صلاة فيها قضاء الحاجة، واستجابة الدعاء، والراحة والسكينة، وهي أيضًا علاج من أي داء مهما كان، لكن يتغافل عنها الكثيرون على الرغم من أنها لذة المتقين ودأب الصالحين الذين يفعلونها اقتداءً بخاتم المرسلين، وحبًا وطاعة وتقربًا لله رب العالمين، ليرفع عنهم الهم والغم والحزن والبلاء، وينجيهم من الغلاء والشقاء ويشفيهم من كل داء، ويرزقهم كيف يشاء، ولينالوا في الدنيا محبته ورضوانه، ويدخلهم في الآخرة جناته برحمته وغفرانه، لقوله جل شأنه: « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا» (النساء : 122).
ما تلك الصلاة؟
لكن ما هذه الصلاة؟، وكيف نؤديها؟ وما فضائلها وسبل المواظبة عليها؟، يتفق العلماء على أن هذه الصلاة هي عبادة قيام الليل التي تعد الصلاة فيها من أفضل الصلوات بعد الصلاة المكتوبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل» ، والتي لا يجب هجرها أو التغافل عنها لما لها من أجرٍ وثوابٍ عظيم عند الله تعالى، لقوله سبحانه: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ. كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ» (الذاريات: 15ـ 17)، ولقول نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم :«عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد»، ولهذا يجب أن نحرص على أدائها اقتداء بسُنة نبينا الكريم التي كانت له تكليفًا من رب العالمين، لقوله جل شأنه: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا» (المزمل: 1ـ4).
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامكيفية صلاتها؟
وعبادة قيام الليل إنما هي سُنة مؤكدة عن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ولكن الصلاة فيها غير محددة بعدد معين من الركعات فهي يمكن أن نصليها ركعتين أو أربعة أو عشرة كل حسب قدرته واستطاعته ونشاطه، ومن زاد على ذلك كان أجره أكبر عند الله.
ولكن المهم أن تكون مثنى مثنى ـ أي ركعتين ركعتين بتشهد وتسليم ـ ثم نختم هذا العدد بركعة وتر واحدة لمن لم يوتر بعد العشاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح ـ أي الفجر ـ صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى»، وإن كانت السُنة الاقتصار على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة كما ورد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل الذي تعد صلاة الشفع والوتر، وكذلك صلاتي التروايح والتهجد في رمضان نوعًا من أنواعه، لقوله تعالى: « وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ» (الإسراء: 79).