يكشف الداعية الإسلامي
الدكتور عمرو خالد، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب" ضمن برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان"، مشاهديه ومتابعيه عن أعمال تشفع لصاحبها عند الله سبحانه وتعالى إذا وقع في الشدائد.
يقول "خالد" إن هناك قوانين في الكون تسري على كل البشر، أيًا كان جنسهم أو عرقها أو لونهم، وأحدها القانون الذي وضعه الخالق ليحكم العلاقات بين البشر، وهو قانون: أودع في الرصيد مع الناس، وخفض التوقعات من الناس للحد الأدنى، وفعل ذلك بإحسان.
وشرح خالد في سادس حلقات برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان" الذي يذاع عبر قناته على موقع "يوتيوب"، قانون "أودع في رصيد الناس"، قائلاً: "في عالم الاقتصاد، من لديه رصيد يستطيع أن يسحب ماله على قدر ما يمتلك، ولو سحب أعلى من رصيده يحاسب ويعاقب ويدخل السجن، لكن من لايملك رصيدًا نهائيًا، (رصيده صفر)، لن يسحب أي شيء، وإلا دخل السجن".
وتابع: "في العلاقات مع الناس نفس الشيء، من لديه رصيد حب وود وخير ومساعدة عندما يخطئ هناك قانون يقذفه ربنا في قلوب الناس: يسامحونه، ومن ليس له رصيد لا يُسامح. والعجيب أن الله تعالى يعاملنا بنفس القانون؛ هناك قاعدة شرعية تقول: "حسنات المسيء تشفع له عند الله".
واستشهد على ذلك بأن "سيدنا موسى عليه السلام ألقى الألواح التي تحمل كلام الله فكسرها، وجر بلحية نبي مثله، وهو هارون، وقتل رجلاً خطأ في لحظة غضب شديد، ومع ذلك فإن الله يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه، لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مواجهة فرعون، لديه رصيد كبير عند الله، صبر على إصلاح بني إسرائيل أشد الصبر، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر ".
وذكر خالد أن "الأعمال تشفع لصاحبها عند الله، وتذكر به إذا وقع في الشدائد، وهذا ما كان سببًا في خروج يونس من بطن الحوت، فقد كان لازال لديه رصيد، "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ"، أما فرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له، وقال: "قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ"، قال له جبريل: "آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ".
واستطرد: "لهذا من رجحت حسناته على سيئاته، أفلح ولم يعذب ووهبت له سيئاته لأجل حسناته، النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن عفان، الذى أنفق من ماله فى تجهيز جيش العسرة: "ما ضر بن عفان ما يفعل بعد اليوم، افعل ما شئت يا عثمان، فقد رضى الله عنك".
وقال خالد إنه "حتى الدول لها رصيد أيضًا، قوما عاد وثمود فقدا رصيدهما واستمرا في العصيان فأهلكهما الله: "وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"، "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ".
وبين أنه "لكل إنسان رصيد من الستر مع الله، فإذا انتهى كشف الله ستره عنه"، مشددًا على أنه من حق اليقين أن يوقن الإنسان تمام اليقين أن "الله لا يمكن يضيع رصيده، لا معه ولا مع الناس"، لما قاله الحسن البصري: "لا يكتمل يقين أحدكم حتى يكون بما في يدي الله أوثق مما في يده"، فإن رصيدك عند الله محفوظ مائة في المائة".
غير أن خالد لاحظ أن هناك من يكره إنسانًا، لمجرد موقف واحد وينسى رصيده معه، واصفًا مثل هؤلاء بأنهم من أسوأ الناس، لكونهم "غير منصفين مع قانون ربنا: "أودع في الرصيد"، الذي حث على تطبيقه، سواء مع الزوجة.. الأم.. الصديق.. وسيحفظه الله في أولادك، "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا".
وقال إنه "عندما تودع في الرصيد يمتد عمرك بعمر كل واحد أودعت في رصيده، "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ"، أثرك باق بقدر ما أودعت"، وحث على تطبيق قانون: "أودع في الرصيد" حتى مع أعدائك بعفوك عنهم.
واعتبر أن تطبيق هذا القانون "أكبر حماية لك في الحياة من مخاطر تقلبات الناس عليك أو غضب الله"، مشيرًا إلى أنه شخصيًا على سبيل المثال "هناك كثيرون يحبونني وآخرون يشتمونني، أنا ليس لدي مشكلة، وأتعامل بهدوء.. رصيدي مضمون عند الله .. يقين فيه، لأني أخرج أفضل ما لدي".
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
اقرأ أيضا:
كل يوم خميس النبي يدعو لك ويستغفر الله لك على أي ذنب.. كيف ذلك؟