الدماغ هو العضو الأكثر تعقيدًا في الجسم، حيث يتحكم في كل تصرفات وأفعال الإنسان، وهو المسؤول عن حل المشكلات والذاكرة والإدراك والعيش بشكل جيد مع التقدم في العمر.

ويقلل الحفاظ على المادة الرمادية في الدماغ من فرص الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، ومع ذلك، يمكن أن يكون لبعض الأعمال الروتينية اليومية تأثير ضار على الدماغ.

وفيما يلي العادات السيئة التي يجب الإقلاع عنها للحفاظ على صحة الدماغ وحيويته وفق ما أوردت صحيفة "إكسبريس":

محب للجلوس

الجلوس معظم اليوم ليس مثاليًا للجسم أو الدماغ.

تنصح هانا بوريانوفا، أستاذة علم الأعصاب، بأنه يجب أن نحصل على 30 دقيقة على الأقل من التمارين الخفيفة إلى المعتدلة كل يوم، أو 15 دقيقة بكثافة عالية.

تقول: "في كل مرة تمارس فيها الرياضة، تقوم بإنشاء خلايا دماغية جديدة، لذا من المهم الاستمرار في الحركة. النشاط يزيد من معدل ضربات قلبك، مما يضخ المزيد من الأكسجين إلى الدماغ. كما أنه يساعد على إفراز الهرمونات، ويوفر بيئة ممتازة لنمو خلايا الدماغ".

ويعد الجري والسباحة والتدريب المتقطع عالي الكثافة وركوب الدراجات والمشي جيدًا بشكل خاص للدماغ. ينصح البروفيسور بوريانوفا: "اجمع بين التمارين الهوائية وتمارين القوة على أساس أسبوعي للمساعدة في تحقيق صحة الدماغ المثلى".

اقرأ أيضا:

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

الأطعمة فائقة المعالجة 

تجنب الحلوى ورقائق البطاطس.

تحذر البروفيسورة بوريانوفا: "يمكن أن يكون للأطعمة فائقة المعالجة، التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون السيئة والمركبات الأخرى، تأثير سلبي على صحة الدماغ.

ويشمل ذلك اللحوم المصنعة والوجبات الخفيفة اللذيذة والأطعمة السكرية مثل الكيك والبسكويت والمشروبات الغازية وبعض الوجبات الجاهزة، لكونها تحتوي على نسبة عالية من الملح، والتي يمكن أن تزيد من ضغط الدم.

"تظهر الأبحاث أن ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة"، وفقًا للبروفيسورة بوريانوفا.

"يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من السكريات المكررة إلى تعزيز الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ. ويمكن أن يؤثر أيضًا على تنظيم الأنسولين، مما يتسبب في اختلالات السكر في الدم التي يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية والقدرة على التركيز"، بحسب تحذيره.

لذا تنصح: "التزم بدلاً من ذلك بنظام غذائي متوسطي صديق للدماغ غني بالفواكه والخضروات وزيت الزيتون والمكسرات والبقوليات والأسماك الزيتية".

الوحدة

يمكن أن تؤثر الوحدة وندرة التواصل مع الغير على الدماغ.

تقول البروفيسورة بوريانوفا: "إنها مشكلة بالنسبة إلى اللدونة العصبية، والتي سوف تتباطأ إذا لم تكن هناك محفزات جديدة ولا نتفاعل مع البشر أو الحيوانات الأخرى. قد يكون الشعور بالوحدة أسوأ، يمكن أن يسبب القلق و/ أو الاكتئاب".

تنصح البروفيسورة بوريانوفا بمحاولة التفاعل مع الآخرين، ولو بشكل عابر، كل يوم.

اظهار أخبار متعلقة

تشتيت الانتباه في أكثر من عمل 

هل تشعر بالتشتت نتيجة القيام بأكثلر من عمل ولا تستطيع التركيز على أي منها؟

تقول البروفيسورة بوريانوفا: "يمكن أن يؤدي تعدد المهام على المدى الطويل إلى تفكك العقل والتفكير الضحل وضعف التركيز والذاكرة والتعب والقلق والتوتر، وكل ذلك يؤدي إلى ضعف معالجة الدماغ".

لذا تنصح إذا كنت مشغولاً بالمنزل أو في العمل، اكتب قائمة مهام وركز على شيء واحد في كل مرة. ضع علامة على كل منها عند إكمالها، وخذ فترات راحة للوقوف أو الحركة.

