وضعت قيود في بريطانيا على استخدام عقار الإيزوتريتنون الذي يستخدم لعلاج حب الشباب، بعد أن ارتبط بعدد من حالات الانتحار على مدى السنوات القليلة الماضية.

وخلصت مراجعة سلامة الدواء لمدة ثلاث سنوات إلى أنه يجب وصفه فقط للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا في حالة عدم نجاح العلاجات السابقة، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

يأتي ذلك بعد انتحار عدد من الأشخاص بعد تناول الدواء، مما دفع والدي فتاة مراهقة توفيت في مايو 2019، بعد ستة أشهر من وصفها عقار حب الشباب لها، إلى المطالبة بفرض حظر على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 21 عامًا.

وأجرت لجنة الأدوية البشرية (CHM) تحقيقًا استمر لمدة ثلاث سنوات بشأن العقار الذي يستخدم لعلاج الأشكال الشديدة من حب الشباب، خاصةً إذا كان هناك خطر حدوث ندبات دائمة، وذلك نيابة عن هيئة مراقبة الأدوية في المملكة المتحدة، وهيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA).

وأخذ التحقيق في الاعتبار التقارير الواردة من المرضى وعائلاتهم الذين لديهم خبرة في العلاج، لكن اللجنة خلصت إلى أن "الثغرات في الأدلة المتاحة تعني أنه لم يكن من الممكن القول إن الإيزوتريتينوين تسبب بالتأكيد في العديد من الآثار الجانبية النفسية والجنسية قصيرة المدى أو طويلة المدى".

ومع ذلك، فقد أوصى المرضى وعائلاتهم بالحصول على معلومات أفضل حول مخاطر الايزوتريتينوين قبل تناوله، وأن المراقبة المستمرة للصحة النفسية والجنسية للمستخدم تتم حتى يتم اكتشاف المشاكل في وقت مبكر.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح المرضى وأسرهم مزيدًا من الوقت للنظر في فوائد ومخاطر تناول الدواء.

ضوابط أكثر صرامة

وسيتعين على هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية أيضًا تنفيذ "ضوابط أكثر صرامة" لوصف الايزوتريتينوين للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا.

وسيتم إعطاء الضوء الأخضر للدواء فقط إذا اتفق الأطباء على أن حب الشباب شديد بما يكفي لتبريره، وأن العلاجات القياسية الأخرى قد تمت تجربتها بشكل كافٍ.

وقضت غرفة تبادل المعلومات بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار الجانبية النفسية والجنسية لاحتياجات الايزوتريتنون.

وقال الدكتور أليسون كيف، كبير مسؤولي السلامة في هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية: "لا يوجد دواء خال تمامًا من المخاطر واستنتاج لجنة تبادل المعلومات المستقلة هو أن فوائد الإيزوتريتينوين لحب الشباب الشديد لا تزال تفوق المخاطر".

لكنه أضاف: "يجب اتخاذ إجراءات للتأكد من أن المرضى على دراية أفضل بهم، وأنهم يخضعون للمراقبة بعناية طوال فترة العلاج، وأنه بالنسبة للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، هناك تدقيق إضافي في وصف الأيزوتريتينوين".

آثار جانبية

والآثار الضارة الأكثر شيوعًا للعقار هي جفاف الشفاه، وجفاف وهشاشة البشرة الجافة، وزيادة التعرض لحروق الشمس، كما ذكرت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية.

وقال التقرير إن المرضى الذين تناولوا الدواء القوي المضاد لحب الشباب أبلغوا أيضًا عن الاكتئاب والقلق والأعراض الذهانية، بالإضافة إلى العجز الجنسي، وانخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل.

واستطرد قائلاً "نادرًا جدًا تم الإبلاغ عن أفكار انتحارية أو محاولات انتحار أو انتحار".

ونصحت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية بضرورة إخطار المرضى الذيت يتم وصف الأيزوتريتنون لهم بما يجب عليهم فعله إذا شعروا أن صحتهم العقلية تتأثر أو تزداد سوءًا.

وأضافت: "يُنصح المرضى الذين يتناولون الإيزوتريتينوين أيضًا بمطالبة العائلة والأصدقاء بالمساعدة في مراقبة الأعراض المحتملة للاضطرابات النفسية".

ويحتاج الأطباء الذين يصفون الدواء إلى مراقبة مرضاهم بحثًا عن علامات الاكتئاب وإحالتهم للعلاج المناسب، مع الاهتمام بشكل خاص بالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب من قبل أو لديهم تاريخ عائلي من الإصابة به.

لكنها أشارت إلى أن الأعراض النفسية قد تستمر حتى لو توقف المرضى عن تناول الدواء.