مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وأتفهم الصراع الذي أنت فيه.
كانت تجربتك مؤلمة بلاشك لكنها معلمّة وهذه مهمة الخبرات المؤلمة!
وكما لكل قلب حظه من السعادة واللذة والنشوة والأمان والحب، له نصيب أيضًا من الخذلان والفقد والفراق والتنكر والخوف والقهر والصراع .. إلخ والفيصل دائمًا هو "القبول" ثم التجاوز.
الآن " الواقع" وحده يفرض نفسه، ولابد أن تتعامل مع الواقع، والحقيقة.
الواقع الآن أن ماحدث، حدث بالفعل، وما يهمنا هو الدروس المستفادة، والتي هي:
أهم درس في رأيي ياعزيزتي ولابد أن تعيه جيدًا حتى لا يتكرر ما حدث مع خطيبك الحالي هو " القرب" الحقيقي في العلاقة، فليس تأجج العاطفة أو المشاعر دليل قرب ولا نجاح، وإنما القرب هو التعرف على احتياجات النفس والشريك، كسر الحواجز المتعلقة بالمخاوف بالمصارحة والحديث عنها وتبديدها، فهذا هو الصحي في العلاقات، وبدونه تكون " مزيفة ".
الدرس الثاني هو أن أخطاء العلاقات تنضجنا، فندخل من جديد في علاقات يكللها النجاح هذه المرة، وهناك بون شاسع بين أن تكوني شخصًا ناضجًا في العلاقة أوغير ناضجة.
فالناضج يشعر بحقيقة العلاقة لا سطحيتها، يشعر بنقائها ولا يسمح للشوائب أن تلوثها أو تكدرها عليه، الناضج يدرك التزييف ولا يسمح به لا من ناحيته ولا من ناحية شريكه فهو لا يهدر طاقته ولامشاعره في اللاشيء.
الدرس الثالث هو عدم مصارعة الماضي، فلا أحد ينسي ماضيه، كلنا نتكون من ماضى وحاضر ومستقبل، الماضي تتراجع صورته فقط لكنه لن ينمحي، ودورك أن تكفي عن " العيش " فيه، إنه أصبح " تاريخ " وصراعك معه يحييه، ويغصصك، وينكد عليك حاضرك، فاخرجي من أسره فورًا، وربما غلطتك التى زادت احساسك بالمرارة وعدم التجاوب مع خطيبك الحالي أو الإحساس بالسعادة كما ذكرت هو ذاك، ولأنك ارتبطت سريعًا قبل أن تتعافى.
الدرس الرابع أنك محظوظة، نعم، لأن هذه العلاقة غير الناضجة لم تكتمل، فاستمرار علاقة بهذا الخلل نتائجه وخيمة، وأحيانًا بالفعل تكون الصدمة خير لنا " وعسي أن تكرهوا شيئًاوهو خير لكم "، ما حدث اليوم هو أرحم وأهون بكثير مما كان سيحدث في الغد.
وأخيرًا، رفقًا بنفسك، امنحهيا الفرصة لكي تهدأ وتتعافى وتسعد، فالوقت جزء مهم لذلك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.