ثارت مخاوف من انتشار "فيروس ماربورغ"، أحد أكثر الأمراض فتكًا في العالم، وهو فيروس شبيه بالإيبولا غير قابل للعلاج –يقتل نحو 90 بالمائة من المصابين به – بعد انتشاره مؤخرًا في إفريقيا.

وأدى الفيروس الفتاك إلى وفاة تسعة أشخاص في غينيا الاستوائية، فيما رصدت حالتان مشتبه بهما في الكاميرون المجاورة، مما أثار مخاوف من انتشار الفيروس، ودفع منظمة الصحة العالمية إلى عقد اجتماع يوم الثلاثاء لبحث وقف انتشار الفيروس، ونشر فرق في غينيا الاستوائية، تعمل بكامل قوتها من أجل "إنقاذ الأرواح ووقف الفيروس في أقرب وقت ممكن ".

لكن ما هو فيروس ماربورغ؟ كيف ينتشر؟ وهل هناك علاجات لوقف انتشار العدوى؟

ما مدى شراسة فيروس ماربورغ؟

ماربورغ هو واحد من أخطر مسببات الأمراض التي عرفها الإنسان. تقول منظمة الصحة العالمية إن نسبة الوفاة بالفيروس تصل إلى 88 في المائة.

لكن الخبراء يقدرون أنه من المحتمل أن يكون أقرب إلى علامة 50 في المائة، على غرار ابن عمه إيبولا.

ويعني هذا أن من بين كل 100 شخص تأكدت إصابتهم بالفيروس، من المتوقع أن يموت نصفهم. ومع ذلك، لا يعرف العلماء معدل وفيات العدوى، والذي يقيس كل شخص يصاب بالعدوى - وليس فقط الحالات التي تكون نتيجة اختبارها إيجابية.

هل يوجد لقاح لفيروس ماربوغ؟

لا توجد لقاحات معتمدة حاليًا لعلاج الفيروس. وعقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعًا عاجلاً في الأسبوع الماضي، بمشاركة خبراء من جميع أنحاء العالم.

قال أعضاء اتحاد لقاحات فيروس ماربورغ (MARVAC) - تحدثوا إلى منظمة الصحة العالمية - إن الأمر قد يستغرق شهورًا حتى تصبح اللقاحات والعلاجات الفعالة متاحة، حيث سيحتاج المصنعون إلى جمع المواد وإجراء التجارب.

وحدد الخبراء 28 لقاحًا تجريبيًا مرشحًا يمكن أن يكون فعالًا ضد الفيروس - تم تطوير معظمها لمكافحة الإيبولا. وتم تسليط الضوء على خمسة على وجه الخصوص على أنها لقاحات سيتم استكشافها.

ماذا عن الأدوية؟

لا توجد أيضًا علاجات معتمدة لعلاج الفيروس. تقوم منظمة الصحة العالمية حاليًا بتقييم مجموعة من العلاجات المحتملة، بما في ذلك منتجات الدم والعلاجات المناعية والعلاجات الدوائية.

كما تنصح منظمة الصحة العالمية بأن الرعاية الداعمة مثل معالجة الجفاف والأدوية لتخفيف أعراض معينة يمكن أن تحسن فرص البقاء على قيد الحياة.

ويشمل العلاج في المستشفى العمل على حفظ توازن سوائل المريض والكهارل، والحفاظ على مستويات الأكسجين وضغط الدم، واستبدال الدم المفقود وعوامل التجلط، وعلاج أي عدوى معقدة.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، لم يتم اختبار العلاجات التجريبية على البشر حتى الآن.

اظهار أخبار متعلقة

توقعات الخبراء

وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" عن الخبراء، فإنه لتحليل فعالية الفيروس بشكل صحيح، قد يتطلب ذلك انتشار العدوى، وسنوات قبل أن يصبح العلاج الفعال متاحًا.

قال البروفيسور جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة: "عادة ما تتطور حالات تفشي فيروس ماربورغ بسرعة كبيرة، وتصاب حالات قليلة فقط، وتموت العدوى بسرعة بمجرد اتخاذ تدابير المكافحة".


ويأمل مسؤولو الصحة في احتواء الفيروس - الذي ينتشر عن طريق الاتصال الجسدي المطول - والسيطرة عليه قبل أن يتسبب في تفشي أكبر.

قال الدكتور مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون: "لا يوجد جدول زمني فوري للوقت الذي قد نرى فيه لقاح ماربورغ. هناك العديد من المرشحين الواعدين، لكن أفضل تخمين هو أننا ربما تمر بضع سنوات على رؤية المنتج النهائي متاحًا على نطاق واسع في البيئات عالية المخاطر".

