توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يعملون ليلاً قد يتعرضون لخطر فقدان الذاكرة بشكل أكبر مقارنة بنظرائهم الذين يعملون أثناء النهار.
ووفقًا للباحثين في جامعة يورك بكندا، فإن العاملين في نوبات عمل خارج نطاق الجدول الزمني المتوسط من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 5 مساءً كانوا أكثر عرضة للمعاناة من ضعف إدراكي، مثل عدم القدرة على التفكير بوضوح، وتدهور الدماغ والتغيرات السلوكية.
الدراسة، استندت إلى بيانات عن 47 ألفًا و811 شخصًا بالغًا، وحللت المعلومات المبلغ عنها ذاتيًا، إلى جانب نتائج اختبارات الوظيفة الإدراكية، ونشرت النتائج في دورية "بلوس وان" الطبية.
وخلص الخبراء إلى أن "النتائج تشير إلى وجود صلة محتملة بين التعرض للعمل بنظام الورديات وضعف الوظيفة الإدراكية".
إذ يمكن أن يؤدي العمل ليلاً إلى فقدان الذاكرة لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، حيث أن أولئك الذين يعملون لوقت متأخر لديهم معدلات أعلى بنسبة 79 في المئة من الضعف الإدراكي.
وفي حين أن الأشخاص الذين يعملون ليلاً ربما كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل في الذاكرة، فإن أولئك الذين يعملون ساعات أكثر انتظامًا كانوا أكثر عرضة للنضال مع القدرة على إدارة أفكارهم وعواطفهم وأفعالهم.
ومن المرجح أن يشارك ما يقرب من واحد من كل خمسة أفراد (21 في المئة) في العمل بنظام المناوبات خلال حياتهم المهنية، وفق صحيفة "نيويورك بوست".
ويشير الخبراء إلى أن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية للشخص الناجم عن العمل بنظام الورديات من المحتمل أن يسبب هذه التأثيرات الضارة على الوظيفة الإدراكية للأشخاص، وبخاصة عند البالغين في منتصف العمر وكبار السن.
وتعمل كل خلية في الجسم وفقًا لساعة يومية، وهي إيقاع داخلي مدته 24 ساعة وغالبًا ما يستمر لفترة أطول من 24 ساعة.
ويتم إعادة ضبطه كل يوم من خلال دورة الشمس ولكن يمكن أن يتعطل بسبب التعرض لأشعة الشمس كثيرًا أو بشكل قليل جدًا - وهي مشكلة شائعة بين العاملين في نوبات ليليلة.
وتحدد الساعة البيولوجية للشخص توقيت العديد من وظائف الجسم المهمة، بما فيها دورات النوم والنشاط الهرموني وإيقاع درجة حرارة الجسم والأكل والهضم.
ويجب على كل شخص بالغ أن ينام لمدة سبع ساعات على الأقل في الليلة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.
وارتبط موازنة إيقاع الساعة البيولوجية للجسم بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما فيها الأمراض المزمنة والاكتئاب والسمنة والسكري من النوع الثاني ومشاكل القلب والأوعية الدموية واضطرابات الصداع .