أخبار

شك في عدد الركعات ثم زال شكه هل يلزمه سجود السهو؟

تغييرات بسيطة تساعدك على التخلص من إدمان الهاتف.. تعرف على التفاصيل

انتبه.. برودة اليدين مؤشر على هذا المرض الخطير

هل هناك شروط لارتداء المرأة البنطلون؟ (الإفتاء تجيب)

تعلم من النبي "إتيكيت" تبادل الهدايا

"تعلم ما نخفي وما نعلن".. هكذا دعا إبراهيم ربه فأجابه (الشعراوي)

الإمام علي فارس الإسلام سألوه.. فأجابهم عن أشجع من رأى

"إلي مثواه الأخيرة " خطأ شرعي فتجنبه ..لهذه الأسباب

كيف تتخلق بأخلاق وصفات النبي ويزيد حبه فى قلبك؟.. د. عمرو خالد يجيب

لماذا خلق الله النار؟.. وما صفات أهلها؟.. وما الحكمة من عذاب البشر؟

د. عيد شبايك في حواره: العشر الأواخر من رمضان خلاصة هذا الشهر وقوامه.. والاهتمام بها يعني اغتنام الخيرات

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 12 ابريل 2023 - 07:00 م

* الصوم له منزلة خاصة وتفردت بأمور ليست في غيرها من العبادات.. ولهذا كان لها ثواب خاص

* بهذين الأمرين تستمر في الطاعة بعد  رمضان

* الصيام مدرسة روحية تكتسب المسلم معاني  الخير وترتقي به وتزكي النفس وتطهرها

* الصوم يجعلك تذبح شهواتك وتقهر شيطانك وتحرر  نفسك من سلطان الغريزة

عاش حياته في رحاب العلم منذ نعومة أظفاره؛ فقد نشأ لأسرة متدينة يحيطها القرآن من كل جانب.. لفت أنظار المحيطين بها لتفوقه الدراسي وتميزه العلمي وحبه التطلع والثقافة حتى صار حديث أقرانه.. جاب ميادين العلم باحثا ومتعلما وعالما يلقي المحاضرات ويناقش الرسائل العلمية ويحقق الكثير من النصوص العربية والأدبية كما شارك في العديد من المؤتمرات العلمية داخل مصر وخارجها ..

إنه الأستاذ الدكتور عيد محمد شبايك أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة المنوفية، المولود بالبساتين بالقاهرة سنة ١٩٥٣م حفظ القرآن مبكرا، التحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها سنة 1979م وواصل طريقه في العلم حتى حصل على الماجيستير في اللغة العربية وآدابها 1984جامعة عين شمس ثم الدكتوراه اللغة العربية وآدابها 1989م من كلية الآداب جامعة الزقازيق وله عشرات الكتب والأبحاث العلمية، ومنها التشبيه المستطرف رؤية نقدية، الشاهد الشعري في مبحثي الفصاحة والبلاغة، واستثمار الأسلوب العدولي في تذوق النص القرآني، وجماليات التلقي في تراثنا النقدي بالإضافة لتسجيلاته الرائعة لإذاعة القرآن الكريم.

التقاه موقع (بناء إنسان) ليقترب من شخصية عالم كبير يكسوه التواضع، طرح عليه العديد من الأسئلة ودار حديث مثمر كشف فيه د عيد اللثام عن مسائل كثيرة تتعلق بأهمية اغتنام المسلم وقته لاسيما في الأوقات الفاضلة مثل شهر رمضان والعشر الأواخر منه وليلة القدر، كما بيّن فضيلته دور اللغة العربية وأهميتها في النهوض بالأمة من كبوتها وغيرها من القضايا المهمة.. فإلى نص الحوار..

س: حدثنا فضيلة الدكتور عن فضل شهر  رمضان ومضاعفة الأجر فيه؟

ج: إن الله تعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وبعض الأماكن على بعض، وبعض الأزمنة على بعض ومن هذا الاصطفاء شهر رمضان لقد فضله الله على غيره من الشهور ونرى الناس يستقبلون رمضان بالفرحة والسرور والإقبال على العبادة وعمارة المساجد ومساعدة الفقراء والمحتاجين كما يحيون ليله ونهاره بتلاوة القرآن وكثرة الصلاة من قيام وتهجد وتسبيح.

