ابتكر العلماء، سماعة طبية إلكترونية تعمل عن طريق الهاتف الذكي، مما يفتح الباب أمام مراقبة الأطباء لقلوب المرضى عن بعد.

تم اختراع سماعة الطبيب التقليدية في عام 1816، ولكن بعد مرور 200 عام تقريبًا أصبح من الممكن وضع الهاتف الذكي على صدرك وتسجيل ضربات القلب.

التطبيق الذي طوره علماء من جامعة "كينجز كوليدج لندن" لا يسجل فقط دقات القلب الأساسية، ولكن يرصد كذلك الأصوات الموجودة بين الصمامات التي تفتح وتغلق.

قد يكون استخدامه الرئيسي في المستقبل هو الكشف عما إذا كان شخص ما يعاني من نفخة قلبية، مما يسبب صوتًا غير طبيعي بين دقات القلب، ويشير إلى أن شخصًا ما يعاني من مرض في صمام القلب.

يمكن أن يوفر أيضًا معلومات إضافية للكشف عن الرجفان الأذيني - عدم انتظام ضربات القلب، والذي يتم التعرف عليه بشكل أفضل من خلال مخطط صدى القلب، ويمكن دمجه في ساعة ذكية، ولكن التطبيق يمكن أن يوفر المزيد من المعلومات في المستقبل.

وتظهر النتائج حول تطبيق (Echoes)، الذي من المقرر تقديمه في مؤتمر "نيو ساينتست لايف" في لندن هذا الأسبوع، أن أكثر من 80 في المائة من الأشخاص قادرون على إنشاء تسجيل عالي الجودة لقلبهم بدقة عن طريق وضع هواتفهم على صدورهم.

أظهر تحليل لـ 1148 مستخدمًا، أن بإمكان الأشخاص اكتشاف نبضات قلبهم بغض النظر عن جنسهم أو وزنهم، على الرغم من أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا استغرقوا وقتًا أطول قليلاً للتعود على التكنولوجيا.

ويستخدم التطبيق أيضًا من قبل الأشخاص للاحتفاظ بنبضات أحبائهم عند الاحتضار، من خلال تسجيل نبضات قلبهم، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

قال بابلو لاماتا، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في كلية الهندسة الطبية الحيوية وعلوم التصوير بـ "كينجز كوليدج لندن"، الذي ساعد في تطوير التطبيق: "يثبت هذا البحث أن تقنيات الهاتف المحمول هي طريقة قابلة للتطبيق لتسجيل أصوات القلب، وذلك في في المستقبل، يمكن لمرضى القلب والأطباء استخدام التسجيلات المنزلية للتحقق من وجود أو تطور أمراض القلب".

تم تطوير التطبيق بالشراكة مع جامعة ماستريخت وشركة خاصة تسمى "سيلول ديزاين استديو"، مع مدخلات من الاستشاريين والمرضى في مؤسسة القلب البريطانية ومنظمة القلب للأطفال.

الدراسة التي نشرت في "مجلة القلب الأوروبية - الصحة الرقمية" جمعت أكثر من 7 آلاف و500 تسجيل صوتي للقلب من مستخدمين دوليين العام الماضي. ووجدت أن 75 في المائة كانت ذات جودة جيدة، وقد تم تحقيق معظمها في ثلاث محاولات باستخدام ميكروفون يحمل في ثناياه عوامل في الهاتف الذكي.

ويقوم المستخدمون بحمل هواتفهم مقابل صدورهم في واحدة من أربع مناطق موصى بها، ثم تسجيل قياسي، ثم حفظ ملف الصوت. وبمجرد أن يقوم شخص ما بحفظ تسجيل لقلبه على تطبيق (Echoes)، الذي تم إطلاقه في مايو الماضي، تتم إضافته إلى قاعدة بيانات للباحثين لتحليل جودة الصوت والآثار الطبية.

ولا يتلقى المستخدمون أي تشخيصات أو توصيات للاتصال بالطبيب، ولكن التطبيق يمكن أن يوفر ذلك في المستقبل.

قال البروفيسور جيمس ليبر، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية، والتي ساعدت أيضًا في تمويل البحث: "إذا نجح هذا التطور، فقد يمثل خطوة مهمة نحو جعل أدوات مراقبة القلب في متناول يدك".

وقالت سامانثا جونسون، الرئيسة التنفيذية لمكتب المساعدات الإنسانية الأوروبي (ECHO): "بالنسبة للأطفال الذين يعانون من أمراض القلب، فإن سماع نبضات قلبهم ومقارنتها بالعائلة أو الأصدقاء كان أمرًا ممتعًا وفتح المحادثات حول أمراض القلب لديهم".

اقرأ أيضا: