هناك العديد من العادات التي يعتقد الكثير منا أنها طبيعية لاتشكل أي أضرار على الصحة، إلا أنه في الواقع قد يكون لها مردود سلبي وضررها أكثر من نفعها.

وكشف خبراء عن أبرز هذه العادات وفق ما أوردت صحيفة "ذا صن" على النحو التالي:

- الإفراط في الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الهيستامين

غالبًا ما يتم تناول مضادات الهيستامين خلال موسم الحساسية. وفقُا لـ هانا براي، أخصائية التغذية، فإن الهيستامين، وهو مادة كيميائية مصنوعة في الجسم، يلعب "دورًا مهمًا في تعديل جهاز المناعة وتنظيم تفاعلات الحساسية والالتهابات".

وتقول: "إن إنتاج الهستامين وتخزينه وإطلاقه وانهياره يسيطر عليه الجسم بإحكام. ومع ذلك، إذا تعطلت آليات التحكم في الجسم، فقد يؤدي ذلك إلى عدم تحمل الهيستامين لدى بعض الأفراد".

وعند تجاوز مستويات الهيستامين قدرة الجسم على تكسيره. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مثل الإسهال، وتشنجات في المعدة، ودورات مؤلمة، الحساسية الموسمية، وصعوبة في التنفس، ومرض خلايا النحل، والاحمرار، والحكة، وضغط الدم والصداع، على سبيل المثال لا الحصر.

على الرغم من أنه يمكن تكوين الهيستامين من خلال العمليات الداخلية، إلا أن الأطعمة والمشروبات، وكذلك الأدوية يمكن أن تساهم أيضًا في إنتاجه. ويمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى دخول المزيد منه عبر الدورة الدموية.

ووفقًا لخبيرة التغذية، فإن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الهيستامين تشمل الأسماك، اللحوم المجففة، الجبن المعالج، أي طعام مخمر مثل مخلل الملفوف والطماطم والسبانخ والباذنجان والأفوكادو والخل ومستخلص الخميرة وصلصة الصويا.

بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين لايعانون من عدم تحمل الهيستامين، فإنه لايوجد سبب لاستبعاد الأطعمة المشار إليها من النظام الغذائي، في المقابل، يمكن أن يساهم تناول كميات كبيرة من الهيستامين، في ظهور الأعراض على من لايستطيعون تحمله.

- الإفراط في تناول المكملات

على الرغم من أنه يوصى بتناول المكملات الغذائية، لكن ديفيد وينر، أخصائي التدريب والتغذية حذر من أن هناك خطًا دقيقًا بين تناول ما يكفي من المكملات الغذائية، والإفراط في تناول المكملات.

على سبيل المثال، إذا كنت تكثر من تناول فيتامين سي، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالغثيان، أو تقلصات المعدة، أو مشاكل في الجهاز الهضمي. لذا عليك أن تلتزم بالكميات الموصى بها الموضحة على المكملات الغذائية، وإذا لاحظت أعراضًا غريبة، استشر الطبيب.

- الإفراط في تناول الخضروات

على الرغم من أن اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضروات المليئة بالألياف أمر حيوي للصحة، إلا أن الإفراط من أنواع معينة من الألياف يمكن أن يكون له تأثر سلبي.

تقول أندريا بيرتون، المستشار الفني في شركة "بيو كولت" للمكملات الغذائية بروبيوتيك، إن نسبة عالية من مرضى القولون العصبي تظهر لديهم زيادة في الأعراض مثل الانتفاخ والغازات والتشنجات والإمساك والإسهال بعد تناول الخضروات مثل الكرنب والبروكلي: "قد يكون هذا بسبب كمية ونوع الألياف والسكر في الخضروات.

وأضافت: "على سبيل المثال، مع الخضروات النيئة، قد لا يكسر الجهاز الهضمي كل الألياف بشكل فعال مما قد يؤدي بعد ذلك إلى تهيج الجهاز الهضمي أثناء مروره."