فلا شك أن الصوم يؤثر في سلوك المسلم تأثيرًا إيجابيا واضحًا فيتصف بالصفاء الروحي وقد قيل للأحنف بن قيس-رحمه الله: إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك ..فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه. ومن فضائل الصوم ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إن لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم، وليس الصيام امتناع عن الطعام والشراب فقط ولكنه امتناع عن اللغو وما يغضب الله حتى يأخذ المسلم أجر الصائم ولا يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة أن يدع طعامه وشربه".

س: الصيام مدرسة روحية تكتسب المسلم معاني  الخير وترتقي به .. كيف ذلك؟ 

ج: الصيام حقا مدرسة كبيرة لمن فهم معناه وحافظ على آدابه وراعى حدوده ليكون الصوم مكتملا، ولا يكون الصوم مكتملا إلا إذا تحكم الإنسان في نفسه فيرتقي حينها بالعبادة فيكون الصوم تصعيدًا للتكريم له يترقى به فتطهر نفسه وتزهو روحه.

ولا يزال العبد في تصعيد حتى يكون صائما حقا يستحق بهذا أجر الصائمين الذين ذكرهم الله في كتابه وحفلت بهم الأحاديث تزف لهم البشريات.

س: ميز الله تعالى العبادات في الأجر  والثواب.. فهل للصوم منزلة خاصة بين هذه العبادات؟

ج: الصوم له منزلة خاصة لأنه عبادة خاصة تفردت بأمور ليست في غيرها من العبادات ومنها أنه لم يعبد بها غير الله وإذا كان الطعام والشراب والجماع من الأمور الطبيعية فيأتي الصيام يمنع هذا منك ويحرّمه عليك ويختبر الله صبرك وإرادتك في الانقياد لغير المألوف لديك وهنا يستشعر المسلم أنه ليس كغيره؛ فالصيام رقى نفسه وجعله في حالة خاصة. فالصوم يجعلك تذبح شهواتك وتقهر شيطانك وتحرر نفسك من سلطان الغريزة وبهذا تتعود النفس على التحمل والصبر، وبهذا يستشعر المسلم القوة والعزة والصبر فيسهل له الانقياد بعدها لأي أمر من أوامر الله فمن فعل هذا أكرمه الله بثواب خاصة كونه تعبد الله بهذه العبادة الخاصة والمميزة.

س: لكن ما الجزاء الخاص الذي يجازي به  الله عباده الصائمين فضيلة الدكتور؟

ومن جزاء الصائمين ما جاء الحديث القدسي حديث قدسي ونصه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب – الخصام والصياح -، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمدٍ بيده لخلوف فم الصائم – الرائحة – أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ” رواه البخاري

ومعلوم أن سائر الأعمال الصالحة تتضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام قال عنه ربنا : فإنه لي وأنا أجزي .. بما يدل على أن ثواب أكثر وأعظم من سبعمائة ضعف فلا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله أضعافا كثيره ذلك لأن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، وقد ورد على النبي صلى الله عليه وسلم أن رمضان شهر الصبر شهر المواساة، وقد اجتمعت في الصوم ثلاثة أنواع من الصبر فإن فيه صبرًا على الطاعة وصبرا عما حرم الله وصبرا على ما يحتمله الصائم من الجوع والعطش لذلك فهو يثاب عليه صاحبه ثوابا جزيلا.

س: ما معنى إضافة الله الصوم له ..  ولماذا يفرح الصائم؟ 

حينما يقول الحق سبحانه وتعالى "إلا الصوم فإنه لي الصوم وانا أجزي به "فالإضافة هنا للتشريف، والتخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم يقول القرطبي: إن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام فإنه مناسب لصفة من صفات الحق سبحانه ذلك أنه خالص لله وليس للعبد فيه حظ بخلاف غيره من العبادات كما أنه لم يعبد به غير الله بخلاف العبادات الأخرى.

ومن يحقق الصيام بآدابه وشروطه حق له أن يفرح ويستبشر ويبشر ومن هنا يأتي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" فالفرحة عند الإفطار لأنه نجح في الالتزام بالعبادة وأكمل صوم يومه على الوجه الذي يريده الله منه، والفرحة عند لقاء ربه بما التزم به من هذه المرتبة فيفرح بثوابه ويقال له: [كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ] فيهنئون بجزاء عملهم وصبرهم عند لقاء ربهم فيفرحون ويدخلون من باب خاص ففي الحديث: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».

