تشكل دهون الجسم مخاطر على الصحة، وأخطرها الدهون في منطقة الخصر، أو ما تعرف بـ "الدهون الحشوية"، وهي نوع من الدهون تتواجد في عمق تجويف البطن وتغلف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس، والتي يمكن أن تسبب مضاعفات فريدة.

إذ أنه مع مرور الوقت، تضعف الدهون الحشوية وظيفة الهرمونات مثل الأنسولين، وتهيئ الجسم لمرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى، فهي لا تتداخل مع إنتاج الهرمونات فحسب، بل تفرز أيضًا مواد كيميائية منخفضة الالتهاب في الدم تزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية.

وأظهرت دراسات أن أنواعًا معينة من المشروبات تساهم في تكوين دهون البطن، ومنها المشروبات المحلاة بالسكر - مثل الصودا والمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة وعصير الليمون – والتي يمكن أن يؤدي شربها يوميًا إلى زيادة الدهون الحشوية.

وحذرت دراسة أُجريت على 1،003 أشخاص، ونشرت في مجلة "الدورة الدموية" في عام 2016، من تأثيرات المشروبات المحلاة بالسكر على الجسم.

ونظر الباحثون في كل من المشروبات المحلاة بالسكر وتناول صودا الدايت، لكنهم لم يجدوا أي ارتباط بين الأخيرة والدهون الحشوية، وفقًا لصحيفة "إكسبريس".

وخضع جميع المتطوعين للتصوير باستخدام الأشعة المقطعية في بداية الدراسة وفي نهايتها، لمساعدة الباحثين على قياس تغيرات الدهون في الجسم.

4 فئات

تم تقسيم العينة إلى أربع فئات:

-لا يشربون
-يشربون من حين لآخر (شرب المشروبات المحلاة بالسكر مرة واحدة في الشهر أو أقل من مرة في الأسبوع)
-يشربون بشكل متكرر (مرة في الأسبوع أو أقل من مرة في اليوم)
-يشربون مشروبًا واحدًا على الأقل من المشروبات المحلاة بالسكر يوميًا.

حجم الدهون الحشوية

خلال فترة متابعة مدتها ست سنوات، لاحظ العلماء أن حجم الدهون الحشوية زاد إلى:

658 سم مكعب لغير الشاربين
649 سم مكعب للشاربين العرضيين
707 سم مكعب للذين يشربون بكثرة
852 سم مكعب لمن يشرب مشروبًا واحدًا يوميًا.

ويأمل الباحثون أن تكون الدراسة بمثابة تذكير بأهمية اتباع الإرشادات عند شرب المشروبات المحلاة. وقالوا: "رسالتنا إلى المستهلكين هي اتباع الإرشادات الغذائية الحالية وأن يكونوا على دراية بكمية المشروبات المحلاة بالسكر التي يشربونها".

اظهار أخبار متعلقة

الفركتوز والسكروز

ويبدو أن الإشكالية في المكونين الأساسيين للمشروبات المحلاة بالسكر وهما الفركتوز والسكروز، وفقًا لأبحاث سابقة.

وتوجد هذه عادة في الكافيين، والصودا منزوعة الكافيين، والكربونات والمشروبات غير الغازية مع السكر المضاف، والعصائر، وعصير الليمون.

وعلى الرغم من أن عصير الفاكهة بنسبة 100 في المائة كثيف العناصر الغذائية، إلا أن بعض العصائر يمكن أن تسبب زيادة الوزن.

وسلطت المجلة الأمريكية للتغذية السريرية الضوء على ذلك في عام 2012، قائلة: "لقد ثبت أن الاستهلاك العالي لعصير الفاكهة وغيره من مصادر الفركتوز يعزز زيادة الوزن وتحديدًا السمنة الدهنية الحشوية في مرحلة البلوغ".

وأضافت: "عصير الفاكهة والمصادر الإضافية للفركتوز في الأطعمة والمشروبات معروفة جيدًا أنها تساهم في زيادة الوزن وزيادة السمنة في منطقة البطن لدى البالغين".

وهناك أنواع مختلفة من عصائر الفاكهة تحتوي على كميات مختلفة من السكر والألياف والمغذيات الدقيقة الأخرى.

مع ذلك، يمكن أن يوفر شرب كميات صغيرة من عصير الفاكهة بنسبة 100 في المائة بعض الحماية ضد الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب، على خلاف عصائر الفاكهة المحلاة بالسكر.