يحذر الخبراء من أن أمراض اللثة يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأمراض الفتاكة التي تؤثر على القلب والدماغ والرئتين.

إذ يمكن أن تدخل البكتيريا الموجودة في الفم والتي تسبب تسوس الأسنان إلى مجرى الدم، مما يسبب مجموعة من المشاكل لأعضاء الجسم الأخرى، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

وقال الدكتور نايجل كارتر، من مؤسسة صحة الفم ببريطانيا: "مثل باقي الجسم، فإن الفم مليء بالبكتيريا، وفي حين أن معظم البكتيريا غير ضارة، فإن بعضها يمكن أن يسبب المرض".

وأشار إلى أن "دفاعات الجسم الطبيعية والنظافة اليومية الجيدة للفم، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وتنظيف ما بين الأسنان، عادة ما تبقي البكتيريا تحت السيطرة".

وبدون العناية الجيدة بالفم، يمكن أن تؤدي البكتيريا إلى أمراض مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة.

قال طبيب الأسنان "إن البكتيريا الموجودة في الفم ، إلى جانب الالتهاب المرتبط بشكل حاد من أمراض اللثة، قد تلعب دورًا في بعض الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب".

أمراض القلب

الأشخاص المصابون بأمراض اللثة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية بمقدار الضعف تقريبًا.

ويمكن أن تنتج البكتيريا في الفم بروتينات في الدم تسبب انسدادًا في الشرايين، مما قد يؤدي إلى أزمة قلبية.

قال الدكتور كارتر: "عندما يصاب الناس بأمراض اللثة، يُعتقد أن البكتيريا من الفم يمكن أن تدخل مجرى الدم. تنتج البكتيريا البروتين. يتراكم هذا على شكل لويحات في الشرايين يمكن أن تنفصل بعد ذلك مسببة انسداد الشرايين حول القلب، مما يؤدي إلى أزمة قلبية".

وأضاف: "ويمكن أن تقلل جلطات الدم من تدفق الدم الطبيعي، بحيث لايحصل القلب على جميع العناصر الغذائية والأكسجين الذي يحتاجه. إذا تأثر تدفق الدم بشدة، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى أزمة قلبية".

السكتات الدماغية 

على نفس المنوال، تم ربط عدوى الفم بالسكتات الدماغية في العديد من الدراسات.

كما هو الحال مع الارتباط بمشاكل القلب، تزيد أمراض اللثة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى شقين.

يمكن أن يسبب نزيف اللثة والالتهابات تغييرات في كيفية وصول الدم والأكسجين إلى الدماغ.

قال الدكتور بن أتكينز، طبيب أسنان في مانشستر: "الصلة بين ضعف صحة الفم والسكتات الدماغية تشبه إلى حد بعيد تلك التي تسببها الأزمات القلبية. عندما تجد البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة طريقها إلى مجرى الدم، ترتفع مستويات البروتين".

وأوضح أن "هذا الارتفاع يمكن أن يؤدي إلى التهاب في الأوعية الدموية وهو عادة مؤشر جيد على أن الشخص قد يكون أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية".

اقرأ أيضا:

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

السكري

تزداد احتمالية الإصابة بأمراض اللثة لدى مرضى السكري والعكس صحيح.

يعاني مرضى السكري من المزيد من الإصابات بشكل عام وأولئك الذين لايعرفون أنهم مصابون بالمرض معرضون بشكل خاص.

قال الدكتور كارتر: "إذا كنت مصابًا بمرض السكري، فمن المهم أن يتم تشخيص أي مرض في اللثة، لأنه يمكن أن يؤدي إلى ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم. هذا من شأنه أن يعرضك لخطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري".

وأظهر بحث جديد أيضًا أن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري إذا كان يعاني من أمراض اللثة. كما أن الإصابة بالسكري، تزيد خطر فقدان الأسنان.

الولادة المبكرة 

النساء الحوامل المصابات بأمراض اللثة أكثر عرضة بثلاث مرات لإنجاب طفل سابق لأوانه أو يعاني من انخفاض الوزن عند الولادة.

قال الدكتور أتكنز: "يُعتقد أن أمراض اللثة قد ترفع مستويات المواد الكيميائية التي تسبب المخاض".

تشير الأبحاث أيضًا إلى أن النساء اللواتي يعانين من مرض اللثة أثناء الحمل لديهن مخاطر أعلى في إنجاب طفل قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الولادة.

وأوضح أن "علاج أمراض اللثة بشكل صحيح أثناء الحمل يمكن أن يقلل من خطر الولادة المبكرة".

التهابات الصدر

يمكن أن تحدث عدوى الصدر عن طريق استنشاق قطرات تحتوي على بكتيريا من الفم والحلق إلى الرئتين، مما يمكن أن يؤدي إلى التهاب رئوي مميت.

قال الدكتور كارتر: "الأشخاص المصابون بأمراض اللثة لديهم بكتيريا أكثر في أفواههم وبالتالي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الصدر. ويؤثر هذا بشكل خاص على كبار السن الضعفاء الذين قد يموتون من الالتهاب الرئوي الناجم عن استنشاق البكتيريا من أفواههم. لذا فإن نظافة الفم الجيدة لهذه المجموعة من الناس لها أهمية خاصة".