يمكن أن تكشف الأمعاء عن دلالات قوية على الحالة الصحية للإنسان بشكل عام، وبخاصةً العلامات التي تدل على أنه يعاني من مشكلة ما.

لكن الإسهال وتقلصات المعدة ليس هما فقط ما تحتاج إلى معرفته. إذ كشفت صحيفة "ديلي ميل" عن بعض العلامات الأخرى الأقل شهرة لوجود مشاكل صحية في الأمعاء.

إطلاق الغازات  

وفقًا لجمعية (Guts UK) المختصة في اضطرابات الجهاز الهضمي ببريطانيا، فإن الشخص العادي يكسر الطعام لما يصل إلى 40مرة يوميًا.

ولكن إذا أصبت بالغازات بعد تناول أطعمة معينة، فقد يكون ذلك علامة على أن الأمعاء لا تكسر الطعام بشكل طبيعي.

قالت آنا بيتيت، أخصائية القناة الهضمية والتغذية: "بعض الغازات والانتفاخ أمر طبيعي في الواقع وعلامة جيدة على أن الجراثيم تعمل بجد في هضم الألياف الغذائية التي لا نملك الإنزيمات لتحكسيرها، لذا فإن الميكروبات تفعل ذلك من أجلنا.

وهناك علامات على سوء امتصاص الطعام تشمل:

-انتفاخ البطن الحاد المستمر.

-الإفراط في إطلاق الغازات.

-البراز الرخو.

-الحاجة الملحة للذهاب للحمام.

يمكن أن يكون ذلك بسبب عدم تكسير الطعام، مثل عدم تحمل اللاكتوز. ويحدث هذا عندما يفتقر الجسم إلى كميات كافية من إنزيم يسمى اللاكتاز، والذي يساعد على هضم اللاكتوز - وهو سكر موجود في منتجات الألبان.

قالت بيتيت: "في بعض الأحيان تحدث أعراض سوء الامتصاص هذه بسبب عدم إنتاج البنكرياس للإنزيمات الكافية لهضم الطعام بشكل صحيح. يمكن أن يكون البراز أيضًا برتقاليًا أو شاحب اللون مع أجزاء من الأطعمة غير المهضومة إلى جانب الانتفاخ والرياح الشديدة".

وأضافت: "إذا كنت تعاني من الانتفاخ المستمر أو إذا كان مصحوبًا بفقدان الوزن المفاجئ أو آلام في البطن أو الإسهال، فيجب أن ترى الطبيب لأنه قد يكون أحد أعراض حالة الأمعاء الأكثر خطورة"، وفقًا لجمعية (Guts UK).

اقرأ أيضا:

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

تغيرات في المزاج 

وفقًا للخبراء، يمكن أن يكون هناك علاقة بين القناة الهضمية وصحة العقل.

تقول بيتيت: "إن الهضم والصحة العقلية لدينا مرتبطان عبر محور الأمعاء والدماغ - وهو اتصال اتجاهي بين الدماغ والأمعاء. أي اضطراب على طول محور الأمعاء والدماغ يمكن أن يؤدي إلى التوتر والقلق والاكتئاب وحالات الصحة العقلية الأخرى مثل الفصام".

ويحدث الاضطراب بسبب عدم التوازن بين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء المسؤولة عن الحفاظ على صحة الهضم.

وتشير الدراسات إلى أنه عندما تنمو الكثير من البكتيريا "السيئة" في الأمعاء، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل عقلية، بالإضافة إلى مشاكل جسدية.

ووفقًا للخبراء فإن السبب في ذلك هو أن القناة الهضمية توفر حوالي 95 في المائة من هرمون السيروتونين في الجسم - وهو الهرمون الذي يؤثر على الحالة المزاجية والعاطفة.

مشاكل البشرة

يمكن أن تسبب بعض الأطعمة البقع على البشرة.

غالبًا ما يكون السكر المكرر والدهون المشبعة سببًا في تلف الجلد حيث يمكن أن يتسببا في اختلال توازن بكتيريا الأمعاء - المعروفة باسم دسباقتريوز.

يمكن أن يساهم ذلك في مشاكل الجلد مثل حب الشباب والوردية والأكزيما والصدفية وحتى قشرة الرأس.

كما هو الحال مع محور الأمعاء والدماغ، يوجد أيضًا محور الأمعاء والجلد. لا يتم تزويد ميكروبات الأمعاء بالميكروبات الصحيحة للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غير صحي.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى دسباقتريوز، الذي يعوض جهاز المناعة لتحفيز الاستجابة الالتهابية.

قالت بيتيت: "العديد من الأمراض الجلدية ناتجة عن دسباقتريوز في ميكروبيوتا الأمعاء. يمكن أن يؤدي دسباقتريوز القناة الهضمية إلى تشقق الجلد، والأكزيما، والوردية، والتهاب الجلد وغيرها لأنها كلها ناجمة عن الالتهاب".