يخشى بعض الناس من أن يؤدي تعرضهم للإجهاد إلى ظهور علامات الشيخوخة عليهم قبل الأوان.

لكن دراسة حديثة زفت البشرى لمن يرغبون في إعادة عقارب الوقت إلى الوراء، حيث يمكن أن يؤدي تقليل التوتر إلى تقليل العمر البيولوجي في غضون أيام قليلة.

وفي حين أن العمر الزمني هو عدد السنوات التي كنت على قيد الحياة فيها، يشير العمر البيولوجي إلى عمر الخلايا والأنسجة لديك بناءً على حالتها الحالية.

وإذا كنت تتمتع بصحة جيدة ولائقة، فقد يكون عمرك البيولوجي أقل بكثير من عمرك الزمني. لكن إذا كنت مستقرًا أو مصابًا بمرض مزمن أو في حالة بدنية سيئة ، فقد يكون عمرك البيولوجي أعلى - مما يعني أنك أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض وتعيش حياة أقصر.

التخلص من الإجهاد خلال أيام

وأظهرت الدراسات السابقة أن العمر البيولوجي يزداد بسرعة استجابة للإجهاد، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هذا الضرر يمكن عكسه خلال بضعة أيام أو شهور فقط من الشعور بالاسترخاء.

الدكتور فاديم جلاديشيف، من كلية الطب بجامعة هارفارد، هو جزء من فريق أراد التحقيق في كيفية تغيير العمر البيولوجي، قال: "على الرغم من الاعتراف الواسع بأن العمر البيولوجي على الأقل شخص مرن، فإن المدى الذي يخضع فيه العمر البيولوجي لتغييرات قابلة للعكس طوال الحياة والأحداث التي تؤدي إلى مثل هذه التغييرات لا تزال غير معروفة".

وقام فريق البحث، إلى جانب علماء من كلية الطب بجامعة ديوك، بقياس التغيرات في العمر البيولوجي لدى البشر والفئران استجابة لمختلف المواقف العصيبة.

وتتضمن سيناريوهات الحياة الواقعية التي يمكن أن تسبب هذا النوع من الإجهاد الجراحة الكبرى أو الحمل أو المرض الشديد.

وفي حين أن العمر البيولوجي ارتفع بسرعة نسبيًا استجابة للإجهاد، إلا أنه انخفض أيضًا إلى خط الأساس بعد التعافي من الحدث المجهد، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

العمر البيولوجي للإنسان ليس ثابتًا 

وقال الباحثون في دورية "سيل ميتابوليزم": "تكشف هذه الدراسة أن العمر البيولوجي للإنسان والفئران ليس ثابتًا ولا يزداد باطراد ، ولكنه يخضع لتغييرات قابلة للعكس على مدى فترات زمنية قصيرة نسبيًا من أيام إلى شهور".

وأشاروا إلى أن "هناك نمطًا واضحًا ظهر خلال دراساتنا وهو أن التعرض للإجهاد زاد من العمر البيولوجي. عندما يتم تخفيف التوتر، يمكن استعادة العمر البيولوجي كليًا أو جزئيًا".

وتابعوا: "بالمعنى الأساسي، كشفت بياناتنا عن الطبيعة الديناميكية للعمر البيولوجي - يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى زيادة سريعة في العمر البيولوجي، والتي يمكن عكسها".

وأظهرت دراسة منفصلة مؤخرًا أن خفض السعرات الحرارية يمكن أن يساعد في تقليل وتيرة تقدم الأشخاص في العمر بيولوجيًا.

الأشخاص الذين قللوا من تناول السعرات الحرارية بنسبة 25 في المائة على مدى سنتين تتراوح أعمارهم بين 2 و 3 في المائة بشكل أبطأ من الأشخاص الذين استمروا في تناول الطعام بشكل طبيعي.

وقال الباحثون، إن هذا مرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 10 إلى 15 في المائة - وهو نفس المقدار الذي شوهد في الدراسات التي أقلع فيها الناس عن التدخين.