أخبار

أمر هام كلما فعلته تكون حبيب الله وأقرب إلى رسول الله.. مقطع لا يفوتك

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر

لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)

10خطوات تعين المؤمن علي الابتعاد عن المعاصي .. اتبع هذه النصائح

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

إذا كنت خجولًا.. تقول نعم بدلًا من لا.. فتدرب على "الحزم" في 8 خطوات

أول من يكسى في النار.. هذه حلته

"واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله".. هل نتقي اليوم.. أو نتقي ما ينشأ في اليوم؟ (الشعراوي يجيب)

شارد وتايه دائما؟.. عليك بهذه الآيات من القرآن

لا تفرط في هذه النعم حتى لا يسألك الله عنها يوم القيامة!

بقلم | أنس محمد | الخميس 01 فبراير 2024 - 06:01 ص



 يفرط بعض الناس في النعم، فيأكل وكأنه وحش من وحوش البراري، لايعرف للنعمة قيمة، ولا يعرف للفقراء نصيبًا، كما ينفق ماله في صور تعد من صور السفه، حين ترى بعض الناس يصعدون على خشبة مسرح بعض الأفراح أو الكافيهات والكازينوهات فيلقي بعشرات الألاف من الجنيهات على الأرض، كنوع من أنواع الكبرياء.


ويتناسى هؤلاء أن هناك مليارات الفقراء من البشر يبحثون عن جنيها واحدا لكي يسد به رمق أبنائه، أو يشتري به دواءا لنفسه.



فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه نزلوا أضيافاً على رجل من الأنصار، وكانوا قد أخرجهم الجوعُ من بيوتهم، فجاءهم الأنصاريُّ بماء عذب وعِذْقٍ فيه بُسرٌ وتمر ورُطَب ثم ذبح شاة، فلما أكلوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لتُسألُنَّ عن هذا النعيم يومَ القيامة، أخرجَكُم من بُيوتكم الجوعُ، ثم لم تَرجعوا حتى أصابكُم هذا النعيم).



وعند الترمذي: (هذا - والذي نفسي بيده - من النعيم الذي تُسألونَ عنه يومَ القيامة، ظلٌّ بارد، ورُطَبٌ طيِّب، وماءٌ بارد).






لذلك كان جابر بن عبدالله رضي الله عنهما إذا سُئل عن هذه الآية قال: النعيمُ مَلاذُّ المأكول والمشروب.



والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول َما يُحاسَب به العبدُ يوم القيامة أن يقالَ له: ألم أُصحَّ لك جسمَك وأُرَوِّك من الماء البارد).



قال القاضي عياض: المراد السؤال عن القيام بحقِّ شُكره سبحانه وتعالى على نِعمه.



فإذا كان السؤال يوم القيامة عن نعيم غِذاء البدن، من شَربة الماء البارد فما فوقها، فكيف بالنعيم الذي ساقه الله إلى عباده ليكون غذاءً لأرواحهم، وقُوتاً لقلوبهم؛ وَحْياً أوحاهُ الله من فوق سبع سماوات إلى رسوله علماً نافعاً، وكتاباً محكماً، وديناً قيّماً؟!



وكيف بالأموال التي يهدرها الناس افتراءا على النعمة، وكفرا بها، ولا يعدون لها حسابا.



وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم، أن نقتصد في الطعام، شكرا لله على نعمته، وأن نتجنب الإسراف، قال بعض العلماء: جمع الله الطب كله في نصف آية: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".



 وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما شئت والبس ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة.



وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع ما بقي في الإناء من طعام، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الثفل. أي ما بقي من الطعام، وكان يقول: "إنك لا تدري في أي طعامك تكون البركة".

اقرأ أيضا:

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله


الإسراف والتبذير


وديننا الإسلامي الحنيف ينهانا عن الإسراف والتبذير وهدر النعم، لأنها ذنوب ومعصية وآثام، وأن نشرب ونأكل ونلبس في غير سرف ولا تباهي ولا ترف ولا مباهاة ولا هياط ولا مخيلة، إننا نرفل بنعم عظيمة كثيرة ومتنوعة ولا يعرف قدرها إلا إذا سألنا من لا يجد عشر مالدينا من خير وفير ومديد، {ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} جديرة هذه الآية الكريمة بالتأمل والتدبر فقد حملت من المعاني والدلائل ما يدعو لمراجعة النفس وتأمل الواقع والنظر إلى مستقبلنا مع هذا الهدر المخيف الحاصل.



فقد تكفي قيمة الطعام المهدر وبقايا الوجبات التي تلقى في القمامة، لإطعام مئات الناس الفقراء والمحتاجين، كما إن التمادي في مظاهر التباهي في المناسبات على حساب القيم السامية لبمادئ المحافظة على النعم يؤدي إلى نقمة لا يحمد عقباها.



وانظر إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- حين مر بسعد بن أبي وقاص عندما كان يتوضأ قال له ما هذا الإسراف يا سعد؟ فقال له أو في الماء سرف يا رسول الله؟ فقال له- صلى الله عليه وسلم- نعم وإن كنت على نهر جار.



نعمة القرآن




قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].



قال السعدي رحمه الله في بيان معنى الروح في الآية السابقة: (هو هذا القرآنُ الكريم سماه الله روحاً؛ لأن الروح يحيا بها الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين؛ لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير، وهو محض منةٍ من الله على رسوله وعباده المؤمنين من غير سببٍ منهم).





فنعمةُ الوحي - كتاباً وسنةً - من أجَلِّ النِّعم التي ينبغي على المسلم أن يجتهدَ في شكرها، قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]، وقال: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الملك: 22]، وقال: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3].



وكان من عظيم فضل الله على عباده أن جعلَ كتابه محكماً مفصلاً، عزيزاً مجيداً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مبَيَّناً لا غموض فيه ولا لبس، ولا اختلاف ولا تعارض، شفاءً للقلوب والأبدان، وهدىً ورحمة للإنس والجان، تكفَّل الرب بحفظه فقال: ﴿ نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، فلا تطالهُ يد التحريف، ولا يطرأُ عليه التغيير والتبديل إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومن عليها.



ومن المؤسف أن نقابل نعمةَ كمال الدِّين بالابتداع والاختراع، و نعمةَ يسر الإسلام وسماحته بالتنطُّع والغلوِّ في الدين بغير حق، حتى كان ثمرةُ غلُوِّهم طرقاً جائرةً في التعبُّد والتقربِ إلى الله تعالى، تبرَّأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من أصحابها إذ قال: (من رغبَ عن سنَّتي فليس منِّي).





الكلمات المفتاحية

الإسراف والتبذير نعمة القرآن نعم يسألك الله عنها يوم القيامة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يفرط بعض الناس في النعم، فيأكل وكأنه وحش من وحوش البراري، لايعرف للنعمة قيمة، ولا يعرف للفقراء نصيبًا، كما ينفق ماله في صور تعد من صور السفه، حين ترى