بعيدًا عن احتمالية أن يكون السبب هو الحمل، فإن هناك مجموعة من الأسباب الأخرى لتأخر الدورة الشهرية قد تخفى على كثير من النساء معرفتها، الأمر الذي قد يتسبب في إثارة قلقهن.

قال الدكتور نيل باتيل، أخصائى طب الأسرة في بريطانيا، إن تأخر الدورة الشهرية لايدعو للقلق.

وأضاف: "تحدث معظم الدورات الشهرية تقريبًا كل 28 يومًا، ولكن الدورة العادية يمكن أن تتراوح من 21 إلى 40 يومًا. من الشائع أيضًا أن يحدث عدم انتظام في الدورة الشهرية، مما يعني ظهورها في أوقات مختلفة خلال الشهر".

وتابع:"إذا كانت دورتك الشهرية عادة ما تتبع نفس الدورة - كل 28 يومًا - فإنها تعتبر متأخرة إذا لم تحدث بعد يوم واحد".

وفي حين أنه قد يكون الحمل هو السبب، قال الدكتور باتيل إن الدورة الشهرية تتغير بفضل مجموعة متنوعة من العوامل.

وأضافـ، وفقًا لصحيفة "ذا صن": "يمكن أن يكون تأخر الدورة الشهرية مقلقًا، لكنه في الواقع شائع جدًا ولا يعني بالضرورة أنك حامل. إذ يمكن لعوامل مختلفة أن تؤثر على دورتك الشهرية مثل الإجهاد وتغيرات الوزن ووسيلة منع الحمل التي تستخدمينها".

وحدد الدكتورة باتيل ستة أسباب لتأخر الدورة الشهرية، أو في حال لم تأت على الإطلاق، مع نصائح حول ما يجب القيام به.

1. الإفراط في ممارسة الرياضة

قال "الإفراط في ممارسة الرياضة يمكن أن يضغط على الجسم والذي بدوره يمكن أن يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية".

وأضاف: "إذا أصبحت دورتك الشهرية غير منتظمة، أو توقفت تمامًا، فقد ترغبين في تقليل مستوى نشاطك البدني. يجب على الرياضيات التحدث إلى طبيب متخصص يمكنه تقديم المشورة بشأن كيفية إدارة التمارين والدورة".

2. الإجهاد

وفقًا للدكتور باتيل، يؤثر الإجهاد على الجسم بعدة طرق، من بينها الدورة الشهرية.

وقال: "إذا كنت مجهدة، فقد تصبح الدورة أكثر غزارة، أو أكثر إيلاما، أو أطول، أو أقصر. أو قد تتوقف تماما"، ناصحًا بمحاولة تجنب الأوضاع المجهدة وممارسة الرعاية الذاتية.

وفي حال كنت بحاجة إلى المساعدة لتخفيف حالة القلق لديك، فقد اقترح الدكتور باتيل "علاجات الحديث مثل العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن تساعدك على إدارة هذه الأعراض".

3.  نقص أو زيادة الوزن

إذا كنت قد خسرت بعضًا من وزنك بسرعة، فقد يؤثر ذلك على الدورة الشهرية.

وأوضح الدكتور باتيل: "قد تجدين أن دورتك الشهرية تتوقف إذا فقدت الوزن فجأة. لأن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يوقف إنتاج الهرمونات اللازمة للتبويض".

وتابع: "بدلاً من ذلك، يمكن أن تؤثر زيادة الوزن أيضًا على الدورة الشهرية، مما يتسبب في زيادة إفراز الجسم للإستروجين مما يؤثر على عدد مرات حدوث الدورة الشهرية".

ونصح قائلاً: "إذا كنت تعانين من زيادة الوزن أو نقصه، فقد يحيلك طبيبك إلى اختصاصي تغذية يساعدك في الوصول إلى وزن صحي".

4. حبوب منع الحمل

أوضج الدكتور باتيل، أن "بعض وسائل منع الحمل، مثل اللولب والحقن، يمكن أن تؤدي إلى غياب الدورة الشهرية. هذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق عادة".

وقال إن حبوب منع الحمل يمكن أن تجعل الدورة الشهرية غير منتظمة، ويمكن استخدامها لتأخير الدورة الشهرية إذا كنت ترغبين في ذلك.

5. متلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض هي حالة شائعة تؤثر على كيفية عمل المبايض.

وأوضح الدكتور باتيل: "توقف ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة نساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض عن الدورة الشهرية نتيجة لهذه الحالة"، مشيرًا إلى أن "هذا بسبب الأكياس غير المتطورة التي تنمو فيها البويضات بشكل طبيعي، مما يتسبب في عدم إباضة الجسم، وبدلاً من ذلك، تغيب الدورة".

تشمل السمات الأخرى للحالة ارتفاع مستويات الأندروجين - هرمونات "الذكورة" - في الجسم، مما قد يؤدي إلى زيادة شعر الوجه أو الجسم.

قد يتضخم المبيض أيضًا ويحتوي على العديد من الأكياس المملوءة بالسوائل التي تحيط بالبويضات، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية ببريطانيا.

6. انقطاع الطمث

يمكن أن يكون انقطاع الطمث وراء غياب الدورة الشهرية.

قال الدكتور باتيل: "سن اليأس يحدث عادة بين سن 45 و 55. خلال هذا الوقت، تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة وتتوقف في النهاية نتيجة لانخفاض مستويات الهرمون".

لكن يمكن أن تمر المرأة بانقطاع الطمث في وقت أبكر من ذلك في عملية تعرف باسم انقطاع الطمث المبكر، وفق قوله.

اختبار الحمل

ونصح الدكتور باتيل بإجراء اختبار الحمل لمن تعاني من تأخر الدورة الشهرية، لافتًا إلى أن الحمل "يمكن أن يحدث حتى لو استخدمت وسائل منع الحمل". كما يمكن أن يحصل الحمل أيضًا أثناء الدورة الشهرية إذا تأخر التبويض.

وهناك العديد من العلامات المبكرة للحمل، تشمل:

رقة الثدي
استفراغ وغثيان
التعب
إمساك
كثرة التبول
تغيرات في حاسة الشم والتذوق

لكن الدكتور باتيل أشار إلى أن "وجود أحد هذه الأعراض لا يعني بالضرورة أنك حامل، فقد يكون نتيجة الإجهاد، أو تأخر الدورة الشهرية".

إذن ماذا لو جاء اختبارك سلبيًا؟

قال الدكتور باتيل إنه قد يكون من المفيد استشارة الطبيب للتحقق من الأسباب المحتملة لنأخر الدورة.

وأضاف: "لا داعي للقلق بشأن غياب الدورة، ولكن إذا أصبحت دورتك الشهرية غير متوقعة، أو فاتتك ثلاث دورات متتالية، فعليك طلب المشورة الطبية".