دعا الأزهر الدول والشعوب والمؤسسات الإغاثية والخيرية حول العالم، للتضامن مع باكستان فيما تشهده من وضع كارثي بسبب السيول والفيضانات التي أودَتْ بحياة الآلاف، وشردت الأسر، وهدمت المنازل والمرافق الصحيَّة والاجتماعيَّة، وتسببت في أزمة نقص حادٍّ في الغذاء والدواء، وتفشي الأمراض الوبائيَّة.
ويكرر الأزهر عزاءَه إلى الشعب والحكومة الباكستانية في مصابهم الجلل، داعيًا الله أن يرحم الضحايا، وأن يربطَ على قلوب أهلهم وذويهم، وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يعجل بزوال هذه المحنة، وأن تظل باكستان بكامل قوتها وعافيتها.
ويكرِّر الأزهر تأكيده على أن التطعيم ضد مرض شلل الأطفال هو واجب ديني وطبي وإنساني، فما تشهده باكستان من انتشار فتاوى تحريم اللقاح هو تجنٍّ على حق أطفال باكستان وعائلاتهم، فمنعُ اللقاح النافع للطفل كلقاح شلل الأطفال أمر محرم شرعًا.
من ناحية أخري استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء بمشيخة الأزهر، السيد عبدالقادر بتيل، وزير الصحة الباكستاني، للاطِّلاع على مستجدات أزمة الفيضانات في باكستان.
واستعرض وزير الصحة الباكستاني لشيخ الأزهر، أبعاد الأزمة التي تسبَّبت فيها الفيضانات والسيول؛ التي أوَدَتْ بحياة الآلاف من الباكستانيين، وجرفت الأراضي الزراعية، وأدَّت إلى نزوح آلاف العائلات الباكستانية، مؤكدًا أن باكستان تواجه ظروفًا استثنائية وطارئة.
وأكَّد الوزير الباكستاني أن شعب باكستان يقدِّر فضيلة الإمام الأكبر وجهودَه في نشر قيم السلام العالمي، وجهود الأزهر الشريف، وعلماءه الأجلاء، ويثقون في منهج الأزهر الوسطي في نشر صحيح الدين الإسلامي، وأن خريجي الأزهر يحظون بتقدير كبير داخل باكستان ويشغلون مناصب قيادية في مختلف المؤسسات الباكستانيَّة.
من جانبه، أعرب شيخ الأزهر عن خالص عزائه لعائلات الضحايا والحكومة والشعب الباكستاني في ضحايا السيول والفيضانات، مؤكدًا تضامن علماء الأزهر وطلَّابه مع باكستان في مصابها الجلل والأليم، ودعواتهم لهذا البلد العزيز بالخروج من الأزمة في سلام وأمان، مؤكدًا ضرورة أن يتحلَّى الجميع بثقة الله في عبور الأزمة.
في إطار التعاون المؤسسي بين مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف وجميع مؤسسات الدولة، وقَّع الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع نيابة عن الأمين العام، على التجديد السنوي لبروتوكول التعاون بين المجمع ومصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني، التابعة لوزارة التجارة والصناعة المصرية، بحضور عدد من علماء الأزهر، واللواء خالد أبو مندور، رئيس المصلحة، وعدد من المسئولين فيها.
وقال الدكتور نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إن مؤسسة الأزهر الشريف -بقياداتها وعلمائها ووعَّاظها- تضطلع بمسئولياتها تجاه المجتمع المصري؛ لخَلْق توعية دينية ووطنية سليمة، وفتح آفاق جديدة للعمل الدعوي.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وأوضح د. عيَّاد أن بروتوكول التعاون بين مجمع البحوث الإسلامية ومصلحة الكفاية الإنتاجية يشمل عَقْد وعَّاظ الأزهر سلسلةً من الندوات واللقاءات التوعوية وورش العمل بصفة دوريَّة للطلاب والطالبات في المراكز التدريبية التابعة للمصلحة؛ بهدف تحصينهم من الانزلاق في شباك الجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن وعَّاظ الأزهر يتمتَّعون بمهارات عالية في التعامل مع المتدربين بمرونة تتفق مع الفكر والثقافة والمرحلة السِّنيَّة.
من جانبه، أكَّد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، استعدادَ وعَّاظ الأزهر للقيام بمهمَّة تدريب الطلاب والطالبات في المراكز التدريبية التابعة لمصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني في كل محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر واجب وطني وديني يقع في مناط التكليف والتشريف.