كلمة حُسنًا بضم الحاء ترد بمعنى حسن بفتح الحاء، والمراد بالقول الحسن ما هو؟، الحسن هو ما حسنه الشرع، لأن العلماء قد اختلفوا: هل الحسن هو ما حسَّنه الشرع أو ما حسنه العقل؟، نقول: ما حسنه العقل مما لم يرد فيه نص من تحسين الشرع، لأن العقل قد يختلف في الشيء الواحد باختلاف الأهواء، وذلك لأن الذي يفسد الآراء دائمًا الهوى، وإلا فلو لم يكن هوى لحكمنا العقل في كل شيء، إلا أن الهوى يفسد حكم العقل، ولذلك تجد معقولاً عند واحد ولا تجده معقولاً عند آخر، إذن ما الذي يرجعنا جميعًا إلى حسن مجمع عليه هو الشرع، لأن المشرع لا هوى له إلا في ما شرع له.
{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }، من هم الناس الذين نقول لهم الحسن؟، أهم المساوون لك في الإيمان، ويكون القول الحسن فيهم أن تأمرهم بالمعروف وأن تنهاهم عن المنكر، وأن يكون أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والله تبارك وتعالى يقول: { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل: 125].
وإذا كان غير مسلم، أي ليس له أخوة إيمانية، يكون القول بالحسن ما هو؟ ان تجادل بالتي هي أحسن، حتى لا تجمع على المنصوح أو الموعوظ مرارتين، الأولى أن تخرجه عما اعتاده وألف، ومرارة أن تخاطبه بما يكره.