مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
عظم الله أجرك، وربط على قلبك.
أقدر مشاعرك، فمشاعر الفقد هي ثاني أشد آلام بعد آلام المخاض، ولاشك هي صعبة ولاشيء أو أحد يمكنه تعويض مكانة والدك، وألم فراقه.
تحتاج يا عزيزي أن تحدث نفسك بالواقع، وحقيقته مهما كانت مريرة، وصعبة، فهذه سنة الحياة، وحكمته في خلقه.
حدّث نفسك عن أن الموت حق على كل نفس، وكلنا لله راجعون، ووالدك أمانة الله قد استردها، وهو الآن في مكان أفضل إن شاء الله وقد استراح من نصب الدنيا وتعبها وكدرها، وأنه في يوم ما سنجتمع مرة أخرى في حياة أخرى مع أحبابنا بإذن الله، فما الموت إلا فاصل بين حياة وأخرى.
هكذا تصّبر نفسك، وتتصبر، وتتذكر أن والدك سيكون سعيدًا عندما تكون أنت ناجحًا، تعيش ما وهبك الله من عمر، وحياة، وتستثمر ذلك لك ولوالدك، فتكون الولد الصالح الذي يدعو له، ويتصدق عنه، وبالطبع تذهب لزيارته في مكان ضيافته الحالي في مرحلة البرزخ، وتتحدث معه، وتدعو له، وتطمئنه عليك.
أما المنام، والأحلام، فغالبًا نحن نرى في منامنا ما يهتم به عقلنا الباطن، فدع الأمر لله، ستراه عندما يريد الله.
وأخيرًا حدّث نفسك يا عزيزي أنك رجل، مسئول، وراشد وعاقل، وغدًا ستغدو أبًا، وسندًا لأولادك وأسرتك، فهكذا الدنيا، دوائر تدورعلى الجميع، وتبادل للأدوار، فاستعد لهذا، وأسأل الله أن يقوي ظهرك، فالله هو الأحد، الصمد، الباقي، نعم المولي ونعم النصير.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.