تُعرف الفاكهة والخضروات بفوائدها للجسم، لكن كلما تم تناولها في مرحلة النضج المثالية كان ذلك أمرًا مهمًا أيضًا للصحة.

وعلى سبيل المثال، فإن الموز المبقع هو أكثر الأنواع الغنية بالسكر، والأكثر فائدة لتعزيز المناعة. في حين أن تناول البرتقال دون تركه لفترة طويلة يضمن الحصول على فيتامين سي في أعلى مستوياته.

التوت الأسود 

التوت الأسود يكون أفضل كلما ترك لينضج، ليس فقط لأن نكهته ستكون أفضل، ولكن نظرًا لأنه يحتوي على المزيد من المركبات ذات الصفات المضادة للأكسدة.

توضح تاي إيبيتوي، اختصاصية التغذية في لندن، أن هذا التأثير يرجع إلى أحد مضادات الأكسدة التي تسمى الأنثوسيانين، والتي تمنحها لونها الأرجواني الغامق.

وتوجد في أنواع التوت الأخرى الداكنة أو الحمراء أو البنفسجية، وكلما كانت الفاكهة أغمق، زادت نسبة مضادات الأكسدة التي تحتوي عليها.

قالت إيبيتوي، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "عندما تنضج، تزداد مستويات مضادات الأكسدة أربعة أضعاف، لكن الآلية الكامنة وراء حدوث ذلك ليست واضحة إلى هذا الحد".

وتساعد المستويات المتزايدة من مضادات الأكسدة الجسم في معالجة الأمراض، وفقًا لـ إيبيتوي، موضحة أن "مضادات الأكسدة تساعد على محاربة الجذور الحرة، وهي مواد ضارة في الجسم يمكن أن تسبب أمراضًا، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية على سبيل المثال".


وفي دراسة أجريت عام 2004 ونشرت في مجلة "الكيمياء الزراعية والغذائية"، اختبر علماء الأغذية في جامعة أوريجون الأمريكية، مستويات الأنثوسيانين في نوعين مختلفين من التوت الأسود أثناء نضجهما.

وارتفعت مستويات مضادات الأكسدة من 74.7 مجم / 100 جرام وقتما لم يكن اكتمل نضجها، وإلى 317 مجم عندما كانت شديدة النضج للتوت الأسود، ومن 69.9 مجم إلى 164 مجم للتوت الأسود دائم الخضرة.

غير أن هناك تحذيرًا واحدًا، وهو أن أجسامنا ليست جيدة جدًا في امتصاص هذا النوع من مضادات الأكسدة، لأن الكمية التي يمكننا امتصاصها منه صغيرة جدًا، وفقًا لأخصائي التغذية الدكتور دوان ميلور في جامعة أستون ببريطانيا.

غير أن التوت الأسود يتمتع أيضًا مجموعة من الفوائد الصحية الأخرى، كما أنها غني بفيتامين ج والبوتاسيوم.

ويؤكد الدكتور ميلور أن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الملونة المختلفة هو المفتاح للحصول على مزيج من هذه المركبات.

اقرأ أيضا:

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

البرتقال 

يملك البرتقال فوائد أكبر في مرحلة النضج، حيث ينتج المزيد من فيتامين سي. وقالت إيبيتوي: "ليس من الواضح سبب حدوث ذلك، لكن فيتامين سي يمكن أن يزداد بسبب الطقس أو نضج الفاكهة".

وتملك الحمضيات الأخرى فوائد أيضًا في فيتامين سي، ولكن ليس بقدر البرتقال، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة نيجيرية عام 2017 ونشرت في "المجلة الدولية للبيئة والزراعة والتكنولوجيا الحيوية".

ووجدت الدراسة أن محتوى فيتامين سي في البرتقال كان في أعلى تركيز له عندما أصبح "نصف ناضج" ثم انخفض قليلاً عندما أصبحت الثمرة "ناضجة". ولوحظ ذلك النمط أيضًا فيالليمون ، لكن تركيز فيتامين سي كان أقل.