كيف يتم احتواء تفشي الفيروس؟

وضع المئات من المشتبه في إصابتهم بالفيروس في الحجر الصحي في غينيا الاستوائية. ونشرت وكالات الإغاثة الدولية فرقًا على الأرض في إقليم "كي نتيم"، حيث تم رصد جميع الحالات الـ 16 حتى الآن.

ونشرت منظمة الصحة العالمية "خبراء الطوارئ الصحية" في علم الأوبئة، وإدارة الحالات، والوقاية من العدوى، والمختبرات، والتواصل بشأن المخاطر لدعم جهود الاستجابة.

كما أنها تساعد في شحن خيام مختبرية لاختبار العينات، بالإضافة إلى مجموعة واحدة من معدات الحمى النزفية الفيروسية.

وفرضت الدولتان المجاورتان، الكاميرون والجابون، قيودًا على الحركة على طول حدودهما بسبب مخاوف من العدوى.

إلى أي مدى انتشر الفيروس؟ 

في الكاميرون، ظهرت علامات المرض على صبي وفتاة يبلغان من العمر 16 عامًا من بلدة أولامزي، على بعد حوالي ميلين من الحدود. لم يسافر أي منهما مؤخرًا إلى غينيا الاستوائية.

ما مدى انتشار العدوى في السابق؟ 

قبل الانتشار الحالي للفيروس، تم تسجيل 30 حالة فقط على مستوى العالم من عام 2007 إلى عام 2022.

واجهت أنجولا ، الواقعة في وسط إفريقيا، أكبر انتشار معروف في عام 2004. وبلغ معدل الوفيات 90 في المائة، مع 227 حالة وفاة من بين 252 مصابًا، وفقًا للحكومة الأنجولية.

في سبتمبر الماضي، أعلنت غانا نهاية تفشي فيروس ماربورغ الذي أثر على أشانتي وسافانا والمناطق الغربية في البلاد.

ما هي الأعراض؟

تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتشمل:
-الصداع الشديد
-الحمى
-الإسهال
-آلام المعدة
-القيء.

في المراحل المبكرة من المرض من الصعب تمميزه عن أمراض أخرى، مثل الإيبولا والملاريا. عادة ما يكون مصحوبًا بنزيف من فتحات متعددة - بما في ذلك الأنف واللثة والعينين والمهبل.

مثل الإيبولا، يمكن للجثث أن تنقل الفيروس إلى الأشخاص المعرضين لسوائلها.

كيف ينتشر الفيروس؟

تبدأ العدوى البشرية عادةً في المناطق التي يتعرض فيها البشر لفترات طويلة للمناجم أو الكهوف التي تسكنها مستعمرات خفافيش الفاكهة المصابة.

تحمل خفافيش الفاكهة الفيروس بشكل طبيعي. ويمكن أن ينتشر بعد ذلك بين البشر، من خلال الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين، والأسطح والمواد. وكذلك من خلال الملابس والفراش الملوثة خطر، ومراسم الدفن التي تنطوي على اتصال مباشر مع المتوفى.

في غينيا الاستوائية، تم العثور على الفيروس في عينات مأخوذة من مرضى متوفين يعانون من أعراض تشمل الحمى والتعب والقيء الملطخ بالدم والإسهال.

هل ماربورغ معد مثل كوفيد؟

انتشر فيروس كوفيد – 19 بسرعة كبيرة بسبب طرقة انتشاره - من خلال جزيئات الجهاز التنفسي المعدية عند استنشاقها أو ملامستها للعينين أو الأنف أو الفم.

وعلى الرغم من أن ماربورغ معد، إلا أنه ليست هناك بؤر للتفشي. ونظرًا لأن انتشاره المرض متقطع جدًا، لم يتمكن العلماء من تحديد معدل R الخاص به - والذي يستخدمه علماء الأوبئة لقياس قدرة المرض على الانتشار.


وتشير الدراسات إلى أن معدل الإصابة بفيروس إيبولا، عندما اجتاح غرب إفريقيا بين عامي 2014 و 2016، كان حوالي 1.5. بينما كان انتشار كوفيد أعلى من الحصبة (حوالي 15).

لماذا يطلق عليه ماربورغ؟ 

تم التعرف على ماربورغ لأول مرة في عام 1967، عندما انتشرت الحمى النزفية في وقت واحد في مختبرات في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا وفي بلجراد بيوغوسلافيا (صربيا الآن).

تم إرجاع الإصابات إلى ثلاثة مختبرات استقبلت شحنة مشتركة من القرود الأفريقية الخضراء المصابة. وكانت هناك ثماني حالات إصابة لاحقة شملت عدوى متعددة، بما في ذلك انتشاره الحالي في غينيا الاستوائية والكاميرون. وعادة ما يرتبط الفيروس بتفشي المرض في أنجولا والكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب إفريقيا وأوغندا.