يعاني بعض الناس من صعوبة في النوم، فيما قد يلجأ هؤلاء إلى تمارين التنفس، وإضاءة الشموع المعطرة لمساعدتهم على النوم، بينما هناك من يستمع إلى التلفزيون الساكن لمساعدتهم على الاسترخاء. بينما قد تلجأ بعض الأمهات إلى حيل غريبة، من استخدام الضوضاء البيضاء للمكنسة الكهربائية، أو مجفف الشعر لجعل طفلهم ينام.

لكن ما يعرف بـ "الضوضاء البنية" أصبح مثار حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يقول كثيرون إنها تساعدهم على الاسترخاء أو التركيز على مهام بعينها. ويقال إنها بالأخص تساعد من يعانون من فرط الحركة وقلة الانتباه.

 وعلى الرغم من أنها قد تبدو متشابهة، إلا أنها تعد أكثر نعومة من الناحية الفنية، حيث يشبهها المتحمسون بصوت الماء المتسارع، أو التذمر العميق ولكن اللطيف لمحرك نفاث.

وقد تم توصيل هذه الأصوات بتطبيقات الهاتف والأجهزة التي تم تسويقها على أنها تتمتع بقدرات تحفز على النوم، والتي ثبت أنها تعمل عن طريق تهدئة معدل ضربات القلب.

الضوضاء البنية 

قال البروفيسور دان بيرلاو، عالم الأعصاب من كلية الصيدلة بجامعة ريجيس الأمريكية: "الضوضاء البنية تفعل شيئًا يسمى إخفاء الصوت، لأنك تسمع صوتًا بتردد كامل، فإنها تخلق غطاء ضوضاء فوق جميع الأصوات الأخرى".

وأضاف: "إنه فقط يقلل من عوامل الإلهاء في بيئتك. "في الليل، [يعني] إذا كنت تحاول النوم، فلن تشتت انتباهك صرير وأصوات الرياح في المنزل.. إنها تخلق فقط غطاء سمعي ينتج عنه كل ترددات الضوضاء، حتى لاتشتت انتباهك".

وتابع البروفيسور بيرلاو: "بصفتي أبًا لطفلين يبلغان من العمر أربعة وست سنوات، يمكنني أن أخبرك أن طفلي كانا ينامان بضوضاء بنية أو وردية طوال حياتهما. إنه لأمر رائع".

وعلى الرغم من أن الضوضاء البنية قد لا تكون فعالة مع الجميع، إلا أن البروفيسور بيرلاو يوصي اليائسين على الأقل بالمحاولة. فهو يعتقد أن الاستماع إلى الأصوات أكثر أمانًا من تناول الكثير من الأدوية، والتي كانت في السابق السلاح الرئيسي في ترسانة طبيب النوم.

قال البروفيسور بيرلاو: "هناك الكثير من الأدوية للنوم، وكثير منها له آثار جانبية قوية جدًا. لذا، إذا كانت هناك علاجات غير دوائية يمكن أن تساعد في النوم، فسيكون ذلك رائعًا. إن الجوانب السفلية للضوضاء البني ضئيلة للغاية ، إلا إذا كنت تستمع إليها بصوت عالٍ لدرجة أنها ستؤذي أذنيك. أوصي أي شخص بمحاولة استخدام الضوضاء البنية للنوم إذا كان يكافح".

اقرأ أيضا:

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

الضوضاء البيضاء والبنية والوردية بديلاً للأدوية

ويدعم تقرير علمي، نُشر في مجلة "سنسورس" في عام 2022، نظريته القائلة بأن التأثيرات المحفزة على النوم للاستماع إلى الضوضاء البنية ناتجة عن إخفاء الصوت.

وبدلاً من وصف الأدوية لعلاج الأرق، اقترحت الدراسة الكورية إمكانية التوصية بالضوضاء البيضاء أو البنية أو الوردية يومًا ما بدلاً من ذلك.

ساعد الاستماع إلى الضوضاء الملونة المشاركين على النوم قبل 10 دقائق تقريبًا من المعتاد، وفقًا لتحليل يوميات النوم.

قالت الدكتورة جيما بايش، خبيرة النوم بجامعة نيوكاسل في أستراليا، إن موجات المحيط أثناء عاصفة أو نهر سريع التدفق يمكن تصنيفها على أنها ضوضاء بنية اللون.

وأوضحت الدكتورة بايش، أن الصوت أعمق وأقل قسوة وأكثر هدوءًا للنوم من الضوضاء البيضاء أو الوردية.

والضوضاء الوردية، مثل الضوضاء البنية والبيضاء، هي صبغة صوتية ويمكن مقارنتها بصوت حفيف الأوراق.

قالت الدكتورة بايش لصحيفة "ديلي ميل"، إن هناك أسبابًا أخرى تجعل الضوضاء البنية تساعد الناس على النوم، وليس فقط من خلال تأثيرها القوي في الإخفاء.

أضافت: "قد تكون هناك" استجابة مشروطة "- إذا كان شخص ما ينام بانتظام وهو يستمع إلى هذه الضوضاء في الماضي، يبدأ الدماغ في ربط هذه الضوضاء بالنوم بحيث عندما يتم لعبها، سينام الدماغ".

"قد يجد بعض الناس أن هذه الأصوات تبعث على الاسترخاء، مما قد يساعد في وضع الدماغ في حالة استعداد للنوم. على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما ارتباطات إيجابية بالمطر على السطح، فقد يجد أنه من المهدئ الاستماع إلى أصوات مماثلة للنوم"، وفق قولها.

حل سريع لاضطرابات النوم

أوضحت الدكتورة بايتش أن الضوضاء البنية ليست سوى حل سريع ولا تحل الطريق المسببة لاضطراب النوم. وأشارت إلى أنه إذا كان التوتر والقلق يتسببان في اضطراب النوم بدلاً من الضوضاء الخارجية، فلن تعمل هذه الأصوات بالضرورة على إصلاح مشاكل النوم على المدى الطويل.

البروفيسور جوران سودرلوند، من جامعة غرب النرويج للعلوم التطبيقية، يبحث في الضوضاء البيضاء وكيف يمكن أن تساعد في الذاكرة والانتباه على وجه التحديد عند الأطفال.

وفقًا لنظريته الخاصة، فقد استخدم الضوضاء البيضاء للأجهزة المنزلية في منزله للمساعدة في جعل أطفاله ينامون.

وقال: من له أطفال صغار يستخدم الضوضاء البيضاء. يستخدم بعض الناس ضوضاء المكنسة الكهربائية لتهدئة أطفالهم وجعلهم ينامون. لقد فعلت ذلك مع طفلي".