أخبار

أجهضت جنينها دون علم زوجها قبل أربعين يوما.. ما الحكم؟

إذا كنت تتعافى من أزمة قلبية؟.. هذا ما يجب عليك تجنّبه

هل تستيقظ مبكرًا ؟.. عرض "خفي" يتسبب في الإصابة بهذه الأمراض

سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنة

قاله "يوسف"في الجب.. دعاء تقوله عند النوائب والشدائد

يوسف سجينًا.. يوسف وزيرًا.. الأخلاق لا تتبدل

لماذ يمكن أن يضيق الله تبارك وتعالى عليك الدنيا؟‬.. د. عمرو خالد يجيب

أقوام أهلكهم الله بالعذاب بسبب المعصية ومع ذلك نقلد أفعالهم؟!

6أخطاء يجب تحنبها عند شراء الأضحية .. التزم بالمواصفات

محمد بن علي بن أبي طالب .. بطل معركة صفين ومعتزل الفتن .. ولهذا السبب لقب بابن الحنفية

يوسف سجينًا.. يوسف وزيرًا.. الأخلاق لا تتبدل

بقلم | عاصم إسماعيل | الجمعة 23 مايو 2025 - 12:45 م

من اللطائف التي اشتملت عليها سورة يوسف، والتي هي بحق أحسن القصص كما وصفها الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أن سيدنا يوسف عليه السلام، لم تتغير صفاته بتغير أحواله، سواءً في الشدة أو الرخاء، فهو في "بيت العزيز"، كما هو في السجن، وبعد أن وصل إلى الحكم، هو من المحسنين.

وهذا دأب كل مؤمن، لا تتغير أخلاقه بتغير المواقف والأحداث بل يظل ثابتًا على مبادئه، لا يتزحزع عنها قيد أنملة، لا يتأخر عن مساعدة أحد، ولا يتوقف عن فعل الخير لكل الناس.

روى الترمذي في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنًا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا".

يقول الله تعالى في الآية 36 من سورة "يوسف": "وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".

وفي الآية 77 في السورة ذاتها، يقول الله تعالى حكاية على لسان إخوة يوسف لما قدموا إلى مصر، بعد أن ضرب الجفاف أرضهم: "قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".

ففي السجن، وهو من أصعب المحن التي يمر بها الإنسان، حيث تكون الحرية مقيدة، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير في المزاج، وضيق في الأخلاق، ظهر "يوسف" النبي الطاهر الذي تعفف عن الفاحشة وغن كان ثمن ذلك دخوله السجن، بسلوكه النقي الذي جعل من كانوا برفقته داخل السجن يحبونه ويثقون فيه.

فقد كان في سجنه يعود المرضى وينصح الأشقاء ويواسي الضعفاء، وأخذ يدعو المسجونين لتوحيد الله وعبادته وعدم الشرك به، وظهرت قدرته على تأويل الرؤيا للمسجونين، كان ينبئهم بالطعام قبل إتيانه، فلما رأى فتيا الملك منه ذلك، طلبا منه أن يفسر لهما رؤياهما.

قال الساقي أنه رأى في منامه أنه يعصر العنب بيده خمرًا في كأس الملك، أما الخباز فقال أنه يرى فوق رأسه طبقًا من الطعام والخبز تأكل منه الطير، وطلب كل منهما من يوسف أن يفسر لهما رؤيتهما، لما وجداه فيه من صفات حسنة، جعلتهما يقولان عنه: "إنا نراك من المحسنين".

وبعد أن خرج يوسف من السجن بعد أن أمضى فيه بضع سنين، من الله عليه، وأصبح عزيز مصر، وأصبح المستشار الأول لملك مصر في كل شئونه، استعان به للنجاة من القحط، بعدما رأى رؤيا فسرها على أن مصر ستمر بسبع سنوات يفيض فيها النهر ويكثر فيها الخير، وسبع سنوات مماثلة يسود فيها القحط والجفاف.

فأحسن تدبير الأمر على أفضل ما يكون التصرف، ولم يتأخر عن مساعدة إخوته لما قدموا إلى مصر بعد أن ضرب الجفاف أرضهم، وأظهر لهم من الإحسان والكرم ما جعلهم يصفونه بأنه المحسنين، وهم الذين كادوا يقتلونه في الصغر.

لم يفكر في الانتقام منهم، أو الثأر لنفسه مما فعلوه به، وضع الصواع في رحل شقيقه "بنيامين" حتى يبقيه عنده، بعد أن أخبره بأنه هو يوسف، وفعل ذلك حتى يجعل إخوته يتوبون إلى الله، لأنهم ألقوه في البئر، لكنهم خشوا من رد فعل والدهم إن عادوا بغيره: "قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، كانوا يستدرون عطفه لما رأوا فيه من إحسان، فلم يتغير مع تغير أحواله من سجين بعد أن أصبح وزيرًا.

والإحسان يعرف بأنه إتقان العمل الجهد لإجادته، ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصًا بالناس وجب تأديته على أكمل وجه وكأن صاحب العمل خبير بهذا العمل ويتابع العامل بكل دقة.

وهو المرتبة الثالثة من مراتب الدين، بعد الإسلام والإيمان، وهو أن تعبد كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع، وإلى الخلق في الأقوال والأفعال.

والله يقول: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ"، أي هل جزاء مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة؟ على الرغم من أن الفرق كبير بين إحسان وإحسان، فماذا تعادل قطرة من إحسان من العبد مع بحور من الإحسان والفضل وقنوات العطاء من ربه، بل وإن إحسان العبد لربه ما هو إلا من إحسانه إلى عبده ولطفه به وذلك لأنه هداه لهذا فهو المحسن الودود.

اقرأ أيضا:

سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنة

الكلمات المفتاحية

قصة يوسف عليه السلام يوسف الصديق يوسف سجينا انا لنراك من المحسنين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من اللطائف التي اشتملت عليها سورة يوسف، والتي هي بحق أحسن القصص كما وصفها الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أن سيدنا يوسف عليه السلام، لم تتغي