من المعروف أن شرب الماء له فوائد صحية كثيرة، لكن نتائج دراسة استمرت 25 عامًا تشير إلى أن شرب ما يعادل 8 أكواب من المياه يوميًا قد يكون له أكثر فائدة مما كان يعتقد سابقًا، مع إمكانية إبطاء عملية الشيخوخة.

وتوصلت الدراسة التي أجرتها المعاهد الوطنية للصحة ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية إلى أن قلة شرب الماء يمكن أن يزيد من الإصابة بالأمراض المزمنة ويؤدي إلى الوفاة المبكرة.

وتتبع الباحثون حوالي 11 ألف شخص بالغ على مدار 25 عامًا، استنادًا إلى البيانات الأولية من الزيارات الطبية لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عامًا، ثم استكمالها بزيارات المتابعة بعد 25 عامًا، بحسب وكالة "يو بي آي".

مستويات الصوديوم في الدم

وراقب الباحثون، مستويات الصوديوم في الدم، والتي تزداد عندما يشرب الشخص كمية أقل من السوائل الصحية.

ووفقًا للدراسة، فإن نطاق الصوديوم الطبيعي في الدم، يتراوح بين 135 و146 مليمول/ لتر. وتوصلت إلى أن مستوى الصوديوم في الدم البالغ 142 مليمول/ لتر أو أكثر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة بنسبة 39 في المائة.

إذ كان الأشخاص في هذا المستوى، أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة لعلامات العمر التي تشير إلى أنهم أكبر من عمرهم الزمني، وزيادة نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة أو الوفاة المبكرة. في حين أن المستويات التي تزيد عن 144 مليمول/ لتر مرتبطة باحتمال 21 في المائة للوفاة المبكرة.

في المقابل، تم ربط مستويات الصوديوم الأقل من المعدل الطبيعي بزيادة احتمالية الإصابة بالمرض والوفاة. والبقاء ضمن النطاق المناسب من 138-142 مليمول / لتر يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة.

وكتبوا في النتائج: "بما أن انخفاض ماء الجسم هو السبب الأكثر شيوعًا لزيادة تركيز الصوديوم، فإن هذه النتائج تشير إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز صوديوم الدم لديهم 142 مليمول/ لتر، فإن الحفاظ على الترطيب الأمثل باستمرار قد يبطئ عملية الشيخوخة".

اقرأ أيضا:

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

كمية الماء اللازمة

ولم تحدد الدراسة كمية الماء اللازمة بالضبط لإبطاء آثار الشيخوخة. لكن الإرشادات الصحية الأمريكية الرسمية تقول إن الرجال والنساء يجب أن يشربوا ما يصل إلى ثلاثة لترات من الماء - أي ما يعادل ثمانية أكواب - يوميًا.

وتابع الباحثون دراسة أجريت على الفئران أسفرت عن فرضية مماثلة. ولاحظوا محدودية النتائج التي توصلوا إليها، قائلين إنها بحاجة إلى تأكيد من خلال مزيد من الدراسات.

وقالوا: "بما أن نقص الترطيب هو أحد العوامل الرئيسية التي ترفع مستوى الصوديوم في الدم، فإن النتائج تتفق مع الفرضية القائلة بأن انخفاض الترطيب قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى التجارب التدخلية لإثبات هذا الارتباط".

وشددوا على أن هناك حاجة لتجارب عشوائية مضبوطة لمعرفة ما إذا كان الترطيب المثالي يمكن أن يعزز الشيخوخة الصحية، ويمنع الأمراض ويؤدي إلى حياة أطول.