لا يمكن لمؤمن عاقل أن يورد نفسه المهالك بل يجب عليه أن يحتاط لنفسه ودينه وخلقه حتى ترتفع درجته وتعلو منزلته..
ومما يورد المؤمن المهالك ذلكم اللسان الذي إن لم يحسن استثماره كان وبالاً عليه في الدنيا والآخرة.. ومن أشهر آفات اللسان البهتان فعقابه شديد وعاقبته خُسرًا.
الفرق بين الغيبة والبهتان:
والغيبة والبهتان من آفات اللسن غير أهناك فرقا بينهما فالغيبة أن تذكر أخاك في غيبته بما فيه من صفات أنت تعلمها فيه وهو ما يزعجه ويتأذى منه أما البهتان بأن تفتري عليه وتدعي فيه ما ليس فيه.
ولهذا فإن عاقبة البهتان أشد من الغيبة ذلك لأنها تتضمن افتراء وقد فصل النبي الفرق بينهما كما جاء في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ذكرك أخاك بما يكره, قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.
عاقبة البهتان:
والبهتان حذر الله منه وبين جزاءه في القرآن الكريم وذكره مشنعًا في الصفات التي لا ينبغي أن يتصف بها المؤمنون فقد قال ربنا تبارك وتعالى: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء: 112] وقال سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58].
جزاء البهتان ردغة الخبال:
ومما ورد في جزاء وعاقبة من يبهت أخاه ويفتري عليه كذبا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال. رواه أحمد, وأبو داود، وصححه الألباني. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: من حمى مؤمنًا من منافق يعيبه بعث الله تبارك وتعالى ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد به شينه حبسه الله تعالى على جسر جهنم؛ حتى يخرج مما قال. رواه أحمد, وأبو داود, وحسنه الألباني.