لماذا يشعر بعض الناس بخروج أرواحهم من الجسد؟.. تفسير علمي للظاهرة
بقلم |
فريق التحرير |
الاربعاء 26 ابريل 2023 - 04:16 م
لطالما شغلت تجارب الاقتراب من الموت الناس والخبراء على حد سواء، لكن حتى وقت قريب لم يكن هناك تفسير علمي لسبب حدوث هذه الظاهرة.
ويتعلق الأمر بشعور بعض الناس بانفصال الروح عن الجسد لفترة من الوقت قبل أن يعودا للاقتران مجددًا.
وأوضحت عالمة الأعصاب الدكتورة جين أسبيل، أن هذه التجارب التي يمر بها بعض الناس يمكن أن تكون ناتجة عن تلف جزء حيوي من الدماغ مسؤول عن معالجة الحواس والتوازن.
وقالت الدكتور أسبيل، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب الإدراكي بجامعة أنجليا روسكين، خلال محاضرة حول العلم وراء تجارب الخروج من الجسم، إن هذه الظاهرة هي "هلوسة حقيقية جدًا وحيوية جدًا".
وأعربت عن اعتقادها بأن الأشخاص الذين يرون "أجسادهم مزدوجة" يمكن أن يكون سببها تلف جزء من الدماغ يسمى التقاطع الجداري الصدغي.
وتابعت: "يوجد الآن دليل قوي على أن تجارب الخروج من الجسم والتجارب ذات الصلة، ناتجة عن الأداء غير الطبيعي في أجزاء من الدماغ التي تعالج وتجمع الإشارات من أجسامنا".
وأضافت: "ألقت الأبحاث الحديثة التي أُجريت على مرضى الأعصاب الضوء على كيفية قيام الدماغ السليم بتكوين تجربة ذاتية للفرد، وماذا يحدث عندما يحدث هذا البناء مؤقتًا "بشكل خاطئ".
وشرحت الدكتور آسبيل، أن المفصل الجداري الصدغي يقع على جانبي الدماغ فوق الأذن مباشرة، لكن الجانب الأيمن يرتبط بتجارب الخروج من الجسم.
وينشط هذا الجزء من الدماغ أثناء الوظائف الاجتماعية، ويحتاج إلى معالجة التعاطف والذاكرة. كما أنه يعتمد على حواس الرؤية والصوت واللمس لخلق شعور متماسك بالذات داخل الجسم.
وتقول الدكتورة آسبيل: "يبدو من المنطقي إذن أنه إذا لم تعمل هذه المنطقة كما ينبغي، فلن يحدث هذا التكامل بين كل هذه الإشارات المختلفة كما ينبغي، لذلك قد تتعطل تجربة كونك جسدًا واحدًا".
و"يعمل جزء من التقاطع الجداري الصدغي، المسمى القشرة الدهليزية، كنظام توازن في أذننا، مما يساعدنا على معرفة مكاننا بالنسبة للجاذبية"، وفقًا لقولها.
وبحسب التفسير العلمي، ترى الدكتورة أسبيل أن القشرة الدهليزية يمكن أن تقدم مزيدًا من الشرح عن تجارب الخروج من الجسم.
وتمضى شارحة: "إذا لم يتمكن الدماغ من الجمع بين المعلومات من نظام التوازن هذا مع الحواس الأخرى، فيمكنه أن يعطي شعورًا بأنك تطفو فوق جسمك كما يحدث في تجارب الاقتراب من الموت والخروج من الجسم".
وبينت أن هناك العديد من الأمثلة على الأشخاص الذين خاضوا تجارب الخروج من الجسم، وعانوا جميعًا من وظائف غير طبيعية في التقاطع الجداري الصدغي.
وكشفت في دورية "نيتشر" العلمية في عام 2002 عن عن مريضة مصابة بالصرع تبلغ من العمر 42 عامًا كانت ترقد في مستشفى بجنيف لإجراء عملية جراحية لإزالة الجزء من الدماغ الذي تسبب في نوباتها.
وقبل الجراحة، زرع الأطباء شبكة من الأقطاب الكهربائية في دماغها لتسجيل نشاطها وتحفيز أجزاء من العضو لتحديد الأجزاء التي تحتاج إلى الجراحة.
وعندما تم تحفيز الموصل الجداري الصدغي للمريض، أبلغت عن مرورها بتجربة خارج الجسم. عندما قطع الأطباء الكهرباء، عادت إلى جسدها مرة أخرى.
وفي حالة أخرى، تعافى رجل كان لديه طنين في أذنيه، من الحالة عندما زرع المسعفون أقطابًا كهربائية بشكل دائم في مفرقه الجداري الصدغي، ولكن كان لها تأثير جانبي مماثل تسبب في تجربة الخروج من الجسم.