يرتبط طول عمر الإنسان ارتباطًا وثيقًا بالعوامل البيئية، لكن دور الجينات مهم بنفس القدر. إذ تلعب بعض الجينات دورًا فريدًا في عملية الشيخوخة من خلال الحماية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
في تحديد هذه الجينات، قدمت الأبحاث نظرة جديدة حول آليات الشيخوخة المختلفة. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأنماط الغذائية للصيام وتقييد السعرات الحرارية قد تكون مفيدة في تنشيط هذه البروتينات.
من المعروف أن نوعًا مختلفًا من جين "فوكسو"، المعروف باسم "فوكسو3" له تأثير قوي على الشيخوخة والأنماط الظاهرية المرتبطة بالعمر.
وأظهرت الدراسات أنه يمكن أن ينظم الاستجابة للضغط، وبالتالي يؤثر على العمر الافتراضي.
اظهار أخبار متعلقة
ارتباط جين فوكس 3 بالمعمرين
في عام 2009، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة"، أن ارتباط جين فوكس 3 "كان أقوى بكثير لدى المعمرين منه في غير البالغين".
وساعدت مثل هذه الدراسات، التي أجريت إلى حد كبير على السكان المعمرين، في تحديد الطرق التي يمكن من خلالها تنشيط الجين من خلال نمط الحياة.
بشكل عام، من المفهوم أن عملية تنشيط جين طول العمر تتطلب مجموعة من التغييرات في نمط الحياة، تشمل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، ولكن قد تكون بعض الإجراءات أكثر فاعلية.
وكشفت العديد من الدراسات أن الصيام المتقطع قد يكون مفيدًا للأفراد الذين يسعون لإطالة عمرهم، على سبيل المثال. يتضمن النمط الغذائي التناوب بين فترات الأكل والصيام في جداول أوقات الوجبات المختلفة، بحسب ما أوردت صحيفة "إكسبريس".
أنماط الوفيات ونسبة انتشار الأمراض
وكشفت دراسة أممية استغرقت خمس سنوات من جمع البيانات وتحليلها بعنوان عبء الأمراض العالمي في عام 2010، أن أنماط الوفيات ونسبة انتشار الأمراض تتغير بسرعة حول العالم.
وشارك في إعداد الدراسة 486 باحثًا من 50 دولة برعاية معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن.
وقال بيتر بايوت، مدير كلية لندن للصحة والطب الاستوائي آنذاك، إن سرعة التغيير قد فاجأت الباحثين. وأضاف: "أعتقد أن التغيير يسير بسرعة أكبر بكثير مما كنا جميعًا نعتقد. لكن هناك أيضاً تنوعاً هائلاً".
وتكشف الدراسة أنه يمكن للناس أن يتوقعوا العيش لفترة أطول- وفي بعض الحالات لفترة أطول بكثير . فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع بصفة عامة في جميع أنحاء العالم بأكثر من عقد منذ عام 1970.
وأظهرت دولة جزر المالديف في المحيط الهندي تحسنًا مبهرًا، فبعدما كان متوسط عمر المرأة هناك 51 عاماً في سبعينيات القرن الماضي ارتفع متوسط عمرها بثلاثة عقود.
لكن كان هناك خيبات أمل كذلك، وأكبرها طبقًا لما ذكره كريس موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم، هو أن المكاسب الصحية لم تكن متعادلة.
وأضاف أن هذه التحولات السريعة في الصحة لا تترجم على ما يبدو إلى تغير في الأسباب الرئيسة لعبء المرض في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. فلدينا تقدم كمي كبير هناك حيث انخفضت معدلات وفيات الأطفال بدرجة كبيرة . وهناك تقدم - خاصة منذ عام 2004- في خفض الوفيات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية وآخر في الحد من الملاريا نتيجة لانتشار الناموسيات والعلاج بخليط الأرتيميسينين. لكن بالرغم من ذلك، مازال 65 إلى 70 في المائة من عبء اعتلال الصحة مرتبطًا بالهدف الرابع والخامس والسادس من الأهداف الإنمائية للألفية".