تعد الجزيئات الأيضية الصغيرة التي يتم إنتاجها بشكل طبيعي في الكلى مؤشرًا أكثر دقة للفشل الكلوي في المستقبل لدى مرضى السكري من علامة التحذير التقليدية - البروتين في البول - ويمكن أن تؤدي إلى التشخيص والعلاج في وقت مبكر، وفقًا لدراسة جديدة.

وتوصلت دراسة عالمية أجراها باحثون في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو بالولايات المتحدة، إلى أن مستويات الأدينين، وهو مستقلب يتم إنتاجه في الكلى، في البول كانت علامة بيولوجية تنبؤية وسببية لمرض السكري على الإصابة يالفشل الكلوي تدريجيًا.

مواقع الأدينين في أنسجة الكلى

واستخدم الباحثون في الدراسة، تقنية متطورة لخزعة الكلى، مكنتهم من تحديد مواقع الأدينين والجزيئات الصغيرة الأخرى في أنسجة الكلى التي تجعل الخلايا تسير في اتجاه صحي أو في نمط مرضي.

وأظهرت النتائج، أن الأدينين كان موجودًا حول الأوعية الدموية المتندبة في الكلى وحول خلايا الكلى الأنبوبية الشكل التي تم تدميرها، وفق وكالة "يو بي آي".

وربط الباحثون بين المستويات العالية والوفيات لجميع الأسباب لدى المشاركين في الدراسة، مما يشير إلى أن المستقلب كان يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم.

وشملت الدراسة إلى 1200 مريض من ثلاث مجموعات عرقية بما فيهم الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين والقوقازيين في الولايات المتحدة، فضلاً عن دراسة منفصلة للسكان الهنود الأمريكيين.

وقام الباحثون أيضًا بتقييم مجموعة من السكان معظمهم من الصينيين والهنود الآسيويين والماليزيين في دراسة أجريت خارج سنغافورة.

وكانت النتيجة التي تشير إلى أن ارتفاع مستوى الأدينين في البول مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي متسقة بين مجتمعات الدراسة.

ويقول فريق البحث إن النتائج مهمة، لأن النهج القياسي لاختبار البروتين، أو الألبومين، في البول غير فعال في ما يصل إلى نصف مرضى السكري الذين يصابون بالفشل الكلوي لأنهم ليس لديهم مستويات البروتين في البول، بما يكفي للإشارة إلى المخاطر الحقيقية التي تهددهم.

اكتشاف المرضى المحتملين قبل 10 سنوات من تدهور حالتهم

وتمهد الدراسة الطريق لاكتشاف المرضى المحتملين قبل 10 سنوات من تدهور حالتهم، وفقًا لكبير مؤلفي الدراسة الدكتور كومار شارما، أستاذ ورئيس قسم أمراض الكلى في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس.

وأضاف شارما في بيان صحفي: "يعرف العديد من مرضى السكري أنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض الكلى، ولكن إذا لم يكن لديهم بروتين في بولهم، فإنهم يعتقدون أنهم محميون".

وتابع: "قد يشعرون بإحساس زائف بالأمان لعدم وجود مرض في الكلى في أجسادهم. لكن في الواقع، في كثير من الحالات، يتقدم المرض، وغالبًا ما لا يكتشفون ذلك إلا بعد أن يصل مرض الكلى إلى مراحل متقدمة جدًا. وفي ذلك الوقت، يكون من الصعب جدًا حماية الكلى ومنع غسيل الكلى".

وتمكن فريق البحث من تحديد وعزل جزيء صغير قد يمنع المسار الرئيسي لإنتاج الأدينين باستخدام الأدوية التي قاموا بتطويرها لتقليل مستويات الأدينين في الكلى لدى الفئران المصابة بالسكري من النوع الثاني.

وقال شارما: "إن الدواء يحمي من جميع الجوانب الرئيسية لمرض الكلى السكري دون التأثير على نسبة السكر في الدم"، واصفًا الدراسة بأنها "رائعة لأنها يمكن أن تمهد الطريق للطب الدقيق لمرض الكلى السكري في مرحلة مبكرة من المرض".

الإصابة بالفشل الكلوي

وبمجرد تدهور حالة المريض إلى الحد الذي يحتاج فيه إلى غسيل الكلى، يجب أن يتم تركيب ناسور أو قسطرة له والذهاب إلى جهاز غسيل الكلى لمدة أربع ساعات، ثلاث مرات في الأسبوع، لتنظيف دمه.

ويموت أربعة من كل عشرة مرضى مصابين بالسكري يعانون من الفشل الكلوي في غضون خمس سنوات، وفقا لشارما، الذي قال إن هناك حاجة ماسة إلى علاج جديد.

وأضاف: "ما نأمله هو أنه من خلال تحديد المرضى في وقت مبكر من مسارهم ومع العلاجات الجديدة التي تستهدف الأدينين وتندب الكلى، يمكننا منع أمراض الكلى أو إطالة عمر الكلى لفترة أطول".

ومولت الدراسة من قبل المعاهد الوطنية للصحة والمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، ونشرت في مجلة "التحقيقات السريرية" الطبية.