شرب الخمر

يمكن أن يؤثر شرب الخمر الشديد على الصحة العامة، بما في ذلك الصحة العقلية.

تحذر البروفيسورة بوريانوفا: "هناك إجماع على أن الإفراط في شرب الخمر بانتظام له تأثير خطير على الدماغ".

الخرف المرتبط بالكحول يمكن أن يؤدي تلف الدماغ وإلى مشاكل في المزاج والذاكرة والتوازن والتعاطف. وهناك من قد يدخل المستشفى بسبب الهذيان بعد انسحاب الكحول. لكن هذه الحالة تؤثر فقط على مدمني الكحول، ويمكن إدارتها بالأدوية والعلاجات بالكلام.

ابتعد عن هؤلاء 

هل هناك شخص في حياتك يستننفذ كل طاقتك؟، أو يتلاعب بك أو يحاول السيطرة عليك عاطفيًا؟، إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت للتراجع، من أجل عقلك.

تقول البروفيسورة بوريانوفا: "نقص الدعم من الناس من حولنا والبيئات السامة، مثل تلك التي تنطوي على مصاصي الدماء العاطفي، له تأثير ضار على الدماغ."

وتحذر من أنه يمكن أن يؤدي إلى توتر مزمن، وقلق، واكتئاب، وتعاسة، وعقلية سلبية، ونقص في المرونة العقلية، وكبر السن بشكل أسرع، والاستعداد للإصابة بأمراض المناعة الذاتية والإرهاق.

الأسماك 

الأسماك تعد الغذاء الأفضل للدماغ. يقول البروفيسور بوريانوفا: "هذا يرجع إلى دراسة إدراك صحة القلب والأوعية الدموية، التي نُشرت في مجلة "نيورولوجي"، والتي نظرت إلى أكثر من 2000 شخص بالغ ووجدت أن تناول السمك مرتين في الأسبوع يبدو أنه يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 41 في المائة".

والأنواع الزيتية خصوصًا مثل السلمون والماكريل والسردين هي التي توفر بالفعل فوائد لصحة الدماغ، وذلك بفضل محتواها الأساسي من الأحماض الدهنية أوميجا 3.

تقول البروفيسورة بوريانوفا: "يبدو أن أوميجا 3 تدعم تدفق الدم إلى الدماغ مما يدعم الذاكرة ويقلل من خطر التدهور المعرفي. إذا كنت لا تأكل السمك بانتظام، يمكنك العثور على دهون أوميجا 3 في الأفوكادو والمكسرات والبذور والزيوت النباتية مثل بذور الكتان وزيت الزيتون ، أو في شكل مكمل."

فيتامينات ب 

وفقًا للبروفيسورة بوريانوفا: "بدون فيتامينات ب العادية، يمكن أن نكون أكثر عرضة لخطر فقدان الذاكرة ومرض الزهايمر"

تشمل المصادر الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات وفول الصويا والبقول.

تضيف البروفيسورة بوريانوفا: " فيتامين ب 12 موجود فقط في مصادر حيوانية، لذلك إذا كنت نباتيًا أو نباتيًا، فقد تستفيد من مكمل فيتامين ب 12".

الموسيقى الصاخبة

ابتعد عن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، بسبب تأثيرها الضار على الدماغ.

تقول البروفيسورة بوريانوفا: "تتم معالجة حواسنا والتحكم فيها بواسطة الدماغ، بما في ذلك السمع. جميع المعلومات الصوتية تقدم إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها، لذلك إذا قمنا بإتلاف الخلايا السمعية في الأذن الداخلية بموسيقى صاخبة مستمرة ، فلن يتم إرسال أي معلومات إلى شبكة الدماغ وسنصاب بالصمم".

استخدام الهاتف صباحًا

أسوأ شيء يمكنك القيام به في الصباح لعقلك هو استخدام هاتفك أو جهاز آيباد أو كمبيوتر محمول للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني.

تقول البروفيسورة بوريانوفا: "يصبح الدماغ متفاعلًا ويتكيف مع الأحداث المجهدة والسلبية، سواء كانت ضغوطات اليوم أو الحرب في أوروبا".

دع عقلك يستيقظ بدون تقنية، تناول كوبًا من الماء، واستحم وحضّر وجبة الإفطار قبل فحص هاتفك.