وتابعت: "فودماب (السكريات قليلة السكاريد، السكريات الأحادية، السكريات الأحادية والبوليولات) هي اختصار جماعي لمجموعة من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة القابلة للتخمير. يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي توفر الغذاء المتاح بسهولة لبكتيريا الأمعاء لتتخمر".

وأشارت إلى أنه "على سبيل المثال، يعد الفطر والكرفس والقرنبيط والبصل والبازلاء من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فودماب ويمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض".

بغض النظر عن متلازمة القولون العصبي، تنصح أندريا: إذا زدت من تناول الخضروات خلال فترة قصيرة، من الأفضل أن تفعل ذلك تدريجيًا أو قد ينتهي بك الأمر إلى المعاناة من الآثار الجانبية غير السارة لضيق الجهاز الهضمي.

-شرب المياه المعبأة فقط

يعرف معظمنا التأثير السلبي لزجاجات المياه البلاستيكية على البيئة. ولكن، قد يتعرض جسم الإنسان نفسه في الواقع لآثار سلبية من شرب المياه المعبأة.

تقول أندريا: "لقد أزال الكثير من الشركات المصنعة الآن المواد الكيميائية الضارة من الزجاجات وتذكر بفخر أنها خالية من مادة BPA - ولكن ليس كلها. وBPA هو هرمون استروجين اصطناعي ضعيف يمكن أن يكون له آثار سلبية وضارة على الأنظمة الهرمونية في أجسامنا".

وتضيف أنه ما لم يوضح الملصق أن الماء من نبع خاص معين أو تمت تصفيته بطريقة ما، يمكن أن يكون الماء في الزجاجة هو نفسه أو ربما أسوأ من شرب ماء الصنبور العادي.

وتابعت: "التفكير في المياه المعبأة قد لا يكون نقيًا أو آمنًا، كما يعتقد الكثير من الناس، فقد يكون من الأفضل تصفية مياه الصنبور في المنزل وصنع الزجاجات الخاصة بك والخروج بها".

جرب إضافة الخيار أو النعناع أو التوت أو فاكهتك المفضلة لمنح الماء طعمًا جميلًا وطازجًا أيضًا.

- الامتناع عن جميع الأطعمة الدسمة

على الرغم من أن الدهون تحتوي على أكثر من ضعف السعرات الحرارية مثل الكربوهيدرات والبروتينات، إلا أن الأنواع الصحية من الدهون مثل المكسرات والبذور والأفوكادو وزيت الزيتون يمكن أن تدعم الصحة الجيدة.

تقول أندريا إن للدهون العديد من الأدوار المهمة في الجسم. فهي لا توفر فقط مصدرًا للطاقة متاحًا وقابلًا للتخزين فحسب، بل إنها تدعم أيضًا الخلايا والهرمونات السليمة.

وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، فهي ضرورية لامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون (فيتامينات أ ، د ، هـ ، ك) ومكونات غذائية أخرى".

واستدركت: "لذلك، فإن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة، خاصة إذا تم استبدال الدهون بالكربوهيدرات المكررة".

ويوصى بتقليل الأطعمة المصنعة (مصدر للدهون غير الصحية، وكذلك الكربوهيدرات والسكريات البسيطة)، وبدلاً من ذلك التركيز على تناول أطعمة متوازنة من الأطعمة الطبيعية الكاملة.

"بما في ذلك المصادر الصحية للدهون من الأسماك الزيتية (السلمون والماكريل والأنشوجة والسردين والرنجة) والمكسرات والبذور والأفوكادو وزيت الزيتون."

اقرأ أيضا:

- الإفراط في تنظيف الأسنان

تقول ليز كوبر، أخصائية العلاج الغذائي، إن تنظيف الأسنان بالفرشاة هو مادة كاشطة للأسنان، لذا فإن تنظيفها كثيرًا أو بشكل صارم جدًا يمكن أن يكون ضارًا.

