استفد من أخطاء الماضي فى حاضرك ومستقبلك.. بهذا أمرنا رسول الله
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 17 يوليو 2024 - 07:48 ص
كلمات النبي صلى الله عليه وسلم ليس ككلام البشر لانه مؤيد بالوحي.. قال تعالى فى حق نبيه: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى..".
عدم تكرار الخطأ:
ومن كلامه صلى الله عليه وسلم الذي لم يسبق إليه وقد صار حكمة يضرب به المثل ويستفاد منه في المواقف الحياتية حتى لا يصيبه ضرر أنه صلى الله عليه وسلم قال : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ".
وفى هذا الحديث يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية أن يحتاط المؤمن في حياته ويتعلم من تجاربه فإن وقع في خطأ كان هذا إنذارا له أن يتعلم من خطئه ولا يكرره مستقبلا.
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين:
ومن المواقف الحياتية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وبين لهم كيف يمكنهم الاستفادة من أخطاء الماضي وتجنبها في المستقبل أنه لمَّا وقع أبو عزة الجمحي في أسْر المسلمين في غزوة حمراء الأسد، وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يطلب عفوه مرة ثانية، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله، وقال كلمته التي صارت مثلاً: (لا يُلدغ المؤمن مِنْ جُحْرٍ واحد مرتين) رواه البخاري؛ يقول القاضي عياض: "ومعناه: المؤمن الممدوح هو الكَيِّس (العاقل) الحازم، الذى لا يُسْتْغَفل فيُخْدَع مرة بعد أخرى، وهو لا يفطن بذلك".
التعلم من أخطاء الماضي:
وقد بين العلماء أهمية اتخاذ هذا الحديث منهجا فى الحياة وعدم التمادي في الخطأ فقال ابن بطال: "ينبغى للمؤمن إذا نُكِبَ (أصيب) من وجه أن لا يعود لمثله. وترجم له فى كتاب الأمثال باب المحاذرة للرجل من الشىء قد ابتلى بمثله مرة. وفيه: أدب شريف، أدَّب به النبى صلى الله عليه وسلم أمته ونبههم كيف يحذرون ما يخافون سوء عاقبته، وهذا الكلام مما لم يُسْبَق إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقاله لأبي عزة الشاعر، وكان أُسِرَ يوم بدر فسأل النبىَّ صلى الله عليه وسلم أن يَمُنَّ عليه (يطلق سراحه بلا فداء) وذكر فقراً، فمنَّ عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأخذ عليه عهداً أن لا يحض عليه ولا يهجوه (ينتقص منه في شعره)، ففعل، ثم رجع إلى مكة فاستهواه صفوان بن أمية وضمِن له القيام بعياله، فخرج مع قريش وحضَّ على النبى صلى الله عليه وسلم فأُسِر، فسأل النبىَّ أن يمن عليه فقال صلى الله عليه وسلم: (لا يُلْدَغ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين، لا تمسح عارضيك بمكة وتقول: سخرت من محمد مرتين ثم أمر به فقُتِل).
الوقاية من الخطأ:
ومن فهم هذا النص النبوي واتخذه منهجا كان ذلك مأمنا له من الخطأ معينا له من الذلل حصانة له من التردي والخسارة وهو ما يريده النبي صلى الله عليه وسلم من أتباعه.