توصلت دراسة حديثة إلى أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون في مرحلة الطفولة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي في سن 45.

وفقًا للدراسة التي نشرت في دورية "طب الأطفال"، فإن المشاهدة التليفزيونية المتكررة خلال الفترة العمرية من 5 إلى 15 عامًا كانت هي المساهم الأكثر أهمية في متلازمة التمثيل الغذائي.

ومتلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الأعراض التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني. وتشمل ارتفاع نسبة السكر في الدم والسمنة ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية وارتفاع ضغط الدم.

ونظرت الدراسة في أكثر من 1000 مشارك ولدوا بين عامي 1972 و1973 في نيوزيلندا. تم تسجيل أوقات مشاهدة التلفزيون خلال أيام الأسبوع في الأعمار 5 و 7 و 9 و 11 و 13 و 15 و 32.

وارتبط الإفراط في مشاهدة التلفزيون في مرحلة الطفولة بانخفاض اللياقة القلبية التنفسية وارتفاع مؤشر كتلة الجسم في سن 45، واحتمالات أعلى لمتلازمة التمثيل الغذائي، وفق وكالة "يو بي آي".

قلة النشاط البدني

وقال الباحثون، بقيادة الدكتور روبرت هانكوكس، من كلية الطب بجامعة أوتاجو في دنيدن، إن الدراسة لا يمكن أن تثبت أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يسبب متلازمة التمثيل الغذائي.

لكنهم أكدوا أن قضاء ساعات من مشاهدة التلفزيون يستغرق وقتًا بعيدًا عن النشاط البدني، وهو أمر مرتبط بصحة أفضل. في الوقت نفسه، من المرجح أن يستهلك الأطفال المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة الغنية بالدهون.

والإفراط في الجلوس أمام الشاشات ليس سيئًا فقط لصحة الأطفال البدنية على المدى الطويل. في وقت سابق من هذا العام، أصدر الجراح العام في الولايات المتحدة – أكبر مسؤول طبي - تحذيرًا من أن وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة العقلية ونمو أدمغة الشباب.

قال الدكتور سكوت كراكور ، الطبيب النفسي للأطفال في نورثويل هيلث في نيويورك ، والذي لم يكن جزءًا من الدراسة: "أرى المزيد من الأطفال على بعض منصات التواصل الاجتماع. لا يمكنهم الخروج من الشاشة ويؤثر هذا على تقديرهم لذاتهم بشكل عام، خاصة مع أجهزة الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف: "في بعض النواحي، فإنه يبقيهم اجتماعيين؛ ويبقيهم على اتصال. لا تريد تقييد طفلك تمامًا من (استخدامها) لأنه مهم جدًا لنموه العاطفي ونضجه. ولكن من ناحية أخرى، ما أود قوله هو أنه يمكن أن يكون لها الكثير من التأثيرات السلبية على احترام الذات ونموها. لأنهم يجلسون في المنزل، ولا يخرجون".

إذن ما الذي يمكن للوالدين فعله لضمان أن يعيش أطفالهم حياة طويلة وصحية مستقلة عن أجهزتهم؟

نصحت الدكتورة كولين كرافت، طبيب الأطفال في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، والأستاذ في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا في كيك بالولايات المتحدة، قائلة: "أهم شيء في إبقاء الأطفال نشيطين للآباء هو أنه يجب عليك العثور على أماكن يمكنهم اللعب فيها وغالبًا ما يتعين عليك أن تكون نشطًا معهم".

وأضافت: "يعني ذلك اصطحابهم إلى حديقة. وركوب الدراجات معهم أو التنزه معهم. سيصمم الأطفال نموذجًا لما يفعله الآباء. لذلك إذا كان أحد الوالدين نشطًا، فسيكون هذا الطفل نشطًا. ويحد من وقت الشاشة".