بكثير".