توصلت دراسة إلى أن الحصول على سبع ساعات من النوم على الأقل في الليلة يساعد على الالتزام بنظام غذائي لإنقاص الوزن وممارسة الرياضة.

وسجل الباحثون في جامعة بيتسبرج الأمريكية، 125 شخصًا بالغًا في منتصف العمر، معظمهم من النساء، ممن يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في برنامج لياقة بدنية لمدة عام، وتم تكليفهم باتباع نظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية وزيادة تمارينهم اليومية. وأظهرت النتائج أن أولئك الذين ينامون بشكل أفضل كانوا أكثر عرضة لتناول كميات أقل وممارسة الرياضة أكثر.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، بالنوم لمدة سبع ساعات على الأقل. لكن التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة لاينامون هذا العدد من الساعات.

وتؤدي قلة النوم خلال ثلاث ليالٍ فقط إلى تراجع في الصحة العقلية والبدنية، مما يتسبب في انخفاض التركيز والمزاج وحتى مشاكل التنفس. وهناك أدلة على أن عدم النوم سبع ساعات يجعل الشخص أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام، وشغف الوجبات الخفيفة المليئة بالدهون والمالحة والسكرية على الأطعمة الكاملة.

اقرأ أيضا:

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

قياس الالتزام ببرنامج إنقاص الوزن

وخلال الدراسة، كان تسعة من كل عشرة مشاركين من الإناث، وتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 27 و 44 - مما يضعهم ضمن فئتي زيادة الوزن والسمنة، وتم تسجيل جميع المشاركين في برنامج إنقاص الوزن، وحصلوا على بيانات عن نومهم، والتزامهم بالبرنامج، في الشهرين السادس، والثاني عشر.

وتم قياس الالتزام ببرنامج إنقاص الوزن من خلال النسبة المئوية لجلسات التدخل الجماعي التي حضروها. والنسبة المئوية للأيام التي تناول فيها كل مشارك ما بين 85-115 بالمائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها؛ والتغيير في المدة اليومية للنشاط البدني المعتدل أو القوي.

وتم تسجيل درجات النوم من صفر إلى ستة، بناءً على عوامل النوم: الاتساق، الرضا، اليقظة، التوقيت، الكفاءة (الوقت في السرير أثناء النوم فعلاً) والمدة. تم تسجيل كل عامل بواحد لـ "جيد" أو صفر لـ "فقير".

تم تسجيل النوم باستخدام استبيانات المرضى، ومذكرات نوم وقراءات لمدة سبعة أيام من خلال جهاز يتم ارتداؤه في المعصم يسجل النوم ونشاط اليقظة والراحة. وتم تتبع السعرات الحرارية للمشاركين عن طريق إدخال بيانات استهلاكهم في تطبيق الهاتف المحمول، فيما تم قياس النشاط البدني باستخدام مقياس التسارع الذي يتم ارتداؤه على المعصم. وتم أخذ هذه القياسات أيضًا في بداية الخطة وبعد ستة أشهر و 12 شهرًا من الخطة.

وقارن الباحثون بين الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم ولم يحصلوا عليه.

خلال فترة الدراسة، حضر 79 بالمائة من المشاركين جلسات جماعية للأشهر الستة الأولى، وخلال فترة الستة أشهر التالية انخفضت النسبة إلى 62 بالمائة. تم تحقيق أهداف السعرات الحرارية في 36 بالمائة من الأيام خلال الأشهر الستة الأولى، ولكن بعد ذلك تراجعت االنسبة إلى 21 بالمائة خلال الستة أشهر التالية.

وارتفع إجمالي وقت النشاط اليومي المعتدل إلى القوي 8.7 دقيقة خلال الأشهر الستة الأولى، لكنه انخفض بعد ذلك بمقدار 3.7 دقيقة خلال الأشهر الستة الثانية.

اظهار أخبار متعلقة

الالتزام بالنظام الغذائي وتحقيق أهداف النشاط البدني

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم كانوا أكثر ميلًا للالتزام بالخطة. وأيضًا أكثر عرضة لمواصلة حضور جلسات المجموعة، والالتزام بالنظام الغذائي وتحقيق أهداف نشاطهم البدني.


قال الدكتور كريستوفر كلاين، خبير النوم في جامعة بيتسبرج: "قد يكون التركيز على الحصول على نوم جيد - من سبع إلى تسع ساعات في الليل مع وقت استيقاظ منتظم جنبًا إلى جنب مع الاستيقاظ منتعشًا واليقظة طوال اليوم - سلوك مهم يساعد الأشخاص على الالتزام بنشاطهم البدني وأهداف تعديل النظام الغذائي".

وأضاف، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "أفادت دراسة سابقة أجريناها أن صحة النوم كانت مرتبطة بفقدان أكبر بكثير لوزن الجسم والدهون بين المشاركين في برنامج إنقاص الوزن السلوكي لمدة عام".

وتابع: "لقد افترضنا أن النوم سيكون مرتبطًا بتعديل نمط الحياة؛ ومع ذلك، لم نتوقع أن نرى ارتباطًا بين صحة النوم وجميع مقاييسنا الثلاثة لتعديل نمط الحياة. على الرغم من أننا لم نتدخل في صحة النوم في الدراسة، فإن هذه النتائج تشير إلى أن تحسين النوم قد يؤدي إلى التزام أفضل بتعديل نمط الحياة".

ومن المقرر أن تقدم الدراسة في الجلسات العلمية لعلم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب والأوعية الدموية لعام 2023 التي تعقدها جمعية القلب الأمريكية في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية.