6 أشياء في الركعة الأولى تزكي بها صلاتك عند الله فاحرص عليها
بقلم |
أنس محمد |
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 05:39 ص
روي عن السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها لما انتقل الإمام الشافعي قالت وهي تمدحه غاية المدح: "رحم الله الشافعي كان يُحسن الوضوء" .
فإذا أحسن الوضوء فقد صحح البدايات .. ومن صحح البدايات أَنْجَحَ الله له النهايات. فأشارت بالبداية إلى النهاية.
كذلك بداية الصلاة خلال أداء الركعة الأولى، إذا صحت بدايات الصلاة في هذه الركعة الافتتاحية، صحت نهايات الصلاة، فكما تصحح البدايات في الشروع للصلاة بالطهارة كما يبنغي أن تكون، عليك أيضا أن تصحح البدايات في الصلاة خلال الركعة الأولى لتصح باقي الركعات، وتكون البدايات الصحيحة هي بمثابة تزكية لك عند الله سبحانه وتعالى لقبول باقي ركعات صلاتك.
فإذا انطلق المسلم في صلاته كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، خلال الركعة الأولى، سيفعل المصلي في الركعة الثانية كما في الأولى لحديث أبي هريرة في قصة المسيء في صلاته، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم افعل ذلك في صلاتك كلها"، متفق عليه.
6 أشياء تصحح بها بداية الصلاة
وهناك ستة أشياء تصحح بها بداية الصلاة وتنطلق هذه الأشياء الستة من الركعة الأولى وهي:
1- تكبيرة الإحرام في خشوع: وهذا بإجماع العلماء ولأن تكبيرة الإحرام إنما وضعت للدخول في الصلاة وهو منتف هنا.
ويجب على المصلي أن يكون في قمة الخشوع وهو يبدأ بتكبيرة الإحرام، فما أعظم اسم الذي نكبر به سبحانه وتعالى، فقد كان التابعي حاتم الأصم وقد كان من أخشع عباد الله في صلاته، وحينما سألوه : " كيف تصنع إذا صليت؟" يقول: " إذا سمعت نداء ربي توضأت، ثم أقبلت على مسجدي -يعني: يصلي في المسجد- ثم وقفت بين يدي الله، فأتصور أن الصراط تحت قدمي، وأن الجنة عن يميني، وأن النار عن يساري، وأن الكعبة أمامي، وأن ملك الموت سيقبض روحي بعد أداء الصلاة".
فربما لا تصلي إلا هذه الصلاة، ومن الذي عنده يقين أنه يعيش إلى الفجر؟ ربما لا تصلي إلا هذه الصلاة وتكون آخر شيء من حياتك، فصلِّ صلاة مودع، وإذا صليت بخشوع ومت، ختم الله لك بالمضبوط، لماذا؟ لأن الله يعطيك يوم القيامة على أحسن عمل لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا [النور:38] يعني: يأتي بصلاته كلها، وإذا مت على آخر صلاة مضبوطة يضرب الله صلواتك في أحسن شيء صليت، فصل صلاة مودع.
قال حاتم الأصم: فأتصور أن ملك الموت خلف ظهري يقبض روحي فلعلي لا أصلي بعدها صلاة، ثم أكبر بتحقيق، وأقرأ بترتيل، وأركع في خضوع، وأسجد في خشوع، وأتشهد في يقين، وأسلم في رجاء، ولا أدري أقبلت صلاتي بعد هذا أم ردت عليَّ؟!".
هذا موقفه وهذا عمله مع صلاته ولا يدري أقبلت صلاته أم ردت عليه!.
2- ضرورة استشعار عظمة الله في الصلاة
3- دعاء الاستفتاح: لأنه دعاء تفتح به الصلاة بعد تكبيرة الإحرام وهذا قد استفتح صلاته من قبل ولحديث أبي هريرة مرفوعاً: وإذا نهض إلى الركعة الثانية استفتح بالحمد لله ولم يسكت " رواه مسلم.
4- تجديد النية: أي أن المصلي إذا أراد أن يدخل في صلاته فإنه لابد له أن ينوي للصلاة نية وهذه النية تكون قبيل الشروع في الصلاة فإذا قام للركعة الثانية فإنه لا يجدد نيته لأنه إن فعل ذلك بطلت نيته الأولى، ولم تنعقد الثانية لعدم تكبيرة الإحرام فتبطل صلاته.
5- الاستعاذة:
قول المذهب: أن الاستعاذة لا تشرع في الركعة الثانية وإنما هي في الركعة الأولى فقط.
واستدلوا بحديث أبي هريرة السابق عند مسلم " وإذا نهض إلى الركعة الثانية استفتح بالحمد لله ولم يسكت ".
وقالوا أيضاً لأن الصلاة عبادة واحدة فقراءتها قراءة واحدة.
والقول الثاني: أن الاستعاذة تشرع في كل ركعة ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية.
وقالوا أيضاً لأنه حال بين القراءة الأولى والثانية أذكار وأفعال.
6- تطويل القراءة في الأولى أكثر من الثانية:
وظاهر كلام صاحب زاد المستقنع أن الركعة الثانية كالركعة الأولى في القراءة.
والقول الراجح والله أعلم: أن القراءة في الركعة الثانية دون القراءة في الأولى.
ويدل على ذلك: حديث أبي قتادة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورة، يطوِّل في الأولى ويقصر في الثانية".