قلبي معك.
أقدر مشاعرك وخبرتك المؤلمة.
لم تذكري مرحلتك العمرية، ودراستك السابقة وعملك إن كنت تعملين أو لا، وطبيعة علاقتك بالأبناء، وعددهم، والتواصل معهم، فصحيح أنهم مستقلون عنك ماديًا وهذه سنة الحياة، ولكن الاتصال والتواصل يبقى، ولابد أن يكون موجودًا بشكل أو بآخر مناسب لكم جميعًا، حتى تستمتعي بأمومتك مع الأبناء والأحفاد.
أما ما تعانين منه من وحدة في هذه المرحلة العمرية، وهو ما يسمى في الطب النفسي بـ "متلازمة العش الفارغ، فليست هي المشكلة، وإنما الاستسلام لها، مما يجلب الأضرار الجسيمة، فالوحدة والإنعزال لفترات طويلة بالفعل له آثار سلبية غير جيدة، منها، أنه قد يضعف من قدرة الجهاز المناعي على محاربة المرض، حيث يتسبب ذلك في إفراز بعض الهرمونات نتيجة للضغوط النفسية والعصبية، ممايؤثر على جهاز المناعة، كما أن الوحدة قد تؤثر غالبًا على اختيارات الطعام الذي نتناوله وكيفية تحضيره من دون عناية واهتمام كافيين.
والآن، عندما تتملئين بفكرة ايجابية عن الوحدة، سيمكنك فعل الكثير، فأفكارك عن الوحدة هي ما سيدفعك لسلوكيات ايجابية على طريق الاستمتاع، نعم، يمكنك الاستمتاع بوحدتك، لا تفكري أبدًا أنك وحيدة ولا يوجد من يساندك، أو أن فلانة صديقتك تجلس الآن مع زوجها، وفلانة مع أحفادها، وفلانة التي هي أختك مثلًا مع أولادها، وهكذا وهكذا فالمقارنات هي الثقب الأسود الذى سيجعلك تجترين الآلام حتى تغرقين فيها بلا قاع.
لم لا توظفين تواصلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي في اثراء حياتك، فهناك العديد من الصفحات التي يتوافر بها دعوات لحضور فعاليات وأنشطة ثقافية واجتماعية وغيرها، ففتشي عن هواياتك، عما تحبينه، عما كنت تمارسينه وتوقفت لسبب أولآخر أثناء زواجك ورعايتك لزوجك وأبنائك، وتفاعلي، يمكن عبر هذه الوسائل التركيز على كيفية الاستفادة القصوى بما يناسبك، ماذا عن الخروج للتريض يا عزيزتي، أنت "حرة " فاستمتعي بحريتك في الحلال الطيب النافع، إن الوقت ليس متأخرًا أبدا لتبدأي الاهتمام بنفسك، صحتك، جمالك، نعم، أنت مقبلة على دور مهم وممتع، لم لا تكونين تلك الجدة الجميلة المشرقة المبهجة؟!
تذكري أن الوحدة الحقيقية أن يكون حولك ناس لا يشعرون بك ولا يهتمون ولا يشاركونك شئ، لا يعرفون عنك شئ ولا تعرفين، وربما ترين أنت نفسك هكذا في الأسركثيرة العدد والتي يجلس كل واحد منهم جوار الآخر ممسكًا هاتفه النقال متواصلًا مع العالم كله بينما أخوه، زوجته، زوجها، ابنه، ابنته، لا يعرف أحد عن أحد ولا يتواصل أحد مع أحد، وكم من متزوجة تعيش الوحدة ومعها زوج فالهوة النفسية بينهما عميقة، مجرد أجساد متراصة، سراب عزوة وونس يحسبه الظمآن ماء.
إننا يا عزيزتي عندما نصنع محيطًا يدعمنا ويحتوينا لا نكون في وحدة، وليس كل تجمع ضامن للونس واختفاء الوحدة، فهوني عليك.
وأخيرا، عزيزتي أليست نفسك عزيزة عليك أن تستمتعي بمنحها الوقت، إن المعني الإيجابي للوحدة هو هكذا، عناية بالنفس بلا مزاحمة من أحد أو شئ، ثم حريةغالية، فأنت حرة في وقتك، في ما تشاهدينه، تسمعينه، خروجاتك، ما تدرسينه، ماتقرأينه، ما تفكرين فيه، بدون أي وصاية ولا قهر ولا تحكم ولا ضغوط، فقط أبدأي فورًا في التفكير في الوحدة بإيجابية، لتتفتح لك آفاقًا رحبة من العلاقات الآمنة، والأنشطة النافعة والمسلية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