مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم حرصك على زوجك.
والحقيقة أن الأجساد عند الموت تختفي من أمامنا بالدفن في القبر، ولكن الأصوات، ومشاهد المواقف، لا تموت، بل نظل معها، إما تغمرنا بسببها مشاعر الأنس والإنبساط، أو الحزن، والتحسر، أو الغضب، أو الندم، إلخ من مشاعر، تكون أحيانًا متصارعة إلى جانب كونها مؤلمة !
لاشك أن صور طفولة زوجك المراهق مع والده لا زالت عالقة، ولازال جرحها مفتوحًا لم يندمل ولم يشف، وهناك شعور طاغ على بقية المشاعر نتيجة ما تعرض له وهو "الغضب" مما لا يدعه يرى اللحظات الأخرى الجيدة التي كان فيها والده طيب، أو حنون، أو سخي، إلخ، فيحزن أو يبكيه.
مشاعر الغضب هذه التي يحملها زوجك تجاه والده طوال هذه الأعوام أثناء حياته، منحبسة بداخله، ومؤثرة على نظرته لنفسه، وللحياة من حوله، وها هو يعبر عنها الآن، فدعيه، وارفقي به، وفقط، فأنت لست مسئولة عن مشاعره، هي تخصه وحده، ومهما تكن المشاعر فإنها في النهاية تصل إلى حجمها الطبيعي، وتتزن .
المشاعر ليست عقوقًا يا عزيزتي، فالله أرحم بنا من أن يحاسبنا على مشاعرنا، حتى لو كانت تجاه والدينا، فالبر والعقوق "أفعال" تدل على الاحترام أو عدمه، وليست مشاعر.
اطمئني على زوجك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجههااقرأ أيضا:
خطيبتي خلوقة وتصلي لكنها تدخن.. هل أفسخ الخطوبة؟