وعلى الرغم من أنه يُطلب في كثير من الأحيان تنظيف الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد تناول الوجبة، إلا أن ليز قالت إن "تنظيف أسناننا بالفرشاة فور تناول الطعام، خاصة إذا تناولنا طعامًا حمضيًا مثل المشروبات الغازية والحبوب المكررة والحمضيات ومنتجات الطماطم، يمكن أن يؤدي إلى تليين مينا أسناننا وإضعافها وجعلها أكثر عرضة للمواد الحمضية وفي النهاية مما يؤدي إلى فقدان أنسجة الأسنان".

وأوصت بالانتظار 30 إلى 60 دقيقة بعد الوجبة قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة حتى يتمكن الرقم الهيدروجيني الفموي من العودة إلى المستويات الطبيعية.

-الإفراط في استخدام المطهرات

أدى فيروس كوفيد -19 إلى حمل العديد منا معقم لليدين، حيث تقدم المكاتب والمتاجر والمحطات الآن مطهرًا لليدين لاستخدامه عند الحاجة. لكن الإفراط في استخدام معقم اليدين يمكن أن يسبب خللاً في ميكروبيوم بشرتنا، وهو جزء لا يتجزأ من نظام المناعة لدينا.

توضح ليز أن هناك دراسات أثارت مخاوف بشأن تأثير معقم اليدين على صحة الجلد: "تشمل هذه التأثيرات تهيج وتقشير الجلد بسبب الكحول والمواد الكيميائية القاسية الأخرى في المطهر، وترقق الجلد، مما قد يزيد من مخاطر تغلغل الأشعة فوق البنفسجية، وردود الفعل التحسسية، والمفارقة، زيادة التعرض للجراثيم بسبب التأثير السلبي على مناعة الجلد.

ونصحت ليز باستخدام معقمات اليدين اللطيفة على البشرة، مثل تلك التي تحتوي على مضادات ميكروبات طبيعية مثل الزيوت الأساسية، يمكن أن يمنحنا الحماية التي نبحث عنها، مع الحفاظ على صحة بشرتنا أيضًا.

- ممارسة الرياضة أكثر من اللازم

يوضح ديفيد: "قد يؤدي العمل كثيرًا إلى نتائج عكسية وقد يكون ضارًا بصحتك. المبالغة في ذلك أو الضغط بشدة بسرعة كبيرة جدًا، خاصة إذا كنت مبتدئًا، يمكن أن يؤدي إلى ضرر أكثر مما ينفع".

وتابع: "كما هو الحال مع أي تمرين، من المهم الاستماع إلى جسدك وإدراج أيام الراحة في نظام التدريب الخاص بك، بالإضافة إلى التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم للمساعدة في التعافي".

وأشار إلى أنه من الناحية العقلية، يمكن أن يؤثر الإفراط في ممارسة الرياضة على المزاج ومستويات الطاقة، مما يؤدي إلى التهيج والغضب وصعوبة النوم.

فيما يمكن أن يؤدي جسديًا الإفراط في ممارسة الرياضة إلى زيادة خطر الإصابة وآلام المفاصل وشد العضلات.

وينصح بممارسة التمارين كل يومين، مع وضع أيام راحة بينهما.

-مضغ العلكة

على الرغم من أنها مفيدة لتنشيط التنفس، إلا أن ديفيد يقول إنه عندما تمضغ العلكة، فإنك تبتلع الكثير من الهواء بشكل طبيعي مما قد يجعلك تشعر بالانتفاخ ويترك معدتك منتفخة.

"يمكن أن يؤدي مضغ العلكة أيضًا إلى تحفيز إنزيمات الجهاز الهضمي على توقع الطعام ، وهذا بدوره يمكن أن يجعلك تشعر بالجوع وينتهي بك الأمر إلى الإفراط في تناول الطعام"ـ، حسب قوله.

"بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تحتوي العلكة الخالية من السكر على مواد تحلية صناعية، والتي قد يصعب على الناس هضمها، ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الغازات والانتفاخ"، كما يحذر.