يهرب النوم من أعيننا عندما نكون في أمس الحاجة إليه، لكن هناك طرقًا بسيطة تساعدنا على تجنب الأرق، وفقًا للعديد من الدراسات، فهناك أنواع معينة من الفاكهة على تحسين جودة ومدة النوم، لاحتوائها على تركيزات الميلاتونين التي لامثيل لها.

وحذر بحث نُشر في مجلة "ذا أمريكان هيلث أسوسيشن" الشهر الماضي من أن أنماط النوم السيء قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن تغيير نمط الحياة يمكن أن يحسن نوعية النوم بشكل كبير. إذ أن عامل الخطر الرئيسي لمشاكل النوم هو عدم انتظام الميلاتونين، وهي مادة يطلقها الجسم تنظم درجة حرارة الجسم الأساسية الليلية للحث على النوم.

وتصل مستويات الميلاتونين إلى أعلى نقطة لها في الليل، ولكن مع تقدم العمر، قد تقل مستوياتها بشكل طبيعي. ويمكن لعوامل أخرى مثل الإجهاد والنظام الغذائي أن تتداخل أيضًا مع إنتاج الهرمون وتؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.

غير أن الأمر الجيد هو أن الكرز الحامض يحتوي على تركيزات مرتفعة من الميلاتونين. وذكرت المجلة الأوروبية للتغذية في عام 2012 أنه "تم الإبلاغ عن احتواء الكرز الحامض مونتمورنسي على مستويات عالية من المواد الكيميائية النباتية بما في ذلك الميلاتونين، وهو جزيء مهم في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لدى البشر".

مستويات الميلاتونين في عصير الكرز

جاء ذلك بعد أن أظهرت دراسة عشوائية أن مستويات الميلاتونين الكلية كانت مرتفعة بشكل ملحوظ في المشاركين الذين تناولوا عصير الكرز، وفقًا لصحيفة "إكسبريس".

وكتب الباحثون: "كانت هناك زيادات كبيرة في وقت النوم، وإجمالي وقت النوم وكفاءة النوم مع مكملات عصير الكرز. تشير هذه البيانات إلى أن استهلاك مركز عصير الكرز الحامض يثبت زيادة في (...) الميلاتونين الذي يفيد في تحسين مدة وجودة النوم لدى الرجال والنساء الأصحاء وقد يكون مفيدًا في إدارة النوم المضطرب".

وظهرت نتائج مماثلة في دراسة أجريت عام 2018 بعد أن وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق وشربوا عصير الكرز الحامض لمدة أسبوعين تحسن وقت نومهم بنسبة 84 دقيقة.

وتهدف هذه الدراسات إلى تقييم آثار عصير الكرز الحامض على الأفراد الأصحاء والذين يعانون من الأرق، في حين سعت أبحاث أخرى لتوضيح دوره في نوم الرياضيين.

اقرأ أيضا:

4 علامات تنذر بالإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

ماذا أظهرت الدراسة؟

شرعت دراسة العام الماضي في التحقيق في تأثير الاستهلاك قصير المدى لعصير الكرز الحامض على مستويات الكورتيزول والميلاتونين في لاعبي هوكي الميدان الإناث.

تم تضمين 19 من لاعبي الهوكي في الدراسة التي استمرت خمسة أيام، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، إحداهما تناولت عصير الكرز الحامض، والأخرى مشروبًا وهميًا، بمعدل 5 مرات في إجمالي 48 ساعة بعد الانتهاء من التمرين.

وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين فيما يتعلق بإجمالي وقت النوم واليقظة بعد النوم.

ومع ذلك، ظلت التغييرات في مستويات الكورتيزول والميلاتونين ضئيلة، ما يظهره أن تناول الكرز الحامض على المدى القصير يمكن أن يحسن نوعية النوم دون بالضرورة تغيير مستويات الميلاتونين والكورتيزول.

ولأن الدراسة أجريت على الرياضيين، خلص الباحثون إلى أن المشروبات قد يكون لها دور في تحسين تعافي لاعبي الرياضة المحترفين.