س: فضيلتكم من المشاهَد أنه في العشر  الأواخر من رمضان تفتر عزائم بعض الناس فيضيعون ما قد أسسوه من أول الشهر فما  أسباب هذا وبم تنصحهم؟

ج: للأسف هذه ظاهرة منتشرة تعود لعدم فهم الناس لطبيعة النفس البشرية فيكرس نفسه ويضغط عليها بالعبادة في أول الشهر فتكل منه وتمل ولو تدرج ووضع جدولا وسطا كان يقرأ مثلا كل يوم جزء واحد فقط أو يكتفي بصلاة التراويح في مسجد ويصبر على ذلك لما نفرت منه نفسه ولا فترت عزيمته.

وهؤلاء فعلا يضيعون أفضل الأوقات فإن العشر الأواخر من رمضان هي أفضل لياليه لأن فيها ليلة القدر عظيمة القدر والشرف نزل فيها كتاب ذو قدر على نبي ذي قدر.

وعن فضل ليلة القدر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ومما يجب ذكره في هذا السياق سألت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن صادفت ليلة القدر فماذا أقول قال لها قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا".

س: كيف نثبت على الطاعة بعد رمضان حتى  تصير العبادة لنا منهج حياة؟

ج: جميل أن تكون العبادة منهج حياة فهذا هو المراد فإن كنا في رمضان نكثف فلأن هذا موسما من مواسم الطاعة لكن الثبات على الطاعة يعني فهم مراد الله منك وأول هذا ألا تترك الصيام ولهذا شرع صيام ست من شوال من باب التهيئة على الاستمرار في عبادة الصوم ووعد نبينا من يفعل هذا بثواب عظيم فقال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله" وفي رواية: "من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله" أي ست أيام بلا تحديد، وإذا توقفنا مع هذا الحديث ندرك أن الصوم عبادة بلا رياء وطاعة بلا نفاق فالصائم يقيم من الضمير حسيبا ومن الله رقيبا فضلا عما تقدمه للمسلم من فوائد كالقناعة وقوة الإرادة لهذا الاستمرار وكما هو واضح في الحديث أن من يصوم ست أيام من شوال صار كمن صام الدهر كله.. كيف ذلك؟ ذلك أن صام رمضان ثلاثين يوما والحسنة بعشر أمثالها ثم صام ستة أيام من شوال أيضا اليوم بعشرة أمثاله فيكون فكان صيام سته وثلاثين يوما كصيام 360 يومًا فإن كرر هذا وصار ديدنه في حياته فكأنما صام الدهر كله.

س: بماذا تنصح للاستمرار على الطاعة بعد  رمضان؟ 

ج:ومما ينصح به للاستمرار على الطاعة بعد رمضان أن تعلم شيئين ابتداء الأول: فهم مراد الله منك، الثاني أن تعرف طبيعة النفس البشرية، فالأول يعني أن تفهم أن الله لا يرد منك عبادته في وقت دون الآخر ولا في زمان دون الاخر بل ولا في حال دون حال فكل حال عبادة تتوافق معه وكل هذا مغلف بقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم فالاستمرار على الطاعة بنفس الطريقة التي كنت فيها في رمضان قد لا يتيسر للكثيرين ولكن التوسط حتى تستمر والأولى فتضع لنفسك جدولا بسيطا مرنا به الفرائض وبعض النوافل من صدقات وسنن وغيرها حتى يسهل الاستمرار وهذا يعني أيضًا قد فهمت طبيعة نفسك التي تكل من الضغط وتحب الترويح والأصل في ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَعَظَنَا فَذَكَّرَ النَّارَ قَالَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَضَاحَكْتُ الصِّبْيَانَ وَلَاعَبْتُ الْمَرْأَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَذْكُرُ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ، فَقَالَ: مَهْ فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ فَقَالَ: يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً وَلَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّرُقِ.

 


الكلمات المفتاحية

د. عيد شبايك العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر الصيام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled عاش حياته في رحاب العلم منذ نعومة أظفاره؛ فقد نشأ لأسرة متدينة يحيطها القرآن من كل جانب.. لفت أنظار المحيطين بها لتفوقه الدراسي وتميزه العلمي وحبه الت