بقلم |
محمد جمال حليم |
الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 12:21 م
لا شك أن الإسلام جاء دينا خاتما يهدي الخسارة ويرشد الضلال من شر أنفسهم ومن شر عادات جاهلية انتشرت قديما. ومن هذه العادات وأد البنات والاشمئزاز حين ولادتهم وقد القرآن الكريم هذا حين قال ربنا : وإذا بشر أحدهم بأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب...".
رعاية النبي لبناته:
حتى جاء الإسلام وهذي هذه العلاقة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسن علاقته ببناته فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيتُ أحداً أشبه سَمْتاً ودلًّا وهَدْياً (السَمْتُ والهَدْي كلها ذات معانٍ متقاربة تدل على الهيئة والطريقة، وقيل المراد بالدلِّ: حُسْن الشمائل والوقار) برسول الله في قيامها وقعودها مِن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبَّلها وأجْلسها في مجلسه (مكانه). وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت مِن مجلسها فقبَّلَتْهُ وأجْلَسَتْه في مجْلسها.
مدح الرسول بناته:
وقد كان رسول الله صلى الله عليه يمدح بناته ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنته فاطمة: (فاطمة بَضْعًةٌ (قطعة) منّي، فمن أغضبها أغضبني) رواه البخاري.
اختيار أزواج صالحين لهن:
ومن حبه لهن أنه كان صلى الله عليه وسلم حرصه على اختيار أزواج صالحين لبناته فقد وزوَّج صلى الله عليه وسلم ابنته رقيةَ من عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما توفيت رقيةُ زوَّجه صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم، وعثمان رضي الله عنه الزاهد الجواد الكريم الحيي، الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: (ألاَّ أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) رواه مسلم. وزوَّج فاطمةَ رضي الله عنها من ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
اهتمام النبي بأحوال بناته ونصحهن:
كما أنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على الاهتمام بأحوال بناته ونصحهن فقد زار فاطمة رضي الله عنها بعد زواجها ودعا لها ولزوجها بأن يعيذهما الله وذريتهما من الشيطان الرجيم.. ولما شكت إليه فاطمة رضي الله عنها ما تلقى من أثر الرحى والتعب في خدمة البيت، علمها صلى الله عليه وسلم أن تُكبر أربعاً وثلاثين، وتسبح ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وقال لها: (فهو خيرٌ لكما مِن خادم) رواه البخاري. وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قال: (جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فاطمة فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْت، فقال: أَيْنَ ابْنُ عَمِّك؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَه شَيْء، فَغَاضَبَنِي فخرج، فَلَمْ يَقِلْ (ينم وسط النهار) عِنْدِي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو، فجاء فقال يا رسول الله هو فى المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب) رواه البخاري.