ومع ذلك، يستمر الفيتامين في الزيادة في الفلفل والأناناس، وفقًا للدكتور ميلور.

يلعب فيتامين سي دورًا حيويًا في حماية الخلايا والحفاظ على صحة الجلد والعظام والمساعدة في التئام الجروح، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية ببريطانيا. ومع ذلك، فإن التغييرات في فيتامين سي طفيفة جدًا ومن غير المرجح أن تحدث فرقًا ملحوظًا في صحتك.

لكن طريقة تخزين الفاكهة وطهيها مهمة عندما يتعلق الأمر بمستويات الفيتامينات.

قال الدكتور ميلور: "` عندما تموت الفاكهة ببطء وتتحلل في في الثلاجة ، سيتم تكسير فيتامين سي. عندما تقطع حبة بطاطس، فإنها تصبح بنية اللون، ولكن كلما زاد فيتامين سي، يصبح لونها بنيًا بشكل أبطأ بعد تقطيعها. تحتوي البطاطس الحديثة على نسبة أعلى من فيتامين سي مقارنة بالبطاطس القديمة. الشيء نفسه ينطبق على التفاح. لهذا السبب يجب عليك تخزين الأشياء في الثلاجة ، حتى لا تتحلل بنفس الطريقة".

ويقول الأطباء إن البالغين يحتاجون إلى 40 ملليجرامًا من فيتامين سي يوميًا. لكن لا داعي للقلق كثيرًا بشأن محتويات فيتامين سي في الفاكهة ومدى نضجها، لأن تناول برتقالة واحدة فقط، سواء كانت ناضجة أو مفرطة النضج، توفر كمية أكبر من المطلوبة.

الموز 

لا يقتصر الأمر على النكهة والقوام الذي يتغير مع نضج الموز، بل تصبح مستوياته أكبر من السكر أيضًا.

كما هو الحال مع جميع أنواع الفاكهة، يحلل الموز النشا إلى سكريات بسيطة، مثل السكروز والجلوكوز والفركتوز، عند نضجه. يتم امتصاصه بسهولة أكبر في مجرى الدم، مما قد يتسبب في ارتفاع مستويات السكر بالدم، وفقًا لديبرا ويليامز، أخصائية التغذية.

ويجعل هذا الموز وجبة خفيفة مثالية لأولئك الذين يبحثون عن مصدر سريع للطاقة لممارسة الرياضة، كما يقترح الدكتور ميلور. في حين أن الزيادة في السكر لا تتسبب في تغيير محتوى السعرات الحرارية في الفاكهة، إلا أنها قد تشكل مشكلة لمن يعانون من مرض السكري.

قالت ويليامز: "إنه شيء يجب مراعاته إذا كنت مصابًا بمرض السكري لأنك تريد بشكل مثالي تناول الكربوهيدرات التي يتم امتصاصها ببطء. بالنسبة لمرضى السكر ، من الأفضل تناول الموز غير الناضج".

وأضافت أنه على عكس محتوى السكر، نادرًا ما تتغير مستويات المعادن في الموز أثناء عملية النضج.

على سبيل المثال، يحتوي الموز الأخضر على كمية مماثلة من البوتاسيوم مثل الموز الأصفر. لكن الموز غير الناضج يحتوي على المزيد من الألياف والنشا المقاوم - وهو كربوهيدرات يغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء.

قال الدكتور ميلور: "مع الموز الأخضر غير الناضج ، ستحصل على كربوهيدرات مختلفة شبه قابلة للهضم والتي يمكن أن تكون مفيدة لصحة الأمعاء".

ويقترح تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، لكنه يوصي بتجنب تناول الكثير من الفاكهة الاستوائية الحلوة والناضجة للغاية بسبب محتواها العالي من السكر.