غالبًا ما يُطلق على القناة الهضمية اسم الدماغ الثاني بسبب قدرتها الفطرية على التأثير في كل شيء، بدءًا من صحة القلب وحتى الحفاظ على الوزن، نظرًا لأنه يوجد داخل الأمعاء ملايين البكتيريا شديدة الحساسية للعوامل البيئية مثل الإجهاد، وقلة النوم، والنظام الغذائي. ويمكن لأي اختلال في الميكروبيوم أن يكون له عواقب طويلة الأمد في شكل أمراض المناعة الذاتية.

ويمكن أن تعكس الحالة الصحية السيئة للأمعاء وجود مشاكل في الجهاز الهضمي أو أعراض أخرى غير محددة مثل التعب وضبابية الدماغ، أو تتعلق بالهرمونات والتهابات ضارة بالجلد.

الجهاز الهضمي مبطّن بتريليونات البكتيريا

وقال ساس بارساد، مؤسس شركة "جوت كومباني" للصحة العامة في لندن: "الجهاز الهضمي مبطّن بتريليونات البكتيريا التي تخمر الطعام الذي نستهلكه، وتنتج البروتينات والجزيئات التي تتحكم في العديد من العمليات في الجسم، بما في ذلك وظائف الجلد".

وأضاف، وفقًا لصحيفة "إكسبريس": "تشمل هذه الوظائف دوران الجلد، وما يتم إزالته من السموم من خلال الجلد، وسطاء الجلد الالتهابي وغير ذلك". وإذا كان ميكروبيوم الأمعاء في حالة سيئة، فيمكن أن يؤثر على هذه العمليات ويظهر على الوجه، وفقًا لقوله.

وتنشأ العديد من هذه المشكلات نتيجة الأضرار الجانبية للحاجز الواقي المضاد للميكروبات في الجلد. وعلق الدكتور تشون تانج، من مركز "بال مول"، قائلاً: "البقع وجفاف الجلد والصدفية والالتهابات والأمراض الجلدية الأخرى يمكن أن تكون نتيجة لسوء صحة الأمعاء".

وتابع: "البكتيريا الموجودة في أمعائك لها تأثير كبير على صحتك العامة، وخاصة الجلد. يمكن أن تؤدي صحة الأمعاء السيئة إلى "متلازمة الأمعاء المتسربة" - وهي حالة يخرج فيها الطعام المهضوم جزئيًا من الأمعاء إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى التهاب يظهر على الجلد".

لذا نصح من يعاني من من مشاكل في الأمعاء، أو أي حالة جلدية متطورة باستشارة الطبيب.

اقرأ أيضا:

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

ما هي المخاطر المترتبة على صحة الأمعاء السيئة؟

في عام 2017، أظهرت مراجعة نُشرت في مجلة "بي إم سي اميونولوجي"، آثار دسباقتريوز الأمعاء وارتباطها بأمراض المناعة الذاتية.

إذ تم الربط بين الحالة الميكروبية التي تتسم بعدم التوازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة في القناة الهضمية، والعديد من أمراض المناعة الذاتية. ويرتبط ذلك بانخفاض التنوع البكتيري، وضعف وظيفة الحاجز المعوي وزيادة الالتهاب.

وتم تحديد هذا كعامل محفز محتمل للمناعة الذاتية وتطور التهاب المفاصل الروماتويدي. وقد ينشأ أيضًا مرض كرون والذئبة والتصلب المتعدد من مهاجمة الجسم لنفسه عن طريق الخطأ نتيجة لسوء صحة الأمعاء.

ويمكن أن يساعد الحفاظ على ميكروبيوم متوازن يحتوي على بكتيريا متنوعة في منع هذه المضاعفات. وقد يؤدي تقليل كمية الأطعمة المصنعة عالية السكر والدهون إلى تحسين صحة الأمعاء.