الهدية لها أحوال كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فالنبي كان يقبل الهدية كما كان يهدي.
وثقافة الاهداء له مدلولها وأهميتها في جلب الحب والمودة بين أفراد المجتمع كما أن من شأن الهدية أن تنزع فتيل الهاتف وتقرب القلوب المتباغضة وتقرب المسافات البعيدة بين الأفراد المتنازعة المتناحرة.
إهداء النبي:
ومن أمثلة إهداء النبي صلى الله عليه وسلم للغير ما كان من حديث أم خالد بنت خالد ـ رضي الله عنها حيث ـ قالت : ( أُتيَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثيابٍ فيها خميصة سوداء، قال: من ترَون نكسوها هذه الخميصةَ؟!، فأسكتَ القومُ، قال: ائتوني بأمِّ خالدٍ، فأتي بي النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فألبسَنيها بيده، وقال: أبلي وأخلِقي ـ مرتين ـ، فجعل ينظر إلى علمِ الخميصةِ ويشير بيده إليَّ ويقول: يا أمَّ خالد هذا سنا ـ والسنا بلسان الحبشة الحسنُ ـ ) رواه البخاري .
قبول الهدية:
وعن أبي هريرة أن أعرابيا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوضه منها ست بكرات فتسخطه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا، ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي. رواه الترمذي والنسائي.
إجابة الرسول الهدية:
ولما كان رسول القدوة الحسنة فكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية جبر للخواطر كما كان يهدي للغير ومن هذا أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت. رواه البخاري. قال ابن حجر في (فتح الباري): وفي الحديث دليل على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتواضعه وجبره لقلوب الناس وعلى قبول الهدية.
وعن الصعب بن جثامة الليثي: أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في وجهي قال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم. رواه البخاري.